يشهد تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش) إنهياراً واضحاً بصفوفه بظلّ الضربات التي يتعرّض لها من قبل عناصر أخرى من المعارضة السورية تتبع أيضاً لفكر تنظيم القاعدة.
المعلومات الواردة من حلب، والتي أوردهـا المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفيد بأن مدينة حلب التي تًعتبر من أبرز معاقل “داعش” باتت شبه خالية من مسلحيه نتيجة إنسحابهم أو مقتلهم في المعارك الدائرة في المدينة وريفها.
وقد أدتّ المعارك التي إندلعت منذ يوم الجمعة الماضي بين “الجبهة الإسلامية” و “جيش المُجاهدين” و “جبهة النصرة” وبعض فلول الجيش الحر إلى سقوط نحو 350 مقتلاً من “داعش” وتراجعها بشكل واضح من العديد من المناطق التي تُسيطر عليها خصوصاً في حلب.
وتشير المعلومات الوادرة أيضاً من إدلب و الرقة بأن الحال هُناك ليس أفضل، فـ “داعش” مُنيت بهزائم متتالية وتشهد صفوفها حالة من الإنهيار نتيجة عدم مقدرتها على المحافظة على مواقعها، خصوصاً بعد دخول “جبهة النصرة”، شقيقة “داعش” في المعارك ضدها، ما أثر سلباً على التنظيم القاعدي الذي يتخذ من العراق مركزاً له، خصوصاً وأنه بات يُقاتل أكثر من تنظيم على جبهات عدة.
وتشير المعلومات الواردة من الرقة، أنّ “داعش” باتت تتراجع بشكل ملحوظ، خصوصاً بعد الهجمات المنظمة التي شنتها الميليشيات الاسلامية على مواقع “داعش”، فيما تشهد إدلب وريفها خصوصاً معارك عنيفة تؤدي لتراجع “الدولة الإسلاميّة” أيضاً، وسط إنتقال المعارك إلى ريف دمشق و القلمون، ما يشير لقرار واضح من قبل من يدير الأمور في سوريا، بضرورة طرد “داعش” من سوريـا بشكل كامل.
وعلى ما يبدو، فإن القرار إتُخذ وهو طرد “دولة الإسلام” المزعومة من سوريـا وإرجاعها إلى العراق، وتسليم زمام الأمور في المناطق التي كانت “داعش” مسيطرة عليها، إلى “الجبهة الإسلامية” التي تسعى الولايات المتحدة والسعودية لتعويمها بصفتها “تيّاراً إسلامياً معتدلاً”، بيد انّ الحقائق تُفيد عكس ذلك، خصوصاً وأنّ “الجبهة الإسلامية” هذه مُشكّلة من نحو أربعين تنظيماً إسلامياً يتخذ من الفكر الوهّابي وفكر القاعدة أساساً له، أي أنها لا تُفرق بشيء عن “داعش”.
ويترأس هذه “الجبهة” المدعو “زهران علوش” الذي يعتبر من أحد دُعات وشيوخ الفكر الوهابي في سوريا، والذي كان معتقلاً لدى سجون النظام وتمّ إطلاق سراحه عام 2012.
الإنهيار الذي تشهده “داعش” اليوم كان قد بدأ يظهر خلال قتال هذا التنظيم مع الأكراد في شمال سوريا، والذي تعرّض لهزائم عدّة أدت لاخراجه من المنطقة الكردية السورية.
المعارضون من المعارضة لـ “داعش”، يرجعون سبب قتالهم إياها هو إستهتارها وديكتاتوريتها وتصرّفاتها وتجاوزات عناصرها التي لم تُوفّر المعارض من المؤيد للنظام، إلى أنّ هُناك حلقة مخفيّة في هذا المسلّسل، وهي عبارة عن صفقة ما تمّت بين الدول النافذة في الأزمة السورية، والتي قضت بطرد “داعش” إلى داخل العراق تمهيداً لإنقضاض الجيش العراقي عليها بدعم أمريكي، وبالتالي إخراجها عملياً وميدانياً من الأراضي السورية، وتسليم زمام الأمور لـ “الجبهة الإسلامية” وتنظيمات معارضة أخرى. فعلى ما يبدو أنّ سيناريو الجيش الحرّ الذي تمّ قتاله من قبل “جبهة النصرة” قد حصل مجدّداً مع “داعش” وربّما سيتكرّر لاحقـاً مع “الجبهة الإسلامية” حسب مصالح الدول أو بعض الدول التي تُدير اللعبة في سوريــا.
12/5/140128
https://telegram.me/buratha