التقارير

السعودية وقطر تلعبان بنار السلفية الجهادية بسوريا

1632 09:29:00 2013-10-28

 

*المقال للكاتب ديفيد أندرو وينبرغ، الزميل الأول في “مؤسسة الدفاع والديمقراطيات” البحثية، وشبكة CNN.

قال كاتب متخصص في شؤون المنطقة إن السعودية وقطر تحاولان بشتى الطرق إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد لدرجة الانغماس في دعم جماعات جهادية يقود بعضها أشخاص على صلة بالتيارات السلفية الخليجية،

 على غرار “جيش الإسلام” المشكل حديثا، مضيفا أن الصراع على النفوذ بين الدولتين، وكذلك صراعهما مع الأسد سيورط الولايات المتحدة والمنطقة بمشاكل كبيرة.

وقال الكاتب ديفيد أندرو وينبرغ، الزميل الأول في “مؤسسة الدفاع والديمقراطيات” البحثية: “السعودية وقطر منذ فترة تنشطان على صعيد تسليح المتمردين في سوريا، ولكن أحداث الشهر الماضي تدل على أن الدولتين المتحالفتين مع الولايات المتحدة باتتا تقدمان دعما متزايدا لإسلاميين متشددين.”

وتابع الكاتب بالقول: “بعض المراقبين يدافعون بتفاؤل عن سياسة الدوحة والرياض، معتبرين أن السعودية تدعم القوى الأقل راديكالية بين المتمردين ، وأن أمير قطر الجديد يتبع سياسة خارجية أكثر نضجا، وخاصة في الأماكن المثيرة للجدل مثل سوريا، ولكن هناك أخبار مقلقة تأتي من محافظة الرقة السورية، التي باتت تخضع لسيطرة تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) المرتبطة بالقاعدة.”

وأضاف: “ويقول مراقبون إن التنظيم بدأ بفرض سياسة تعليمية جديدة تشجع على الكراهية، مستخدما مجموعة من الكتب المطبوعة بالسعودية، ويقول علي الأحمد، الذي يرأس معهد دراسات شؤون الخليج في واشنطن، والذي سبق له أن مراجعة البرنامج التعليمي السعودي، إن الكتب، ورغم عدم حملها للختم الرسمي لوزارة التعليم السعودية، إلا أنها متطابقة معها، مضيفا أن الكتب التي يتم ترويجها في الرقة تنشر تعاليم سامة وتحط من إنسانية غير المسلمين.”

وأردف الكاتب: “ولكن هذه التطور ليس الإطار الوحيد الذي ينعكس عبره الدور السعودي والقطري في سوريا. دولة العراق والشام الإسلامية باتت تشن هجمات ضد مجموعات محددة من “الثوار” في سوريا، يعتقد أنهم يتلقون دعما ماليا من قطر، وخاصة ‘كتائب الفاروق’ وألوية ‘أحفاد الرسول’، أما في حلب فيبدو أن القوة العسكرية الأساسية فيها، والتي تتلقى بدورها تمويلا قطريا، تسعى إلى الحوار مع داعش عوض مساعدة الفصائل الأخرى على قتالها.”

وتابع وينبرغ: “قبل فترة، قام قائد إحدى المجموعات القتالية الإسلامية بإعلان اندماج عشرات الجماعات حول العاصمة دمشق ضمن قوة واحدة حملت اسم ‘جيش الإسلام’، وقال دبلوماسيون وشخصيات سورية معارضة إن هذه الخطوة أتت بدعم مباشر من السعودية، خاصة وأن قائد ذلك الجيش، زهران علوش، درس في السعودية التي كان والده أحد الدعاة السلفيين فيها.”

وأضاف الكاتب: “هذه الاندماج في دمشق يتناقض مع مزاعم أن السعودية تدعم السلفيين الهادئين الذين يرفضون ممارسة الإسلام السياسي، خاصة وأن الجماعة التي يقودها علوش تدعو لإقامة دولة إسلامية وترفع العلم الجهادي الأسود عوض العلم السوري، إلى جانب تأكيد علوش عدم نيته قتال تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، ودعوته إلى ما يشبه التنظيف العرقي.”

وتابع بالقول: “لقد عانت السعودية من ارتدادات دعم الجماعات الجهادية في السابق، وخاصة عندما قام تنظيم القاعدة بشن هجمات على أراضيها قبل عقد، ولكن لدى السعودية وقطر من الحوافز ما يدفعهما لمواصلة الترويج للجهاديين في سوريا أو على الأقل غض الطرف عنهم.”

وأردف وينبرغ: “لقد روجت السعودية منذ فترة طويلة للأيديولوجيا السلفية الوهابية على أراضيها وفي الخارج، ومنذ بدء الربيع العربي تحدثت بحماسة عن الكراهية المذهبية بهدف منع “السنة والشيعة” على أراضيها من توحيد كلمتهم للمطالبة بالمزيد من الحقوق.”

وتابع بالقول: “أما قطر، التي تمارس سياسة خارجية نشطة، فهي مهتمة للغاية بالحصول على تابعين في المنطقة، ولذلك فلم تهتم بالمبادئ المتشددة للجماعات التي تدعمها في سوريا، ويقال إن الدوحة حاولت توسيع دور جماعة الإخوان المسلمين ضمن إطار المعارضة السورية، وقد تلقت توبيخا أمريكيا لسماحها بحصول جماعة ‘جبهة النصرة’ المتشددة على أسلحة متطورة.”

وأضاف وينبرغ: “بسبب الضغوطات التي تعرضت لها في مايو/أيار الماضي، سمحت قطر للسعودية بالإمساك بقيادة المعارضة السورية، ولكن الرياض، ورغم أنها باتت في موقع الممسك بالقرار داخل المعارضة السورية، إلا أنها بحاجة لبناء تحالف واسع من أجل مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، ويبدو أنها بالفعل على طريق بناء تحالف واسع ولكنه” جهادي” الطابع .”

وتساءل الكاتب: “لكن ما هو الثمن؟ قبل الحرب لم يكن للسلفيين في سوريا وجود مترسخ، ولكنهم استغلوا الصراع من أجل توسيع نفوذهم والحصول على الدعم المادي الكبير من الخليج، ويرى عدد من المراقبين أن المتشددين، مثل علوش، باتوا اللاعبين الوحيدين على مسرح المعارضة السورية المسلحة، ولكن بالمقابل، فإن التزايد المتواصل في نفوذ تلك الجماعات المتشددة سيعني تزايد صعوبة الحصول على دعم غربي للمعارضة السورية.”

واستطرد وينبرغ بالقول: “غير أن هذه التطورات قد تحمل إشارات إلى أن السعودية والمتمردين  في سوريا قد استبعدوا تماما فرص حصول تدخل عسكري أمريكي في سوريا. فقرار واشنطن الأخير بعدم توجيه ضربة لدمشق قد أغضب الرياض بشدة، كما أن التركيز الأمريكي على الكيماوي حصرا منح النظام فرصة جديدة. حسب قوله”

وختم الكاتب بالقول: “حلفاء أمريكا في الخليج يريدون رحيل الأسد، ويريدون له أن يرحل فورا، وفي ظل المواقف الإيديولوجية للسعودية وقطر ورغبتهما الملحة في الفوز بالحرب السورية فلا مجال لديهما للتصرف بحذر في سوريا، وهما تغذيان أزمة جهادية فوضوية في سوريا ستخلق دون أي شك الكثير من الصداع لأمريكا والمنطقة مستقبلا.”

25/5/131028

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك