لو كان الأمر متروكاً لأردوغان.. لكان شن عدواناً على سوريا منذ زمن بعيد.. لقد وقف الروس و الايرانيون موقفاً مانعاً له من تنفيذ اي مغامرة عسكرية شمال سوريا, كما أن أمريكا و الناتو لم يشجعاه لعدم الرغبة بالتصعيد مع الروس و الاوربيين.
اليوم تتغير المعطيات.. الروس ضموا شبه جزيرة القرم و أعلنوها مواجهة مفتوحة مع الناتو و أمريكا.
بالنسبة لأردوغان فهو شخصياً يرغب بتنفيذ عملية عسكرية شمال سورية لسببين رئيسيين:
أ- عداءه الشخصي للرئيس السوري الذي يحمله شخصياً مسؤولية إفشال مخططه باستيلاء الاخوان على المنطقة و بالتالي تدمير حلم امبرطوريته الاخونجية.
ب- معرفته بانه ساقط لا محالة اليوم أو غداً وقد انتشرت فضائحه و تكاثر أعداءه, فمغامرة عسكرية في الشمال السوري لن يخسر شيئاً من وراءها فهو خاسر أصلاً.. و لكن أن نجحت.. فستقلب الموازين و تخلط الاوراق..
الجيد في الموضوع أن الأمر لا يتعلق بأردوغان وحده.. ان الحرب مع سوريا تحتاج الى حسابات كثيرة و معقدة..
1- ضوء أخضر أمريكي : هل ترغب امريكا بالتصعيد مع الروس الى هذه الدرجة ؟ احتمال قد يكون وارداً ولكنها بذلك قد تنسف المفاوضات مع الايرانيين, كما ان الصين لن تسكت, ماذا اذا دخلت ايران الحرب و روسيا ؟ عندها ستندلع حرب عالمية ثالثة..
2- مفاجأة لن تتوقعونها.. السعودية ! نعم السعودية ترفض و بشدة اي عمل عسكري تركي في الشمال السوري و ستتدخل بشدة لدى الولايات المتحدة لإيقافه.. يريد السعوديون اسقاط النظام السوري لتصبح سوريا تحت سيطرتهم و نفوذهم و لكنهم ضد اي مكاسب تركية قد تعزز النفوذ التركي و الاخونجي في سوريا.
3- مصر و الدول العربية: لن تقف مصر ساكتة على الغزو الأخونجي التركي لسوريا, و ستقف الدول العربية أيضا ضد هذا التصعيد العسكري الاخونجي.. تركيا حاليا بالنسبة للعرب و السعوديين = الاخوان.
4- العامل التركي الداخلي: فالمعارضة التركية ترفض تماما اي تصعيد عسكري مع سوريا, الجيش التركي يرفض أيضاً, عدا عن أهالي لواء اسكندرون السوري السليب و الاكراد الذين لن يقفوا مكتوفي الايدي وهم يشاهدون غزواً تركياً على سوريا.
كل هذه العوامل السابقة من المرجح أن تمنع أردوغان من شن أي مغامرة عسكرية في سوريا.. هذا ما يقوله المنطق,, و لكن.. لننتظر و نرى.
2/5/140325