بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ
خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة : 114]
صدق الله العلي العظيم
مرة أخرى تمتد يد الحقد الأسود لذوي القلوب الجوفاء التي ما آمنت بالله طرفة عين من الذين قال
عنهم الله تعالى ﴿ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة : 10] ﴾ تمتد لتفجر
الحقد الموروث بأجساد المؤمنين والمؤمنات الذين سعوا الى ذكر الله تعالى في يوم الجمعة الذي جعله
الله تعالى للمسلمين عيدا، لا لذنب اقترفوه ، ولا لجناية ارتكبوها اللهم إلا لأنهم أمَّوا مسجدا صلى فيه
وصيّ رسول الله | بما يجسد هذا المسجد من تراث للانبياء والاولياء والصالحين.إن انتهاك حرمة
المؤمنين في العراق الجريح، والتي هي عند الله كحرمة بيته كما ورد عَنْ الصادق×قَالَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
فِي بِلَادِهِ خَمْسُ حُرَمٍ حُرْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ | وَ حُرْمَةُ آلِ رَسُولِ اللَّهِ | وَ حُرْمَةُ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُرْمَةُ
كَعْبَةِ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ، والتي تحصل ضمن مسلسل مستمر طال الكثير من الاماكن المقدسة ،
وحصد الالاف من الضحايا الأبرياء، ومثالها ما حصل مؤخرا في سامراء والنجف ومسجد براثا، إن
هذا الانتهاك لهو أنصع دليل على بيان حقيقة اولئك المجرمين الذين تلبّسهم الشيطان فزيّن لهم
أعمالهم وحَرَفَهم عن الجادّة القويم، كما انحرف آباؤهم الذين لم يرْعَوا حق رسول الله | في ذريته،
فقتلوا أبناءه وسبوا ذريته وهم يزعمون أنهم يؤمنون به.
إن المحنة الكبيرة التي يمر بها العراق تجعل من واجب العراقيين عموما وأتباع أهل البيت خصوصا
أن يعملوا جميعا متعاونين ، متكاتفين على اجتذاذ جذوة الفساد والاجرام المتقدة في العراق وقطع يد
الاجرام من أي جهة أتت كي ينعم العراق وأهله بالأمن والطمأنينة.
إن دماء المسلمين ومقدساتهم يجب أن لا تكون مسرحا في بازار السياسات المقيتة لكي يستفيد منها
اللصوص والمفسدون، الذين يحققون المكاسب من خلال ولوغهم بدماء المسلمين.
إننا في الوقت الذي ندين فيه الصمت المريب وردود الفعل الخجولة على ما يجري من مجازر في
العراق بحق الابرياء من شيعة أهل البيت بحيث تقلب الحقائق في الاعلام، فإننا ندعوا الى حشد
الطاقات صفا واحدا في مواجهة هذه الاخطار ليكون الجميع مصداقا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
[فصلت : 30]﴾صدق الله العلي العظيم قم المشرفة: 9 ربيع الاول 1427
محمد صادق الحسيني الروحاني
https://telegram.me/buratha