التقارير

النجف الأشرف أول مدينة عربية تتحرر من النفوذ العثماني العام 1915

2009 04:04:00 2013-03-21

 

لقد أدت سياسة التسلط والتنكيل بالمواطنين التي اتبعها العثمانيون في سنواتهم الأخيرة إلى التمرد بين صفوف الشعب العراقي واندلاع الثورات، ومن أهم تلك الثورات هي ثورة النجف العام 1915 كونها ثورة شعبية انتفض فيها الثوار ضد الظلم والاستبداد، حيث حوصرت الحامية التركية من قبل الأهالي وطلب رجالها الأمان فأعطي لهم الأمان، وطردوا من النجف نهائياً فكانت أول مدينة عربية تتحرر من نفوذ الاتراك، وبقيت تحكم نفسها لمدة سنتين، حتى دخول الإنكليز بغداد العام 1917 واحتلال العراق بأكمله ليبدأ فصل جديد من فصول الغطرسة والاستعباد.

ثم قامت ثورة أخرى في النجف العام 1918 ضد المستعمرين الإنكليز وقتل فيها الحاكم العسكري (الكابتن مارشال) من قبل الثوار، وبعد ذلك حوصرت المدينة من قبل القوات البريطانية ومنع عنها الماء والغذاء ومرت على الأهالي أيام صعبة من الجوع والعطش ... وبعد (45) يوماً من الحصار والقصف المدفعي الشديد استطاع الإنكليز فتح ثغرة بسور المدينة واقتحموا المدينة وبدأت حملة مطاردة للثوار، حيث ألقي القبض عليهم وقدموا إلى محكمة عسكرية حكمت على أحد عشر منهم بالإعدام ونفي أكثر من مئة شخص من قادة الثورة ووجهاء المدينة إلى الهند.

وقد تعمدت السلطة البريطانية  دعوة عدد من شيوخ عشائر الفرات الاوسط  لحضور مشهد إعدام اولئك الابطال في الكوفة، فترك ذلك أثر سلبياً عليهم، وكانت خافزاً مهماً للثورة الكبرى العام 1920.

كانت ثورة العشرين التي انطلقت شرارتها الأولى في الرميثة في الفرات الأوسط ثم عمت معظم مناطق العراق، عملاً سياسياً وعسكرياً منظماً ساهمت فيه المرجعية الدينية التي أفتت بالجهاد، والنخب السياسية من مختلف شرائح المجتمع العراقي، وشيوخ العشائر وقوى الشعب المختلفة، مما جعل المحتل يعيد حساباته في حكم العراق بنفس الطريقة التي كان يحكم فيها الهند ، فوافق مرغماً على مطالب الثوار في تأسيس الحكم الوطني بقيادة (الملك فيصل بن حسين) رغم المعاهدات التي كبل بها العراق فيما بعد، وكانت مثاراً للصراعات السياسية خلال العهد الملكي. وقد ساهم الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفون في ذلك الزمان في إسناد الثورة وإعطائها البعد السياسي والإعلامي والثقافي في وجدان الشعب العراقي، 1968.

وحينما صرح (تشرشل) وزير المستعمرات البريطاني العام 1922 بوضع العراق تحت الانتداب البريطاني وصادف تصريحه أول أيام عيد الفطر، فكان يوماً مشهوداً حين أعلنت الإضراب العام، فأغلقت الأسواق والمحلات أبوابها وانطلقت المظاهرات الواسعة مستنكرة التصريح المذكور، والمطالبة بالحرية والاستقلال، وامتنع العراقيون في وقتها عن المعايدة في العيد، كانت للجواهري قصيدة (تحية العيد أو الملك والانتداب) التي نشرتها جريدة الرافدين لكنها حذفت بعض أبياتها خشية من الرقابة الشديدة على الصحف آنذاك ردًّا قوياً على المستعمرين.

مر الأيام والسنين ظل صوت الشعب صوتاً مدوياً في الآفاق، ينطلق من أعماق المدن والقرى، يتناغم مع ظلال المضايف الشامخة والأيام العظيمة، هذا الصوت الذي أرعب الأعداء والحاقدين والمحتلين، وما زال يرعب قلوبهم كلما مرت ذكرى مواقفهم البطولية الرائدة في الساحة العراقية والتي أصبح اليوم  تاريخاً يتجدد في التراث العراقي.

2/5/13321

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك