التقارير

هذه هي خطة العدوان على سوريا في مرحلته السعودية

1480 21:15:00 2013-07-15

 

أمين حطيط

عندما اخفقت اميركا في اجتماع الثمانية في ايرلندا ، في الحصول على اي شيء يجعلها تدعي تحقيق انجاز ما في عدوانها على سورية ، قررت اعادة النظر في الخطط و الممارسة و الاداء ، و وضعت كما يبدو خطة الانقاذ  ل"تحقيق التوازن " بين الدولة السورية و سلطتها الشرعية من جهة ، و جماعات مسلحة ارهابية تقاطرت من اربع رياح الارض من جهة ثانية ،( التخلي ظاهرا عن مطلب اسقاط النظام )  و في الخطة الجديدة يبدو انه عهد الى   المملكة العربية السعودية مسؤولية القيادة الميدانية للمرحلة الجديدة مع تحجيم الدور القطري ، و تقزيم الموقع التركي في العملية . و بات العدوان على سورية و كانه دخل مرحلة يصح تسميتها  ب"المرحلة السعودية"  التي تتسم بخصائص و عناصر كالتالي  :

أ . من حيث المسؤولية :  اتجهت اميركا اقليميا الى حصر المسؤولية الميدانية في العدوان على سورية بالمملكة العربية السعودية وحدها مع تراجع دور الاخرين من اتراك و قطريين دونما الغاء لهم بل  تحويلهم الى موقع المساندة و الدعم ، بعد ان  فشلوا في السنتين الماضتين في تحقيق شيء من تعهداتهم باسقاط النظام و تحقيق النصر في مواعيد تكرر تحديدها  حتى زادت على الثمانية مواعيد بدءا بآب 2011 . و لم يكن الاتصال الهاتفي الذي اعلن عنه في الاسبوع الفائت بين الرئيس الاميركي  اوباما و الملك السعودي عبدالله الا بمثابة اشهار لهذا التكليف الذي ينقلب على ما سبق من تكاليف لكل من قطر و تركيا ، اتصال شاء الاميركي منه ان يعلن ان الملف السوري من الوجهة الاميركية بات في اليد السعودية و على من يرغب المساعدة فيه يجب ان يلج من هذا  الباب.

ب‌.   اما من حيث المهل فيبدو انها مرحلة مضغوطة بعض الشيء قياسا على المراحل السابقة ، لان اميركا التي عطلت او انقلبت على كل التفاهمات مع روسيا بدءا من جنيف واحد لم تكن مستعجلة في السابق على اي حل سلمي للازمة - الحرب الجارية على الارض السورية  بل  كانت تنتشي من مشهد التدمير و القتل و المجازر التي ترتكبها العصابات المسلحة التي وفدت الى سورية،  لان هذه الافعال تحقق غرضا رئيسيا لاميركا يتمثل في  تدمير سورية قبل اعادة صياغتها دولة ضعيفة فاشلة تهتم بلقمة الخبز دون اي اهتمام اخر   ، لكن اميركا لم تعد قادرة على الاستمرار في  الموقع هذا من عدم الاكتراث او تعطيل الحل السلمي بعد ان  بدأت تتلمس بشكل اكيد حجم الانجازات السورية الميدانية  التي يسطرها الجيش العربي السوري و القوات الرديفة على الارض و التي اذا  استمرت على هذه الوتيرة التصاعدية و الثابتة فانها ستصل بالدولة السورية  و باشهر قليلة الى استعادة السيطرة و الامن على كافة المناطق التي افسد المسلحون امنها و استقرارها ، و عندها لن يكون لاميركا شيء في الميدان تفاوض عليه لذلك يبدو ان   المرحلة الجديدة كما تراها اميركا  من اجل ما تسميه "اعادة التوازن"  يجب ان تنتهي  الى  تحقيق انجازات ميدانية ملموسة قابلة للاستثمار قبل نهاية ايلول من العام الحالي الموعد المحدد لاجتماع الدول الثماني و لقاء القمة بين بوتين و اوباما في موسكو ، اي ان مدة المرحلة لن  تتعدى وفقا للتخطيط الاميركي الثلاثة اشهر بدءا من شهر تموز الجاري .

ج‌.    اما في التنفيذ و الاداء فقد بات واضحا ان الخطة الاميركية الجديدة و التي تنفذها السعودية تقوم على ما يلي :

1)    توحيد ما امكن من العصاباات المسلحة العاملة في سورية و ربطها بما يسمى "الائتلاف الوطني السوري" المعارض - بعد ان بات في القبضة السعودية – و توفير الدعم خاصة بالسلاح النوعي الموعود لهذه الجبهة الموحدة  من اجل اظهار الانجاز الذي يتحقق على يدها في حال حصوله انه قابل للاستثمار من قبل جهة واحدة   قادرة على صرفه على  طاولات التفاوض . .

2)    الاستعانة  بعناصر عالية التدريب و محترفة لحرب العصابات و عمل  القوات الخاصة و زجها في الميدان لكبح تقدم القوات السورية و منعها من متابعة انجازاتها النوعية التي سجلت في الاشهر الثلاثة الماضية ، و قد لا تتورع اميركا  عن الاستعانة بوحدات خاصة من الجيوش النظامية لبعض الدول المنخرطة في العدوان على سورية و ادخالهم الى الميدان تحت عنوان "المجاهدين ". ( سرب ان هناك 1500 مقاتل دخلوا الى الشمال السوري عبر تركيا و معهم اسلحة نوعية )

3)    تزويد الجماعات المسلحة بسلاح متطور و نوعي يمكن تلك الجماعات من التأثير في الميدان  لتقييد حركة الطيران ، و تعطيل قوة الصدم التي يشكلها السلاح المدرع ، و يركز الاهتمام هنا على الاسلحة المضادة للدروع العالية التقنية و الدقة في الاصابة ، اضافة الى الاسلحة المضادة للطائرات  خاصة تلك التي تستعمل بشكل فردي و عن الكتف.

4)    الانكفاء عن المنطقة السورية الوسطى بعد ان بات  العمل العسكري  للعصايات الارهابية و تحقيق انجاز ميداني فيها امر ميؤوس منه ( مع الاستمرار بعمليات ازعاجية فيها )  ، و التركيز بصورة خاصة على مناطق الشمال و الشرق و الجنوب الى حد ما ، و ان التوزان الذي تريده اميركا يقوم هنا على جعل  الجماعات المسلحة تمسك بمناطق خاصة بها من اجل تمكينها من المقابلة مع المناطق التي تستمر الدولة في السيطرة المحكمة عليها .

5)    الضغط الاقتصادي عبر الضغط على الليرة السورية المترافق مع نوع من الحصار الاقتصادي المؤلم من اجل اثارة الشعب و ضرب معنوياته الى الحد الاقصى الممكن خاصة و ان الفترة فيها شهر رمضان مع ما يتطلب الامر من انفاق خاص .

6)    اشغال حزب الله في لبنان عبر تفجير فتنة تقود الى حرب اهلية ذات عنوان طائفي (سني –شيعي ) ، تضطر المقاومة معها الى الانكفاء الى الداخل للدفاع عن نفسها و جمهورها ، و في هذا السياق يفهم ما قام به الارهابي الفار من وجه العدالة احمد الاسير باعتدائه على الجيش ، كما تفسر المتفجرة التي استهدفت المدنيين في بئر العبد و التي سبقتها متفجرات في البقاع ، مع استمرار التأجيج الطائفي الذي يقوم به "حزب مستقبل الحريري"  ، و رفضه بشكل استفزازي – رغم انه لا يملك حق الرفض هذا - تشكيل حكومة يشارك حزب الله فيها  لبنان .

7)    تفعيل الدور الاسرائيلي مجددا في العمليات العدوانية على سورية و العودة الى مقولة اختبار الارادة السورية في الرد او استدراج سورية للرد بما يتيح لاسرائيل ردا اوسع و اشمل و من طبيعة يتمكن معها الارهابيون من الاستثمار و اعتباره بمثابة اسناد ناري نوعي يمكنهم من النجاح في عمليات هجوم او انقضاض يختارون اهدافها  بعناية من اجل ان تخدم المقاصد الرئيسية للخطة .

و بعبارة موجزة نستطيع ان نقول بان المرحلة السعودية من العدوان على سورية ستكون مرحلة النار العميقة و الواسعة  و النوعية الهادفة الى وقف تقدم الجيش العربي  السوري ميدانيا من اجل الحصول على مكاسب سياسية ، وهنا  سيكون على المدافع ان يستمر و بشدة اكبر في المواجهة ، خاصة و ان فرص احداث خرق او تغيير في المشهد و رغم انها ضئيلة جدا الا انه لا يمكن الاستهانة بمخاطر ما يحاك ، نقول هذا مع قناعتنا الكلية بان ما تملكه سورية و حلفاؤها من قدرات و امكانات ، و ما تحقق من انجازات لهم  و تراكم من خبرات و مناعة حتى الان ، كفيل بالقول بان الفشل سيكون حليف العمل العدواني بوجهه و ادارته السعودية كما كان الاخفاق حليف خطة اوباما الاخيرة التي تكسرت على ابواب دمشق و دفنت في خنادق القصير قبل شهر من الزمن

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك