أعلنت منظمة "طبيعة العراق" المعنية بشؤون البيئة، الجمعة، رصدها وجود قناديل البحر للمرة الأولى في بعض مناطق الأهوار، مشيرة الى أنها بصدد تنفيذ مسح شامل للتحري عن وجودها في مناطق أخرى، فيما حذرت من تأثيراتها السلبية على التنوع الأحيائي في بيئة الأهوار.
وقال مسؤول المنظمة في الجنوب الباحث المتخصص في بيئة الأهوار جاسم الأسدي في تصريح تابعته وكالة انباء براثا إن "المنظمة سجلت سبقا علميا برصدها وجود قناديل البحر في أجزاء من هور الحمار، وهي ظاهرة غريبة باعتبار تلك الكائنات تعيش في البيئة البحرية ولا يفترض أن تتواجد في الأهوار"، مبينا أن "قناديل البحر وصلت الى الأهوار عن طريق منافذ المصب العام، وستقوم المنظمة قريبا بمسح شامل للتحقق من وجودها في مناطق أخرى، وذلك انطلاقا من جسر الزبير في محافظة البصرة وصولا الى الخميسية في محافظة ذي قار".
وأضاف الأسدي أن "المنظمة أرسلت عينات الى عدد من الباحثين العراقيين والأجانب لدراستها بشكل تفصيلي، وكذلك عرضها على جامعات ومراكز أبحاث في الولايات المتحدة الأميركية"، لافتا الى أن "تواجد قناديل البحر في الأهوار سوف يؤثر سلبا على التنوع الأحيائي فيها، خاصة وانها تتغذى على يرقات الأسماك، وقد تكون لها تأثيرات سيئة أيضا على النباتات المائية".
وأشار الى أنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها رصد حيوانات في الأهوار دخيلة على البيئة المحلية، فقد سبق وأن تم ترصد العديد من أنواع الأسماك، ومنها أسماك مفترسة"، معتبرا أن "الجامعات العراقية ووزارة البيئة ينبغي أن تهتم بتلك المواضيع لأهميتها".
يشار الى أن قناديل البحر كائنات بحرية رخوية تنتمي الى شعبة الاسفنجيات، وتبدو شبه شفافة ولها لوامس ومجسات حسية، وليس لها معدة ولا عمود فقري، ويشكل الماء نسبة لا تقل عن 95% من تكوينها، كما تعد من أقدم الكائنات الحيوانية وجودا، حيث يعود وجودها الى أكثر من 500 مليون سنة.
يذكر أن مناطق الأهوار في العراق تغطي مساحات شاسعة من محافظات البصرة وميسان وذي قار تقدر بنحو 8635 كم2، وهي تزخر بالأسماك النهرية والكثير من الأحياء المائية الأخرى مثل الروبيان (الجمبري)، إضافة الى أنواع مختلفة من النباتات أهمها القصب والبردى، ونتيجة لاعتدال مناخها تقصدها مئات آلاف الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها خلال فصل الشتاء، ومع بداية فصل الصيف تعود تلك الطيور الى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندينافية وكازاخستان وروسيا والصين ضمن هجرات موسمية كبرى، كما تستوطن الأهوار حيوانات نادرة مهددة بالانقراض على مستوى العالم، منها القضاعة ذات الفراء الناعم.
https://telegram.me/buratha