عزى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الامة الاسلامية في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال السوداني في كلمة له بالمناسبة :" قليلة هي المواقف التاريخية التي يتحول فيها الرجال إلى قضية وتتحول فيها القرارات الشجاعة المفصلية إلى مثل عليا يعظّمها الناس عبر الزمان.
واضاف : لقد نهض الحسين في وقت تدهورت فيه أوضاع الأمّة وتعرّض فيه أصل الرسالة المحمدية الى محاولة للتشويه وشحّ فيه قول الحق وتعرّض الناس للإخضاع بالسيف أو بالمال واستبيحت الأموال العامة لصالح عصبة ظالمة لا ترى مصيرها.
وتابع رئيس الوزراء:" شرعت القوى التي حاربتها الرسالة المحمدية في محاولة لخطفها وإعادة فرض المفاهيم المنحرفة مثلما سعت إلى محو جوهر أفكار المساواة وحقوق الناس ومبادئ العدالة التي حملها النبي (ص)"، مبينا انه :" في مثل هذه الأحوال والظروف العصيبة صدح أبو عبد الله بالرفض والإباء مستعيداً الثوابت التي قامت عليها الأمة الإسلامية وميّز بقلب مؤمن معتقد الظلم فقال قولته التي مضت منهجاً وعلماً: "هيهات منّا الذلة".
واكد انه: " من هنا انبثقت أهمية الإصلاح الذي جاء به الحسين ، اصلاحٌ يميز المسار ويشخّصه ويستدل عليه بهدى الرسالة السمحاء لا بهوى النفس وألاعيب السياسة ، اصلاحٌ ترك فينا إلى يومنا هذا نبعاً من القيم العليا والذخيرة التي تعين كلّ متصد للفساد وتسند كلّ ساع لترسيخ العدالة الاجتماعية أياً كانت ساحة فعله"، مشددا على انه :" ليس كالحسين (ع) حصنٌ أو دليلٌ نستدلّ به على صواب المنهج أو صلاح المسلك".
وافاد انه:" لم تترك شخصية عبر التاريخ أثرها الثوري والاصلاحي في الأمّة الإسلامية كما فعل ذكر الحسين (عليه السلام)، و كلّما مرّ الزمان يحضر الحسين بقوّة بيننا وكلما اشتدت الفوضى وتسيّد خطاب التجهيل وخلط الحقائق عدنا لمواقف الحسين لتمنحنا ضوءاً صافياً يحمل هدى رسول الإنسانية بلا تزييف أو انحراف".
واكد رئيس الوزراء:" إذا كنّا نشد العزم اليوم لمحاربة الفساد وردع الأيادي السوداء عن أن تمتدّ إلى المال العام فإنّ الحسين حاضرٌ بيننا لا محالة بهيبة قراره وسمو نفسه ووضوح مساره، واذا كنّا نبحث اليوم عن أفضل وسيلة لخدمة شعبنا وحماية حقوقه، ومحاربة مسببات الفقر وإصلاح مستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة فإنّ الحسين حاضرٌ بوصفه ركيزة ومنطلقاً لهذه المطامح".
واضاف رئيس الوزراء: إن كان لنا أن نسترشد بمنهج صالح في محاربة الانحرافات الفكرية والأخلاقية فلا منهج أفضل من منهج الحسين (عليه السلام) يمكن أن يكون منطلقاً وأساساً في مواجهة كلّ انحراف.
ومضى قائلا :" لقد حاربنا الإرهاب كعراقيين وقدّمنا أثمن ما نملك من دماء أبنائنا وإخواننا لنردّ الهجمة الوحشية عن البلاد التي تشرّفت بالحسين جسداً وفكراً وكل شهيد احتضنته هذه الأرض تأسّى بالحسين"، .
واوضح رئيس الوزراء: " انها ذات المبادئ التي تدفعنا إلى التمسك بطريق بناء الدولة والإصلاح وبسط معايير الحق والإنسانية والدستورية والعدالة الاجتماعية والعمل على ازدهار بلادنا.
https://telegram.me/buratha