أعلنت مديرية الموارد المائية في البصرة، الاثنين، أن التراكيز الملحية في مياه شط العرب سجلت خلال العام الحالي انخفاضاً غير مسبوق منذ ظهور أزمة ملوحة المياه خلال عام 2007.
وقال مدير المديرية مفيد عبد الزهرة في حديث صحفي، إن "في العام الماضي وصلت نسب تراكيز الأملاح في مياه شط العرب عند منطقة سيحان الى 13000 جزء في المليون لكنها حاليا عند حدود 1600 جزء في المليون مع ان نهر الكارون لم يزل مغلقاً"، مبيناً أن "التحسن الذي طرأ خلال العام الحالي يعد الأفضل منذ نشوء أزمة ملوحة المياه في عام 2007، وقد حصل هذا التحسن بسبب إيرادات المياه الجيدة التي تصل الى البصرة مروراً بناظم قلعة صالح، حيث تتدفق المياه باستمرار بمعدل 50 م3 في الثانية".
ولفت عبد الزهرة الى أن "تراكيز الأملاح في مياه شط العرب سوف تنخفض أكثر عندما يبدأ موسم الأمطار، وكذلك عندما تقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الشهر المقبل بفتح نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها ويصب في شط العرب"، موضحاً أنها "عادة ما تغلق النهر سنوياً أواخر شهر حزيران وتعيد افتتاحه منتصف شهر تشرين الأول، وعند افتتاحه يساهم في تقليل ملوحة مياه الشط، كما يصد اللسان الملحي".
يذكر أن مشكلة ملوحة المياه ناجمة عن ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، إلا أن البصرة أخذت تتعرض لها في كل فصل صيف منذ عام 2007، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، بحيث عادة ما تصل خلال فصل الصيف نسب التراكيز الملحية الذائبة في مياه الشط الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة وتجهز منه الكثير من المناطق السكنية الى أكثر من 8000 جزء بالمليون، بينما يفترض أن لا تزيد ملوحة مياه الري عن 2500 جزء بالمليون، واما المياه منخفضة الملوحة الواصلة من خلال قناة البدعة فهي غير كافية لسد الاحتياجات السكانية، ولذلك يتم خلطها أحياناً مع مياه شط العرب قبل ضخها الى المناطق السكنية.
https://telegram.me/buratha