الروايات حدثتنا عن فتن عامة تصيب الشيعة اياديها من داخلهم ويكون فيها اختلاف الناس وبراءتهم من بعضهم وتضاربهم ولكنها لم تذكر مكانا بعينه، وطبيعة فتن من هذا القبيل لاشك انها ستكون ذات ابعاد سياسية وسط جهل عام يسيطر على المشهد، ويتساوى في الجهل الجهل البسيط الذي يميز الانسان الاعتيادي الذي يتقحم في مثل هذه الميادين ببراءة، والجهل المركب الذي يسم من يحسبون انفسهم انهم من نخبة الامة،
وقد سبق ان حذرت في اواخر عام ٢٠١٧ ان سنة ٢٠١٨ ستكون قاسية وللاسف جاء الامر كما توقعناه ولا زال المشهد يغذي المزيد من اوراق الفتنة، على اننا لا نغفل ان الفتن السياسية يؤديها لاعبون صغار ولكن تفتعلها دول كبار ومن المعلوم ان العراق وبسبب السياسات الخاطئة لارباب الجهل المركب اصبح موئلا لتجاذبات صراعات الدول، وفي هذه الصراعات عادة يكون ثمة خاسر فيحاول الضغط من هذه القناة او تلك..
على اي حال الفتنة اصبحت امرا واقعا والمؤمنون مدعوون ان لا يكونوا طرفا في تغذيتها وانما عليهم الاحتراز والحذر الشديد الذي يصل الى العض على النواجذ او الامساك بجمر الغضى، ففي السياسة لا يرى المرء كل الصورة، لان غالبية اوراق السياسة تدار في الكواليس، وليس كل تعاطف يمكن ان يؤدي الى الخير، ولو اراد المؤمن سلامة موقفه الديني والاجتماعي والسياسي فلا سبيل له الا هدى المرجعية الدينية العليا او الصبر الشديد والتحمل ان لم يعرف ما هو موقف المرجعية، ولا حول ولا قوة الا بالله، نسال الله ان ينجينا واياكم من مضلات الفتن ومرديات المحن.
https://telegram.me/buratha