التقارير

الكيان الصهيوني محبط من نجاحات إيران ومحور المقاومة والصحافة الإسرائيلية تكيل سيلا من الشتائم إلى أوروبا وآشتون بمناسبة زيارتها لإيران

1668 06:38:36 2014-03-18

 

عقيل الشيخ حسين

في المواجهات التي دارت بين الكيان الصهيوني والصف العربي منذ العام 1948، هناك مجال للقول إن بإمكان هذا الكيان أن يفرك يديه فرحاً عندما يجري جردة حساب بما حققه من مكاسب كبرى. لكن هذه الصورة لا تختصر المشهد : بإمكانه أيضاً أن يعض أصابعه حنقاً وخوفاً إزاء ما يجري من تطورات باتت تهدد أساس وجوده.

من دواعي فرحه أن ما كان يعرف بـ "الصراع العربي-الإسرائيلي" قد أخلى المجال في لغة الديبلوماسية لـ "صراع فلسطيني- إسرائيلي" تحول في شق منه إلى صراعات فلسطينية-فلسطينية، وصراعات فلسطينية-عربية، إضافة بالطبع إلى الصراعات العربية-العربية.

وفي ظل هذا الوضع، تمكن الكيان الصهيوني من تحقيق توسع كبير على مستوى الاستيطان، واقترب من شرعنة مفهوم وواقع يهودية الدولة، فيما يكتفي الطرف الفلسطيني الرسمي باللهاث وراء ما ستسفر عنه مفاوضات عبثية باتت أشبه بجحر لدغت منه فلسطين مرات لا تحصى.

بنيامين نتياهو

وبالإضافة إلى البلدان العربية التي ترتفع في عواصمها الأعلام الإسرائيلية، أو تلك التي تقيم مع "إسرائيل" علاقات غير مباشرة، ظهرت أوساط عربية، بينها أنظمة ومنظمات مدنية تتحرك علناً في ظل شعارات التحالف الاستراتيجي مع "إسرائيل".

أما البلدان العربية التي لم تنخرط في أجواء الصلح والتحالف المباشر وغير المباشر، فليس بينها بلد واحد إلا ويتعرض للتخريب والتدمير على يد "الربيع العربي" وإفرازاته التكفيرية والإرهابية التي كرست حدها وحديدها للعمل المحموم من أجل ضرب المقاومة التي عجز الكيان الصهيوني عن ضربها والتي يشكل التخلص منها أكبر الأحلام الإسرائيلية.

إلى هنا تنتهي حدود الفرح وتبدأ حدود الحنق والخوف الاسرائيليين. حنق إزاء العجز عن تلافي الدخول في عصر الهزيمة التي بدأت ملامحها بالظهور عندما اصطدم العدوان الإسرائيلي، منذ العام 1982، بالمقاومة التي أبداها فريق من شعب لبنان، أصغر البلدان العربية، والمشهور بتبني فريق آخر من اللبنانيين لفكرة الاستسلام تحت غطاء "قوة لبنان في ضعفه".

وخوف، بعد الانسحاب من لبنان وتحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر عام 2000، ثم عام 2006، والتطورات اللاحقة التي أصبح معها كامل الأراضي المحتلة في مرمى سلاح المقاومة. أما تنامي القدرات العسكرية الميدانية لحزب الله خلال مواجهته للهجمة الإسرائيلية المتخفية خلف قناع ما يسمى الثورة السورية، فقد جعل من خيار "السيطرة على الجليل"، وبالتالي على ما بعد بعد الجليل امراً مطروحاً على خارطة المواجهة.

وبالطبع، لا يفعل صمود سوريا طيلة ثلاث سنوات أمام حرب قد تكون الأكثر شراسة في الحروب المعاصرة، ثم انتقالها من نصر إلى نصر بعد أن كان من المفترض أن تؤدي إلى سقوطها خلال أسابيع أو أشهر قليلة، لا يفعل غير مفاقمة هذا الخوف.

وسواء تعلق الأمر بصمود سوريا أم بانتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين (آخرها جولة "كسر الصمت" التي كسبتها كتائب الأقصى)، فإن الإسرائيليين يعلمون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد لعبت دوراً أساسياً في تغيير موازين القوى، وبالتالي في إسقاط المعادلات الاستسلامية لصالح معادلات التصميم على التحرير الكامل لفلسطين المغتصبة.

وإذا كان بإمكان الكيان الصهيوني أن ينام، منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، على حرير الحصار والعقوبات والحروب والتهديدات الدائمة التي لم تزد إيران إلا تقدماً على جميع الصعد، فإن اقتناع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب بأن من مصلحتهم ترتيب علاقاتهم مع إيران... قد دفع الإسرائيليين إلى حافة الهستيريا.

فبعد توقيع الاتفاق الذي اعترفت بموجبه القوى الكبرى بحق إيران في امتلاك برنامج نووي، استخدم نتنياهو، رئيس الكيان الذي يمتلك بضع مئات من الرؤوس النووية الحربية، استخدم كل طاقته الافترائية والتهويلية وهو يصرخ دون جدوى في مسامع العالم : "اليوم أصبح العالم أكثر خطورة بكثير، لأن النظام الأكثر خطورة في العالم قد قطع مرحلة هامة نحو امتلاك السلاح الأكثر خطورة في العالم".

ايران

ودون جدوى، أطلق الكيان الصهيوني الكثير من الصراخ بخصوص عدم صدور أي رد فعل غربي حول ما أشيع عن احتجازه باخرة تحمل أسلحة من إيران إلى غزة. وتحدثت صحفه عن "النفاق الأوروبي" بمناسبة الزيارة التي قامت بها إلى طهران كاترين آشتون (وصفوها على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات نابية جداً، وأطلقوا عليها اسم "فريدة آشتون" المسؤولة الأوروبية عن الدعاية المضادة لإسرائيل). وتوقفوا طويلاً أمام الذل الذي ألحقته بأوروبا والعالم الحر لأنها ارتدت غطاءً للرأس، خصوصاً في وقت كان العالم يحتفل فيه باليوم العالمي للمرأة !

المرارة والإحباط، ولكن أيضاً كثير جداً من الشتائم المقذعة والفاحشة. ذلكم ما تبقى للكيان الصهيوني من أسلحة يوجهها إلى كل من يخرق القوانين الإسرائيلية في مجال العداء لإيران ومحور المقاومة.

5/5/1403018 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك