مازن البعيجي ||
لكل ذي عقل سوي وإنصاف سيعرف من حجم التركيز الروائي عن المعصومين عليهم السلام منذ الآلاف السنين وحتى قبل وجود مثل دولة قم الحالية بمنهجها أو طبيعة شعبها الموالي للعترة وقد تكون في عمق تاريخها لم تكن دولة شيعة ، ومع ذلك وردت روايات جليلة القدر خطيرة التعبير في مفرداتها ، كلها تعبر عن أممية هذا الدول المركز وهي قم وستكون القائد والرمز مثلما تشير الرواية هنا وهناك ، وهذا ما ورد بهذه الأسطر لمولانا الإمام الصادق عليه السلام ..
وقد تحدثت روايتان عن الإمام الصادق عليه السلام عن مستقبل قم ودورها قرب ظهور المهدي عليه السلام إلى أن يظهر .(رواهما في البحار:60/213 ).
تقول الأولى منها: ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع قم وأهله مستضعفاً بل وفققهم وأيدهم . ثم قال: إن الدين ذليل بقم واهله، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجة على سائر البلاد . وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين . وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو ، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله ، كما نسوا ذكر الله) .
وتقول الثانية: ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ) .
تأمل هذه القوة في الإشارة وتوجيه البوصلة نحو مركز القوة والتدين والعمق العقائدي لعشاق أهل البيت الامر الذي لا يريد الكثير الوقوف عنده والتعمق به خشية الأعتراف تارة وتارة اخرى الجهل والإعلام المضلل الذي يمنع من بروز قوة كما وقف بوجه روح الله الخميني العظيم وهو الوجه المشرق لتطبيق ما ورد في الرويات .
من هنا على من فعلاً يبحث على قوة العقيدة والجبهة المقاومة أن يتصرف ببصيرة ويرى العالم بنظرة دولة الفقيه التي تعي فعلها والتصرف ويخرج من قوقعة الصنمية والأسر الأعلامي الى فضاء يقف به مع محور المقاومة بقيادة دولة الفقيه ترجمان الروايات المباركة ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..