التقارير

بهدوء : الأردن ـ سوريا، وبالعكس!

1406 07:58:00 2014-03-21

   ناهض حتر أعلن الجيش الأردني، أمس، أنه تصدى لمحاولة تهريب أسلحة وحبوب مخدّرة في سيارتين، دمّر احداهما واستولى على الثانية. هل هي عملية تجّار أم عملية إرهابيين؟ على كل حال، التهريب التجاري والإرهابي، متداخلان؛ السلاح متوفر بكثرة في جنوب سوريا، ويؤشر الانخفاض غير المسبوق في أسعاره في السوق الأردنية السوداء، أن عمليات التهريب لا تفشل دائماً. أسلحة وحبوب كبتاغون (رفيقة الثوار الاسلاميين!) وتهريب؛ هذه هي عناوين «الثورة» السورية في الجوار. وهي تنتقل ــــ وستنتقل ــــ إلى الداخل الأردني، إلا إذا جرى تغيير السياسات الغامضة التي تتبعها السلطات الأردنية إزاء سوريا، نحو تعاون جدي ومخلص بين البلدين. يبذل الجيش الأردني جهوداً حثيثة لمنع التسلل الإرهابي في الاتجاهين؛ إلا أن هناك معابر عدة مفتوحة، بعضها علني بحجة الواجب الانساني لاستقبال لاجئين، وبعضها يتم استخدامه تحت إشراف قوى غامضة لإرسال مسلحين. لكن مخيم الزعتري للاجئين السوريين يكشف أن الحدود، في كل الأحوال، غير مضبوطة إلى حد بعيد. فالعديد من مقاتلي الجماعات المسلحة في جنوب سوريا، يقضون إجازات علنية لدى زوجاتهم وعائلاتهم في المخيم الذي تحوّل بلدة مستقلة «ذات حكم ذاتي»، عصي على الإدارة الأمنية والبلدية. وتتحدث تقارير صحافية عن تكوّن مناطق تجارية داخله، بلغ خلوّ المحل (من الصفيح) فيها، أكثر من سبعة آلاف دولار. كانت السياسة الأردنية الرسمية إزاء اللجوء السوري، منذ البداية، مسيّسة ويكتنفها الغموض في الدوافع والإجراءات؛ فبينما جرى، في فترات عدة، منع دخول السوريين إلى البلاد عبر المنافذ الشرعية، كان يتم تسهيل استقبال لاجئين من دون أوراق ثبوتية عبر المنافذ غير الشرعية! ولطالما تم تبرير هذا التناقض بالقول إن اللاجئين غير الشرعيين يلجأون إلى الحدود الأردنية تحت النار وهرباً من معارك دائرة، مما يجعل البعد الإنساني حاكماً. وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لبضعة آلاف على مدار السنوات الثلاث الماضية، لكن، بالنسبة الى مئات الآلاف من اللاجئين غير الشرعيين، يمكن القول إنهم قدموا وفق ترتيبات مع «الجماعات المسلحة» المعتمدة لدى الأمن الأردني أو حتى وفق ترتيبات شبكات مهربين. من المدهش أن يقوم «لاجئون» فارّون من جحيم الحرب، بالذهاب والإياب والقيام بعمليات تجارية وقضاء الإجازات عبر الحدود! في الواقع، يمكن النظر إلى مخيم الزعتري كقاعدة مدنية خلفية للمعارضة المسلحة. ولعل هذا هو الأساس في إنشائه، بالإضافة إلى تأليف عنوان جديد للحصول على المساعدات. وعلى الهامش، كانت ولا تزال هناك أجندة فرعية ترتبط بمشروع الوطن البديل؛ فاللجوء من دون وثائق سمح بقدوم الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى سوريا، إلى الأردن. منذ البداية، كان هناك اقتراح وطني وقانوني وإنساني وكريم معاً، وهو المتمثل باستقبال الأشقاء السوريين عبر المنافذ الشرعية، ومن دون بناء مخيمات، والسماح لهم بالإقامة والعمل الخ وشمولهم بالخدمات العامة. وهو ما حصل بالفعل بالنسبة لقسم منهم، وكان يمكن أن يحصل لمعظمهم، لكن حكاية المخيمات تم افتعالها لأسباب سياسية وأمنية، مما أدى إلى وضع البشر في شروط غير ملائمة، من جهة، وخَلَقَ، من جهة أخرى، منطقة سكانية كثيفة، بل مدينة عشوائية دائمة، سيعاني منها الأردن، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، ما لم تبادر الحكومة الأردنية إلى التفاهم مع نظيرتها السورية، للتوصل إلى حل. والحل يبدأ من انهاء أي شكل من أشكال التورط السياسي أو الأمني في الصراع السوري؛ فالاعتقاد بإمكانية التحكّم بحركة التسلل الإرهابي وتهريب السلاح وحسابات اللجوء، هو اعتقاد واهم؛ الحدود تخرج، واقعياً، عن السيطرة، والتغذية الإرهابية هي، بطبيعتها، تغذية راجعة؛ إنها تتحرك في بيئة حاضنة لا يمكن ضبطها. وبينما تظهر التطورات أن الجيش العربي السوري سائر نحو بسط سيطرته في محافظة درعا قريباً، فإن أحداً من المسؤولين الأردنيين لم يتوقف للتفكير في ما جرى ويجري في يبرود؛ فآلاف المقاتلين ــــ وبينهم محترفون إرهابيون عتاة من المتمركزين في جنوب سوريا الآن ــــ سيفرّون إلى الأردن عبر مسالك يعرفونها واعتادوا على استخدامها. وبالنتيجة، فإن السياسات الغامضة، مهما كانت الترتيبات مُحكمةً، ستنتهي إلى فوضى. ربما يكون الخلاف السعودي ــــ القطري قد جاء في موعده بالنسبة للعلاقات الأردنية ــــ السورية؛ فمع تضاؤل احتمالات تطبيق خطط عدائية جديدة نحو جنوب سوريا، وانخفاض مستوى الضغوط على القرار الأردني، يمكن لعمّان ودمشق التفاهم حول ترتيبات تشمل الحدود والمعابر غير الشرعية والتهريب ومحاصرة المسلحين ومعالجة مشكلة اللاجئين. الأردن وسوريا دولتان مركزيتان، ويمكنهما التوصل إلى صيغ ميدانية جريئة وواقعية، وتطبيقها من دون إبطاء؛ إنما على السلطات الأردنية أن تواجه، الآن، لحظة الحقيقة، والاختيار: حزمة أزمات أو حزمة حلول. 13/5/1403021 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك