"القصاص أثلج قلبي”، هكذا قابلت أم قصي نبأ تنفيذ حكم الإعدام بحق 36 مدانا بارتكاب جريمة قتل جماعي لجنود عراقيين نفذها تنظيم "داعش” الإجرامي عام 2014 في مدينة تكريت وخلفت 1700 شهيد.
أم قصي امرأة عراقية خاطرت بنفسها وأسرتها في ناحية العلم بمحافظة صلاح الدين عندما قررت إنقاذ 25 طالبا من طلبة قاعدة سبايكر الجوية استطاعوا أن يفروا من المذبحة الجماعية دون التفكير في العواقب، حيث آوتهم في منزلها عدة أيام حتى تمكنت من ترتيب طريقة خروج آمنة لهم ليصلوا إلى ذويهم سالمين.
ومنذ ذلك الحين اطلق العراقيون لقب "طوعة” على أم قصي، تيمنا بالسيدة طوعة الكوفية التي تشير المصادر التاريخية إلى أنها فتحت منزلها لسفير الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل بعد تخلي اهل الكوفة عنه، بحسب الروايات الشهيرة.
وبعد مرور أكثر من عامين على المذبحة التي لم يسبق لها مثيل حتى بمقاييس عشر سنوات من الحرب الطائفية في العراق، ما زالت أم قصي تستذكر الشباب الذين "سقطوا غدرا على يد عصابات إجرامية”، وتقول لـ”المعلومة”: "إنني سعيدة للغاية من تنفيذ الأحكام بحق المدانين بجريمة سبايكر الذين غدروا بشبابنا الجنود وطلبة القوة الجوية رغم مناشداتهم المتكررة بالنخوة العربية التي لم تشفع لهم مطلقا”.
ونفذت وزارة العدل العراقية، الأحد 21 اب 2016، حكم الإعدام بحق 36 مداناً بجريمة سبايكر في سجن الناصرية، بحضور وزير العدل وعدد من المسؤولين المحليين ووسائل إعلام.
وتتساءل أم قصي "ماذا فعل لكم شبابنا لكي تقتلوهم شر قتلة وتقذفوا باجسادهم الطاهرة في النهر”.
وتقول إن "جريمة سبايكر لم تحدث في تاريخ العراق مطلقا ولم يقدم أخ على تقل أخيه المسلم بتلك الوحشية وهو ضيف عليه”. وتضيف أن "خبر تنفيذ القصاص أثلج قلبي كأم وزوجة شهيدين غدرا على يد تلك المجاميع الارهابية”.
وتأمل أم قصي بـ”توسيع التحقيق واعتقال كل من ساهم وحرض على جريمة سبايكر وتقديمه الى القضاء”، داعية العراقيين إلى "إنهاء خلافاتهم التي جلبت الويلات والاتفات إلى إعمار البلد ومحاربة الارهاب والفساد”.
وفجرت جريمة سبايكر حالة من الذعر في البلاد وبعثت برسالة للعالم مفادها أن عناصر هذا التنظيم هم عدو من نوع جديد يصر ليس فحسب على الاستيلاء على الأرض والاحتفاظ بها وإنما أيضا على القضاء على أعدائه من الطوائف الأخرى عندما يسقطون في أيدي مقاتليه.
https://telegram.me/buratha