التقارير

إغراءات غربية لرفع معنويات المسلحين في سورية..

1654 08:47:00 2013-06-29

 

فرضت جملة من التعقيدات المستجدة نفسها على مسار الحل السياسي في سورية، والذي كلما لاحت بوادر حتى يختفي تحت تأثير النيران في ساحات القتال،

وتراجعت في الوقت الحاضر فرص التوصل إلى اتفاقات أو تكوين إطار سياسي للتسوية، وإن كانت التحضيرات أوحت بوجود تقدُّم على مستوى الرؤى والأفكار بين الروس والأميركيين، تجلى ربما في لقاء دول الثماني الذي عُقد الأسبوع المنصرم في أحد منتجعات ايرلندا، وسطع فيها الحضور الروسي بقوة، من خلال العديد من المعطيات.

ومما لا شك فيه أن إنجازات الجيش السوري في ميدان المعارك في أكثر من منطقة، ومعادلة “القصير”، فرضت على الغربيين إعادة النظر بإدارة الملف السوري، من دون أن يعني ذلك صرف النظر نهائياً عن التسوية.

وقد جاءت المواقف “الحامية” من واشنطن ولندن وباريس، برفع حظر السلاح النوعي عن المسلحين الذين يقاتلون الدولة السورية، بالتزامن مع اجتماع بين وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ومدير الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، وما نتج عنه من مقررات أهمها تزويد السعودية لهؤلاء المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات.

يأتي ذلك كله كرد فعل على التغيير الحاصل في موازين القوى لمصلحة الدولة السورية، ولمحور المقاومة، عبّر عنها فابيوس صراحة بقوله: “إذا لم تحصل إعادة توازن للقوى على الأرض، فلن يكون هناك مؤتمر في جنيف”.. هذه المواقف أتت عشية انعقاد مؤتمر دول الثماني بهدف الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه السياسي الصلب، وفرض تقديم تنازلات معينة في الملف السوري، ووقف اندفاعة الجيش السوري في حلب وغيرها، في وقت يعمل المسؤولون الغربيون جاهدين من أجل رفع معنويات المسلحين وقادتهم، وتقديم إغراءات مالية ولوجستية خوفاً من حصول انهيارات متوقعة في صفوفهم، فإذا ما حصل الانهيار الدراماتيكي، على أي شيء سيفاوضون في المؤتمر الدولي في جنيف؟

أمام هذه الصورة برزت في ايرلندا قوة المفاوض الروسي ومتانة أوراقه التفاوضية، حيث دخل بوتين حاملاً معه التقدم الواسع للجيش السوري في كل محاور القتال، خصوصاً بعد استعادة القصير، مقابل هزائم بالجملة وتقهقر كيد المسلحين، والأهم تقديمه للعالم صورة “آكلي لحوم البشر”، وهذه مؤثرة جداً في الغرب، كما أكد بوتين تماسك وصمود الدولة السورية بكل مؤسساستها، والدلالات الاستراتيجية لنتائج القصير، وتداعياتها على المحور المعادي برمته.

في المحصلة، يمكن استنتاجات المعطيات الآتية كملخص لنتائج قمة ايرلندا فيما خص الشأن السوري، أهمها الخروج بإجماع على ضرورة إنهاء تنظيم “القاعدة” في سورية، وحث دمشق على التعهد بتدمير وتشتيت “القاعدة” وتجفيف منابعها، لأن أوروبا والغرب عموماً يعلمون أن المجموعات التكفيرية لا أمان ولا مهادنة معها، ومشروعها يتعارض مع الجميع.

الأمر الآخر هو عدم تكرار تجربة العراق، واعتبار مؤسسات الدولة ضمانة لبقائها، حتى ولو سقط النظام، رغم علمهم أن هذا النظام بإمكانياته الذاتية العسكرية قادر على إلحاق الهزيمة وتدمير المجموعات التكفيرية، ولهذا فقد اتفق الجميع على إبقاء “جنيف-2″ هدفاً يعملون على تحقيقه، ولو بعد حين، وكان لافتاً أن البيان الختامي للقمة لم يتطرّق إلى تنحي الرئيس الأسد، وهي معزوفة دامت سنتين، ولا إلى مشاركة “حزب الله” في القتال إلى جانب الجيش السوري في القصير، وكان اللافت أيضاً ما وجّهه الرئيس السوري عبر صحيفة ألمانية من كلام مباشر ورسائل بالجملة، بأن ما يحصل في سورية من إشعال النيران سيمتد إلى من أشعلها، وأن وصول السلاح إلى التكفيريين يعني تصويبه نحو أوروبا، وهذا ما سيحصل.

إذاً، لا بد من تقدير صياغة الموقف الغربي الذي يقول إن قرارات تسليح المعارضة المسلحة هدفه السعي لاستعادة التوازن غداة معركة القصير وبدء عاصفة الشمال في حلب، والحصول ضمناً على توافق دولي نحو التسوية، وإن كان الغرب يحاول تعزيز أوراقه التفاوضية، مستفيداً من فسحة الوقت في الصيف الحالي، مقابل تقدّم المنطق الروسي، الذي استفاد بشكل كبير من مجموعة عوامل استراتيجية ميدانية، ومنها ضعف المحور الآخر الذي تتآكله الخلافات في كل المجالات، مع العلم أن كل المحور المعادي لسورية يعرف بالدليل الحسي والوقائع أن كل ما يجري على الأرض يُثبت أن ميزان القوى مال بقوة إلى محور المقاومة، ولا عودة إلى الوراء إطلاقاً.

18/5/13629تح: علي عبدد سلمان 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك