التقارير

هل كان بندر بن سلطان في موسكو لأجل إنقاذ ولده ؟

2011 05:57:00 2014-01-13

 

حسين الديراني

لقد إنفرد الصحفي عبد الباري عطوان بتصريح لقناة الميادين, وفي مقال له بعنوان ” اليوم داعش ,وغدا النصرة, وبعد غد الاسد ” بأن بندر بن سلطان أقام ثلاثة اسابيع في موسكو والتقى قياداتها السياسية والعسكرية, وتسأل : هل عقد صفقة من الرئيس بوتين ,وعمادها اعلان الحرب على الجماعات الجهادية الاسلامية القاعدية, مقابل التخلي الروسي عن نظام الرئيس بشار الاسد بعد ذلك في إطار حل سياسي؟ثم يتابع بالقول: ” ما يجعلنا نطرح هذا السؤال الحقيقة التي تقول ان مهندس ” تحالف الصحوات” الجديد هو الامير بندر بن سلطان, وهذا الرجل لا يقدم ” تنازلات ” دون مقابل, ويجلس فوق جبل من المليارات, وهو الاقوى في بلده, ويتولى عمليات التسليح ويملك تفويضا مفتوحا من قيادة بلده”.هنا نختلف في التحليل مع الصحفي الكبير عبد الباري عطوان ونتسأل, كيف يقوم بندر بن سلطان بزيارة الى موسكو والاجتماع مع بوتين ولمدة ثلاثة اسابيع في وقت لم تجف دماء الابرياء من المواطنين الروس وجمع اشلائهم جراء التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينة ” فولفوغراد ” الروسية والتي اتهمت روسيا السعودية في الضلوع المباشر بها ؟.وهل ذهب لتقديم الاعتذار والتعازي للقيادة الروسية؟ و التي صرحت وهددت : إن الانتقام سيكون سريعا قبل إنتظار التحقيق, لأن الذين نفذوا هذا العمل الارهابي هم انفسهم الذين يقومون بأعمال إرهابية في العراق وسوريا ولبنان.ما الذي يدفع بندر بن سلطان ليذهب ويقف أمام الرئيس الروسي بوتين, والذي قد أجتمع به مرتين سابقتين وخرج خائباً من كل إجتماع لعدم قبول القيادة الروسية بالاغراءات السعودية مقابل تغير الموقف الروسي في الملفين السوري والايراني.إذا صح قول ” عطوان ” وتمت زيارة ” بندر ” الى موسكو فلنا تفسير أخر وهو , بعد أن نشرنا خبرا ومقالا على موقع ” بانوراما الشرق الاوسط ” تحت عنوان : من هو الشخص الذي القي القبض عليه مع الارهابي ماجد الماجد ؟وكنا قد أشرنا في نهاية المقال بالقول:“حتى يتم الافصاح عن إسم تلك الشخصية الكبيرة نتوجه الى أمراء الارهاب في السعودية الى إحصاء أبنائهم لعل أحدهم غائب عن الانظار ”يبدو أن الامير المعني بالمقال قد أحصى ابنائه ووجد أهمهم مفقود وغائب عن الانظار.فلذلك تفسيرنا هو, ونحن نتفق مع ” عبد الباري عطوان ” أن ” بندر ” لا يقدم تنازلات دون مقابل وهو يجلس على جبل من المليارات ويمول جميع الشبكات الارهابية في العالم وعنده كامل الصلاحيات من دولته, لكنه يمكن أن يقدم كل ما يملكه في سبيل إنقاذ نجله المفقود وخصوصا إنه عانى في طفولته وشبابه من عدم الاعتراف به ولداً للامير سلطان لأن والده الامير سلطان بن عبد العزيز كان قد تزوج من ” خيزرانه ” الاثيوبية بطريقة غير شرعية.ولماذا روسيا تحديدا ؟ نقول لانها هي الوحيدة التي تملك علاقات متينة وإستراتجية مع إيران وسوريا والمقاومة في لبنان, ولها تأثير على الوساطة, فلذلك سيكون الثمن باهظ جداً مقابل عودة نجله سالما.وأول تلك الاثمان هو تفكيك شبكات الارهاب التي ذرعها بندر في سوريا ولبنان والعراق وايران وروسيا, ولا سبيل لذلك سوى ضربها ببعضها البعض, ومن يبقى على الساحة يتكفل به الجيش الوطني في كلا من سوريا والعراق وايران ولبنان.وهذا ما نشهده اليوم في سوريا من خلال معارك طاحنة بين الجماعات الارهابية يستخدم بها كل مخزون السلاح الذي يمتلكونه, ثم يتكفل الجيش العربي السوري والمقاومة في تطهير من بقي عالقاً منهم على الاراضي السورية.اما في العراق, ضوء اخضر للقيادة العراقية من الادارة الامريكية بسحق الارهابيين, كذلك بمساندة عسكرية روسية من خلال تقديم 32 طائرة سمتية قتالية إستطاعت ان تحصد الاف الارهابيين في وقت زمني قصير وتشتيت قواهم.اما في لبنان,سيكون من خلال رضوخ الفريق السعودي فيه والموافقة على تشكيل حكومة جديدة تضم وزراء من ” حزب الله “, بينما كانت السعودية مصرة سابقاً على إقصاء حزب الله عن المشاركة في الحكومة, ودعوة الجيش اللبناني لمواجهته بسبب تدخله في القتال الى جانب الدولة السورية.أما في روسيا فمن المؤكد سوف يقدم خارطة شاملة عن تواجد الارهابيين على الاراضي الروسية ليتم القضاء عليهم, وتقديم تعويضات مادية هائلة لعوائل القتلى والجرحى الروس الذين سقطوا جراء العمليات الارهابية على الاراضي الروسية.اما على صعيد الجمهورية الاسلامية في ايران نرى زيارة وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل للباكستان هي للطلب من الحكومة الباكستانية تشديد الحراسة على الحدود الايرانية الباكستانية ومنع الارهابيين من التسلل الى الاراضي الايرانية, خلافا لما نشر عن أن الزيارة أتت لتشجيع دولة باكستان على مواجهة ايران, ولا يعني ذلك إن عداء السعودية لإيران قد خفت حدته, بل لأن السعودية في وضع حرج وامام عزلة دولية تريد الخروج منها باقل الخسائر الممكنة بعد أن اصبحت راعية الارهاب في العالم, كذلك في عدم إعتراضها على الاتفاقية النووية بين ايران والدول الست.فهل كل تلك التنازلات المتسارعة وخصوصا قبل إنعقاد مؤتمر جنيف 2 المخصص لحل النزاع السوري, والذي كان بندر بن سلطان يعمل ليل نهار لأنجاز تقدم على الاراضي السورية او من خلال إشعال حرب إهلية مذهبية في لبنان لإفشال هذا المؤتمر او الحضور بقوة به سببه الصيد الثمين الذي كان برفقة الارهابي السعودي ماجد الماجد؟طبعا ليس هناك سبب واحد يدعو الى هذا التحول والتنازل, بل يبقى السبب الاكبر والاساسي هو صمود القيادة السورية وبسالة الجيش العربي السوري وتضحياته, كذلك مؤازره المقاومة في لبنان ووقوفها بكل قوة الى جانب الجيش العربي السوري ليتحقق النصر على أعتى القوات الارهابية العالمية التي تدفقت على سوريا, كذلك بسبب الدعم السياسي والعسكري والمادي من الجمهورية الاسلامية في ايران وروسيا.كل تلك الاسباب إجبرت السعودية على تغير مواقفها المتشددة التي كانت تنتهجها والتي كادت ان تطيح بها.

2/5/140113

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك