يفرض تنظيم داعش الارهابي مبلغاً قدره 700 دولار اميركي على كل عائلة ترغب بمغادرة الموصل، الامر الذي يدفع بعشرات العائلات للهرب من خلال بيع مقتنياتهم، فيما ارتفعت وتيرة استهداف عناصر التنظيم داخل مدينة الموصل.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى انه "في الاسبوعين الاخيرين لا يكاد يمر يوم واحد من بدون وصول عشرات الاشخاص الهاربين من داخل ومن ضواحي مدينة الموصل او من القرى المحيطة الواقعة بقبضة تنظيم داعش الارهابي، علما ان اغلب الواصلين هم عائلات كاملة بضمنهم اطفال ونساء وغير ذلك”.
واضاف "استمرار وصول هذه العائلات بسلام من دون ان يعترض طريقهم عناصر داعش، تم كشفه في اليوم الاول من وصول اول وجبة، وهو ان قيادات في التنظيم تبيع هذه العائلات اي تسمح لها بالخروج مقابل مبلغ مالي محدود، علما اننا لا نستطيع ان نؤكد ان قيادات عليا بالتنظيم متورطة بما يحصل”.
ولفت المصدر الى انه "على وفق شهادات متطابقة من تلك العائلات فانه ينبغي بكل عائلة ان تدفع 700 دولار اميركي مقابل السماح للعائلة بالمرور، بغض النظر عن عدد افرادها سواء كان فرداً واحداً او عشرة افراد، علما ان بعض الاهالي عدو ان هذا المبلغ تافه جدا بالرغم من الاوضاع الاقتصادية الماساوية، قياسا بالمعاناة القاسية في ما يسمى ارض الخلافة حيث القوانين الجائرة والمتخلفة واعمال الذبح والنحر والاعدامات التي تحصل بنحو شبه يومي في بعض اجزاء المدينة”.
وتابع "الكثير من العائلات باعت مقتنياتها باسعار زهيدة جدا، مع بيع بعض المصوغات والحلي الذهبية لاجل تدبير هذا المبلغ والهرب من مناطق نفوذ التنظيم، ويشيرون الى ان كل ما يهمهم الخلاص من التنظيم المتطرف، حيث حديث الجميع بالموصل عن معركة الموصل المرتقبة والمخاطر التي قد ترافقها من دمار وموت وجوع اكثر مما يعصف بها يوميا حيث القصف الجوي وغياب الخدمات والشلل الاقتصادي شبه التام”.
وحول كيفية وصولهم الى مهربين من التنظيم، افاد المصدر بالقول "العائلات الهاربة تقول ان هنالك شبكة معقدة تعمل داخل التنظيم، حيث يمكن التحدث مع عنصر مقاتل منهم داخل المدينة نعتبر انه محل ثقة ولن يشي بنا، فيقوم بدوره بارشادنا لمسؤول اعلى منه وهكذا الى ان يتم تامين خروجنا من دارنا وصولا الى خارج المدينة ومن ثم عبور خطوط القتال وصولا للقوات الامنية المشتركة”.
ومضى بالقول "دفع المال يكون بداخل المدينة الى احد عناصر التنظيم الذي يزودهم بورقة تسمح لهم بالمرور من نقاط التنظيم من دون اعتراض سبيلهم، علما اننا نرجح ان مافيات في التنظيم بدات تستثمر معاناة الاهالي ومخاوفهم من خلال السماح لهم بالخروج مقابل الاموال، لتعويض الموارد المالية التي فقدوها في الاشهر الاخيرة والتي باتت شبه معدومة”.
https://telegram.me/buratha