التقارير

انقلاب الـ CIA الأبيض!

1457 07:31:00 2013-07-09

 

بقلم : د.رغداء مارديني

في مشهدٍ جديد، وبلاعبين منفِّذين جدد، وانطلاقاً من أن السياسة الأمريكية البراغماتية تُبعد الحلفاء، والعبيد، والمؤتمرين بأمرها، مهما بلغ شأنهم متى شاءت، وكيفما أرادت، جاء انقلاب الـ«CIA» الأبيض على منظومة محميّتهم في قطر.

فالفشل العميق والمخزي في تحقيق الاختراق الاستراتيجي الذي عملت عليه مشيخة قطر خلال السنوات الماضية، والذي كان مطلوباً تنفيذه بدقة للحصول على النتائج المخطّط لها على الساحة السورية، أجبر الولايات المتحدة على القيام بسلسلة تغييرات تكتيكية استعداداً لتنفيذ السيناريوهات القادمة.. ومن هنا، جاءت ضرورة التغيير في الأدوات، واستبدالها بوجوه وأدوات جديدة، وهذا يعني فيما يعنيه:

أولاً: تغيير الوجوه في المنظومة الحاكمة في قطر، بإبعاد حمد بن خليفة عن الواجهة السياسية، وكذلك حمد بن جاسم، الديناصور الاقتصادي السياسي «الإخواني» الذي ابتلع الحمد الأول، وكلاهما، وبكل التبذير المالي المدفوع، لم يستطيعا الوصول إلى المبتغى من هدف الانقضاض على سورية، بل على العكس، شوّها صورة أمريكا «المشوَّهة أصلاً» في المنطقة، وجعلاها الراعي الحصري للإرهاب الدولي علناً، وهو أمر طالما حاربت أمريكا من أجل ألا تظهر في واجهته، منذ أن غزت العراق، وسعت لتغيير ما التصق بها من رعايتها له، من خلال إرسالها مندوبين إعلاميين يعملون على تحسين صورتها، كان منهم الإعلامية كارين هيوز وغيرها.. فماذا ستفعل اليوم، وقد جعلها هؤلاء بقلّة درايتهم، الراعي الأول للإرهاب العالمي.. ومن ذلك، افتتاح «سفارة» لطالبان في الدوحة العاملة تحت إمرتهم، طبعاً، حتى ولو أظهروا عكس ذلك في الإعلام؟!!

ثانياً: إن الانقلاب الأبيض كانت له أسبابه، لإبعاد الحمدين، إذ لابدّ من طيّ الخلاف بين قطر والسعودية حول الدور المتنازع عليه في الملف السوري، وهو ما ترجم في إخراج الملف من يد قطر قبل «الانقلاب الأبيض» وتحويله «للهزّاز» السعودي الذي سارع إلى إطلاق التصريحات النارية «المرتجفة طلقاتها» التي تنمّ عن العبودية الكاملة للـ «CIA» تجاه سورية، ودعم الإرهاب التكفيري الدموي الوهابي الذي يقومون بإرساله بشتى الطرق والسبل ومختلف الأشكال إلى سورية، وذلك من أجل إبراز الدور السعودي وتسهيله من دون معوقات قطرية، بما يدخل الموضوع في إطار دور المنافسة على لعب الأدوار في المنطقة.

ثالثاً: إن هذا يأتي رغبةً من أمريكا في إبقاء الخليج مستقراً «حالياً على الأقل»، وهو محاولة منها لوضع قيادات شابة موالية لها، وبخاصة إذا عرفنا أنه حتى ترحيل حمد، الراعي الرسمي والداعم الأساس للحركات الأصولية المتشدّدة، هو مطلب خليجي من وراء الستار. وإذا انطلقنا من التساؤل الذي ساقه بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق في البيت الأبيض، من أن الاستخبارات الأمريكية في عهد الجنرال بترايوس بذلت جهوداً واسعة النطاق لمساعدة القطريين والسعوديين بربطهم بطريقة أو بأخرى بالأتراك وذلك في إطار المحاولات الرامية لتدمير سورية، من قبل اثنين من الأنظمة الاستبدادية المعروفة في الشرق الأوسط، فهل كان ذلك موقفاً استراتيجياً؟ وهل الرهانات اليوم باتت أكبر، والوضع لا يمكن التنبؤ به؟

وفي الإجابة: «إن ما يجري في سورية ـ على حدّ قول بريجنسكي ـ هو جزء من الاستراتيجية الأمريكية التي بدأت مع احتلال العراق لإنشاء تأثير ـ دومينو ـ في الشرق الأوسط، والإطاحة بنظام تلو الآخر، مع تلاقي وجهات النظر الأمريكية مع اليمين الإسرائيلي، في أن الآفاق الاستراتيجية لـ«إسرائيل» ستتحقق بشكل أفضل إذا ما تمت زعزعة استقرار جميع الدول المحيطة بها».

وفي إجابتنا أيضاً فإن هذا فصل من فصول تغيير المشاهد والوجوه التي ستتلاحق فعلاً كأحجار الدومينو، من أردوغان الذي وصفته الصحف التركية بأنه أصبح في نظر الأمريكان كـ «البطة العرجاء» التي لم تعد تفيد ولا تجدي، ومثله مرسي الإخواني الذي لم يستطع ترجمة ما تريده أمريكا، على الرغم من كل جهوده، لذلك كانت محاولتها اقتلاعه «بإدخال الجيش المصري على الساحة» قبل أن يقتلعه الشعب، لأن اقتلاع الشعب له يخيفها جداً، وهو الأمر الذي لا ترغب به أبداً.. في الوقت الذي جعلت من استقالة رشيد عمار الذي قاد الانقلاب في تونس، جزءاً أيضاً من صورة شاملة متكاملة سعت إليها فيما ذكرته سابقاً، من سلسلة التغييرات التكتيكية استعداداً لتكوين مشهد إقليمي آخر: إما في اتجاه الحلّ السياسي، وإما في اتجاه التصعيد الإرهابي الدولي الذي لا يمكن التنبؤ بمآله مستقبلاً.

وسورية، في كلا الأمرين، على موعدٍ، لمواجهة المشروع الصهيو ـ أمريكي الممتد من المحيط إلى الخليج.

17/5/13709

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك