التقارير

بغضون شهرين: إيران تربك المسرح الإقليمي.. و تصفع السعودية مرتين!

1555 07:30:00 2014-01-31

سمير عبيد

أيران الدولة التي لا تُستفز، ولن تتهور ومهما فعلوا لها. والسبب بسيط جدا لأنها مُدركة بأن جميع التحرشات والاتهامات، وجميع القرصات والعضات والاغتيالات والفبركات غايتها تعطيل أيران وجرّها نحو مشاكل جانبية لكي يتعطل مشروعها الاستراتيجي في المنطقة.

 إيران منهمكة بصياغة وبناء تاريخها من جديد، وبإسقاط حضاري وتاريخي وعينها على الانبعاث من جديد كقوة إقليمية لا يمكن إسقاطها أو تجاوزها دوليا. ولهذا ضاعفت من مناعتها فأصبحت لا تتأثر بالاتهامات والتحرشات واللدغات، لأنها تعمل نحو الهدف الجبار والذي بانت ملامحه إقليميا ودوليا….

 وأن هذه المناعة سببها الحرب “العراقية – الإيرانية” أو بالأحرى ” الحرب الخليجية _ الإيرانية بزعامة صدام” ولو تذكرتم حادثة ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين السبعة قبل سنوات في مزار شريف في أفغانستان، وتذكرتم الحنكة الإيرانية في حينها وعندما كان الرئيس آنذاك محمد خاتمي لعرفتم بأن أيران لن تتهور، وليس في حساباتها ردات الفعل غير المحسوبة ومهما كانت التضحيات. وتوالت الحوادث ضد إيران ومصالحها ومنها اغتيال العلماء والدبلوماسيين، وتفجير المرافق الإيرانية.. الخ… لا بل حتى غيرت من سياساتها التي كانت متبعة بزمن الأمام الخميني رحمه الله وعندما عطلت بل جمدت شعار ( تصدير الثورة)  وأبدلته بناء الخيمة الحديدية للثورة وهو المشروع النووي والصناعات العسكرية والبتروكيماوية ، وهندسة العلاقات مع دول العالم.. وغيرها!!.

فلقد باغتت طهران العالم عندما تقاربت مع الشيطان الأكبر ” أميركا” أخيرا وعلنا ودون أن تلتفت لأحد. لأن الوقت قد حان لهذا التقارب من وجهة نظر قادة إيران. وبالتالي أهتز العالم والخليج بشكل عام، وتصدعت الطاولة السعودية، والإسرائيلية بشكل خاص. فلقد كان جلوس وفد إيران بعد فوز الرئيس روحاني مع وفد السداسية الأوربية وأمريكا حدثا كبيرا بزغ عنه لقاء وزير الخارجية الإيراني السيد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري، وتحديدا بعد المغازلة الهاتفية بين الرئيس الإيراني روحاني ونظيره الرئيس الأميركي باراك أوباما.

 لا بل جن جنون قادة السعودية بحيث ذهبوا فورا للتحالف مع إسرائيل، وغادروا المنطق الدبلوماسي مع أمريكا. أي بُدلت الدبلوماسية السعودية بالتهور السعودي!!. فراحت السعودية لتنسج بالتحالفات العاجلة والماكرة  والتي صاحبها حملة إعلامية شرسة وقوية ضد إيران بشكل عام وضد الشيعة بشكل خاص بمحاولة لإفشال التقارب الإيراني – الأميركي. وكانت إسرائيل داعمة للسياسة السعودية الجديدة بهدف تخريب التقارب الإيراني – الأميركي فراحت لتمارس ضغوطا هي والسعودية على  الأوربيين وعلى أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات اللوبي اليهودي لتخريب الاتفاق النووي الأخير بين طهران وواشنطن. ولم تكتف السعودية بهذا بل راحت لتفتح جبهات ( تخريبية وإرهابية) في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن تحت شعار الحرب ضد أصدقاء إيران وأينما وجدوا بغاية أضعاف أيران في المنطقة، وما يحدث في الأنبار العراقية لهو واحدة من الجبهات التي فتحتها السعودية بدعم خليجي وإسرائيلي!!.

ولم ترد إيران بالغوغاء والتهور خصوصا عندما عرفت بأن السعودية نمرا جريحا وإسرائيل طفلا نزقا بيده مسدس بلا أمان…. قررت (الصفعة الثانية) ضد السعودية وإسرائيل وعندما تقاربت مع الأتراك أخيرا والتي توجت بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان ولقد جاء توقيت الزيارة ذكيا جدا لأنها :

 جاءت بعد ترتيب البيت المصري لصالح العسكر بدعم أماراتي وسعودي وخليجي. فجاء اللقاء التركي – الإيراني ليرسل رسالة الى المصريين بأن مكانكم معنا وليس مع السعودية التي تحالفت مع إسرائيل أخيرا وعلنا.

 و جاءت بعد أن حوصر أردوغان بالملفات الداخلية الساخنة فصار ضعيفا أمام الإيرانيين

 وجاءت بعد أن تيقن وشعر أردوغان ورفاقه في الحكم بأنهم تورطوا سعوديا وخليجيا بفتح تركيا للإرهابيين من جهة ،وتورطوا في سوريا من جهة أخرى وراحت السعودية والخليج لتتركهم لوحدهم!!

 وجاءت بعد أنتعاش أيران سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا مقابل التدهور الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في تركيا

 من هنا أصبح أردوغان خاويا أمام روحاني وأمام المرشد الخامنئي لأنه يبحث عن نصر دبلوماسي، ويبحث عن أنتعاش نفسي بعد الإخفاقات المتتالية في تركيا، خصوصا عندما أغلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الباب بوجه أردوغان الذي توسل التقارب مع العراق. وبالنتيجة فالرابح هي إيران عندما أملت شروطها على  تركيا وخصوصا في ( الملف السوري، والعراقي ، والاقتصادي) وراح الساسة الإيرانيون ليذكروا تركيا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وبأهمية هذين البلدين تاريخيا وإقليميا بمحاولة لإغراء تركيا ولقد نجحت إيران بهذا، بحيث  قبل أردوغان ــ وحسب المعلومات الصحفية والدبلوماسية ـ بتغير سياسته تجاه سوريا، والسكوت بل الصمت حول قضية أعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد!.

وهذا بحد ذاته صفعة قوية ” صفعة ثانية” بالكف الإيراني الى السعودية، وقرصة قوية جدا الى إسرائيل من جهة. ورسالة تحذير وتذكير للجنرال السيسي بأن هناك قوتان رئيسيتان في المنطقة ولا يمكن تجازهما ويفترض بمصر اللحاق بهما وليس اللحاق بالركب السعودية الذي تحالف مع إسرائيل علنا من جهة أخرى!!.

فالحقيقة أن إيران في طريقها لتسجل أسمها لاعبا دوليا بامتياز ولا يمكن تجاوزها إقليميا ودوليا، بل حتى محادثات جنيف (2)  الجارية بين الوفد السوري ووفد المعارضة في مونترو السويسرية أصبحت عبثية بامتياز مادامت إيران خارجها. وأن من أبعد إيران عن جنيف (2) لا يريد أنجاح المحادثات أصلا!.

وبالتالي فإيران حاضرة في جميع ملفات المنطقة، ولا يمكن تجاوزها على الإطلاق ومن لا يريد الاعتراف بهذا الآن فسوف يعود ليعترف بهذا ولكن ربما بعد فوات الأوان!!.

8/5/140131

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-01-31
المقال جيد وموضوعي في تحليله ولكن قول بأن المالكي اغلق الباب بوجه اردوغان وان أي اردوغان توسل بالمالكي هذا غير صحيح ولكن رأينا العكس بل ذهب وزير الخارجيه زيباري الى انقره وتبعه بعد ذلك وفد مرة اخرى لترطيب الاجواء واحتواء الدور التركي ولا اعتقد ان حكومة العراق قادره على التصدي للدور التركي لضعفها وتخبطها وهيه في موقف المحاط بالعداء داخليا وخارجيا والشاهد لهيب المنطقه الغربيه وغرقها بالارهاب الذي فتحته على نفسها .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك