التقارير

حركة عدم الانحياز قبل وبعد مؤتمر طهران

1168 18:34:00 2012-08-29

 

 

في الوقت الذي تمتدح فيه كل خطوة في الشمال يمكن ان تقرب مواقف دوله حتى في قضايا تنتهك المبادىء الاساسية لسيادة الدول الاخرى وحقوق الانسان كالغزو و انتهاك المقدسات وخطف المواطنين واغتيال الابرياء وفرض الحظر الاقتصادي والتجاري والعسكري والسياسي على كل من يتجرأ على الاعتراض ، وفرض القوانين الخاصة بهذه الدول وكانها قوانين إلهية لاتملك الدول الاخرى من خيار الا الرضوخ لها ، في المقابل نرى كل التشكيك والاستهزاء والطعن والاستخفاف العنوان الابرز لكل اجراء يمكن ان تقدم عليه دول الجنوب في اطار التقريب بين مواقفها  للدفاع عن حقوقها .

حركة عدم الانحياز .. أكبر تحد في وجه نظام الهيمنة

وتعتبر حركة عدم الانحياز اكبر تجمع دولي بعد منظمة الامم المتحدة ، فالدول الاعضاء في الحركة هي اكثر من ثلثي  اعضاء المنظمة الدولية .

وتضم حركة عدم الانحياز في عضويتها  120 دولة " 53 دولة أفريقية " و " 39 دولة آسيوية " و " 27 دولة من أمريكا اللاتينية والكاريبي " و  " دولة واحدة من أوروبا  "إضافة إلي" 17 دولة  " و " 10 منظمات حكومية يتمتعون بصفة المراقب " .

ويمتلك هذا التجمع الدولي من الناحية الاقتصادية " 86 بالمائة من موارد النفط " و " 52  بالمائة من موارد الماء للعالم "  ويحتضن " اكثر من نصف سكان المعمورة "  .

ويرى الكثير من المراقبين الدوليين  في حركة عدم الانحياز بانها التحدي الاكبر لهيمنة الشمال بقيادة امريكا والناتو بعد انهيار النظام ثنائي القطب في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي ، في حال تمكنت الدول الاعضاء ، او على الاقل الدول المؤثرة في الحركة ، من التوصل الى اليات يمكن ان تلم شمل الحركة وتخرجها من حالة السلبية والانكفاء الى وضع المبادرة والاقدام ،  بوضع لمساتها على نظام دولي يقوم على التعددية ، تتخذ فيه الامم المتحدة في اطاره دورها الريادي والمحوري بعيدا عن تاثيرات قوى الهيمنة التي جعلت من الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي مثل عصا غليظة ترفعها في وجه الشعوب التي تنشد الاستقلال والحرية ، وتفسح المجال  امام تعاون دولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية والعمل على نزع السلاح النووي في العالم بعيدا عن الانتقائية والاستفراد بالقرار الدولي.

قمة طهران .. فرصة استثنائية أمام حركة عدم الانحياز

فقد قاومت حركة عدم الانحياز ومازالت تقاوم كل محاولات الفتنة محاولة تفتيتها و نسفها ، وقد نجحت في الحفاظ على كيانها ورفضت اظهارها بمظهر الكيان الفضفاض المتهرىء الذي لا فائدة منه.

واستطاعت ان تضع لمساتها على الكثير من القرارات والاجتماعات والمحافل الدولية التي كانت تمرر وتدمر تحت وطأة القطب الاوحد الذي يعمل على الاستفراد بالقرار الدولي.

ويمكن الاشارة الى بعض مواقف الحركة المشرفة ومنها موقفها ازاء حق الجمهورية الاسلامية الايرانية في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ، ومواقفها من الترسانة النووية لاسرائيل ، وكذلك موقفها القوي في مؤتمر كوبنهاكن الاخير حول المناخ والبيئة.

ويرى الكثير من المراقبين ان استضافة الجمهورية الاسلامية الايرانية للقمة ال16 لحركة عدم الانحياز ، الدولة التي ما انفكت تدعو الى منح الحركة حق النقض "الفيتو" في مجلس الامن ، تشكل فرصة تاريخية استثنائية لاخراج الطاقات الكامنة في حركة عدم الانحياز الى حيز الوجود ، وبلورتها بصورة قرار دولي فاعل ومؤثر ومدفوع بارادة اكثر من 120 دولة ، يمكن ان يغير المعادلة الدولية لصالح دول الجنوب ، ويكثف من اللون الاحمر لمصالح هذه الدول و يحول دون تجاوزها بالسهولة التي تتم الان.

 

ان ايران ولما تمتلكه من تاثير اقليمي ودولي ، ومن موقع جغرافي ممتاز ، ومن قرار سيادي لا يشوبه شائبة ، ومن طاقات اقتصادية هائلة ، ومن تاريخ نضالي مشرف في مقارعة النظام الدولي الظالم  منذ كان ثنائي القطب وحتى اليوم، ومن تجربة عملية ناجحة في الحفاظ على القرار السيادي والدفاع عن المصالح الوطنية ومصالح المستضعفين في العالم ، وقبل كل هذا وذاك وجود ارادة سياسية لاتتزعزع لاحداث التغيير في النظام الدولي الحالي، نابعة من التراث الايراني الاسلامي ومن ارادة شعبية رافضة لكل اشكال الهيمنة الغربية مهما كانت وباي شكل كانت وو... فايران هذه يمكن ان تشكل قوة محررة للطاقات الكامنة في حركة عدم الانحياز وتحويل هذه الحركة الى منظمة دولية فاعلة يمكن ان تعطي بعض التوازن للمعادلة الدولية المختلة لصالح مصلحة الغرب وامريكا والناتو و قوى الهيمنة في العالم.

3/5/829

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك