التقارير

العسكرة.. الاستراتیجیة السعودیة الجدیدة في مواجهة ایران

1404 08:40:00 2014-02-18

یظهر ان الخیار السعودي في مواجهة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة (العدو الوهمي الذي اسطنعوه لأنفسهم ولحلفاءهم للتخلص من عار عدم المواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب للارض العربية والاسلامية ومنها جزيرتين سعوديتين في مدخل مضيق تيران) یتخبط من سيء الی اسوء بالنسبة للسعودیة وللبلدان التي تتحالف معها وتستجیب لعطاءاتها ضمن هذه الاستراتیجیة المفعّلة حدیثاً والتي لم تكن جدیدة علی صانع القرار السعودي…

فمن دعم الارهاب التكفيري البشع لمحاصرة التحرك الاسلامي في المنطقة والذي ازكمت رائحته حتى اصدقاء السعودية في المنطقة والغرب، الی الاستراتیجیة الجدیدة في عسكرة بعض القوی الاقلیمیة من اجل خلق “توازن قوی” لا تقوی السعودیة التي تنفق عشرات ملیارات الدولارات في السنة ان تصنعه بنفسها مع ایران…

ولأنها دائماً تجيد سياسة الحرب بالوكالة، لشعورها بالضعف ولانها تضع دائما مخرجاً لنفسها عند اشتداد الامور وارتفاع حرارة المواجهة.. كما فعلت في دعم السلطة المتوكلية باليمن وصدام حسين في الحرب مع ايران واليوم في سوريا من خلال المتطرفين التكفيريين…

ومع ان السعودیة جاءت بالمرتبة الرابعة عالمیاً والاولی اقلیمیاً في الانفاق علی التسلح.. لكنها تری نفسها عاجزة عن ردع بضعة مسلحین علی حدودها الجنوبیة مع الیمن، حيث قامت ببناء جدار عازل بین البلدین، وهكذا مع العراق.. فكیف بمواجهة قوة اقلیمیة كالقوة الایرانیة…

ومن هذا المنطلق، والشعور بالدونية والضعف، وهذه الهواجس والمخاوف ورغم التحالف مع جمیع القوی الغربیة (امیركا، فرنسا، بریطانیا و…حتی لوكسبورغ!)، تسعی السعودیة الی ربط المؤسسات العسكریة في بعض البلدان الاسلامیة بها لتحقیق جملة من الاهداف:

1- عسكرة تلك البلدان وخنق الحالة الدیمقراطیة، خاصة بعد موجة الثورات العربیة في 2011.

2- اقامة علاقات خاصة مع رموز ورجال المؤسسات العسكریة وبعض السیاسیین.

3- ایجاد جبهة سیاسیة – عسكریة في مواجهة ایران وتركیا (احیاناً )..

4- محاصرة ایران امنیاً وتهدیدها عسكریاً…

5- اقامة منظومة اقلیمیة تؤمن لها اهدافها السیاسیة والامنیة…

6- رفع مستوی الجهوزیة والكفاءة لدی قواتها من خلال ربطها بقوات ذات كفاءة عالیة في بلدان اخری…

7- سهولة استخدام قوات البلدان الاسلامیة ضمن وحداتها لمواجهة الاضطرابات الداخلیة او الاشتباكات الحدودیة (كما حصل في القتال مع الحوثیین في شمال الیمن ضمن الحرب السادسة عام 2009).

8 ـ الأيحاء للراعي الأميركي بتعدد الخيارات لدى السلطة السعودية حتى وهي تتحرك ضمن الاطار العام للسياسة الأميركية في المنطقة.

ومن هذا المنطلق نری المملكة السعودیة تتحرك علی قوتین اقلیمیتین مهمتین وأخری بعیدة نسبیاً عن مشاكل الشرق الاوسط وتعقيداته، وهاتان القوتان الاقلیمیتان، هما: مصر وباكستان، والثالثة هي اندونیسیا (التي تعتبر اكبر بلد اسلامي من حیث السكان وفیها نفوذ وهابي قوي…).

فهذه البلدان الثلاثة یقارب عدد سكانها 400 ملیون نسمة وهي من اكبر البلدان الاسلامیة من حیث السكان، كما انها علی مستویات جیدة من التطور، یمكن للسعودیة المتخلفة تقنیاً وعلمیاً الاستفادة من طاقاتها من اجل المواجهة مع ایران!! ولیس بالطبع من اجل التطور المدني الداخلي والتنمیة الشاملة…

وعلی هذا الاساس جاء تمویل صفقة السلاح الروسیة لمصر، وعشرات الملیارات من الدولارات التي تنفقها علی تسلیح الجیش الباكستاني (حسب ما أوردته صحیفة الواشنطن بوست مؤخراً)، و وعدها من قبل باكستان، حسب العدید من المصادر الاعلامیة، بقنبلة نوویة لمواجهة القنبلة النوویة الایرانیة المزعومة!!

لكن هل ستكون تلك الاموال حسرة على السعودية…؟

التجربة مع “عراق صدام حسین” خیر دلیل علی نتائج مثل هذه السیاسات.. فهل من مدكر؟!

25/5/140218 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك