طالب رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب وزير داخليته بالتوجه الفوري الى اسوان لوأد الفتنة بين العائلتين المختصمتين .
أصل الحادث :
"عبارات مسيئة تطعن فى شرف عائلتين بمدينة أسوان"، كانت عنواناً كتبه طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عاما، لتحصد بركاً من الدماء ما بين رجال ونساء وأطفال.
بداية تفاصيل الأحداث، وقعت أحداثها يوم الأربعاء الماضى، عندما قام طالبان ينتمون إلى عائلة "الدابودية" بمدرسة الثانوية الصناعية نظام خمس سنوات باستغلال جدران المدرسة لتصفية خلافات بينهما وبين عدد من عائلة "الهلايل"، وكتبوا عبارات مسيئة تطعن فى شرف العائلة الأخرى، فأراد طلاب "الهلايل" الانتقام، فاستعانوا بمجموعة من الشباب خارج المدرسة، فحاولوا اقتحام المدرسة والفتك بالطالبين، إلا أن طلاب المدرسة الصناعية تصدوا لهم بالحجارة وتبادل الطرفان الاشتباكات، وتعطلت الدراسة بالمدرسة منذ الأربعاء الماضى.
وعقب صلاة الجمعة، أمس، انتشرت العبارات المسيئة على جدران المنازل والشوارع بــ"نجع الشعبية" بالسيل الريفى دائرة قسم ثان أسوان، فأراد أطراف "الدابودية" الانتقام وأثناء تجمهرهم عقب صلاة الجمعة، فتح أبناء "الهلايل" النيران بالأسلحة الآلية على أبناء "الدابودية" فأسفرت الأحداث عن سقوط 3 قتلى بينهم سيدة، وإصابة 23 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى أسوان الجامعى لتلقى العلاج اللازم.
فرضت قوات الشرطة كردوناً أمنياً بمنطقة الأحداث لمنع تجدد الاشتباكات مرة أخرى، وحاولت استدعاء كبار العائلتين لإنهاء الأزمة، وتمكنت من ضبط ثلاثة أشخاص ينتمون لقبيلة "بنى هلال"، وعاينت النيابة جثث المتوفين وصرحت بدفنها بعد استدعاء الطب الشرعى لتشريح الجثث.
نار الثأر لم تهدأ لدى "النوبيين" واستغل شباب القبيلة انشغال كبار عائلتهم بدفن جثث الضحايا، وقاموا بتجميع أنفسهم بالمئات، وهجموا فى الساعات الأولى من صباح اليوم، السبت، بالأسلحة الآلية وزجاجات المولوتوف على منازل "بنى هلال" واستمرت الاشتباكات حتى طلوع الفجر، وانتهت بمصرع 14 شخصاً من الهلايل وشخص واحد من النوبيين، وتنوعت أسباب الوفاة ما بين طلقات نارية، وطعنات وذبح بين الرجال والنساء والأطفال.
وفى حوالى الثامنة من صباح السبت، أشعل الهلايل فى محاولة للأخذ مرة أخرى بالثأر النيران فى منزل مكون من ثلاث طوابق لشخص ينتمى لـ"النوبيين" وأسفرت تجدد الاشتباكات عن وقوع 3 قتلى جدد، لترتفع بذلك الحصيلة شبه النهائية إلى 23 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، بحسب مديرية الصحة بأسوان، واحتراق حوالى 16 منزلاً.
الشرطة المصرية توضح :
أكد مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية، أنه يوم 2 أبريل، بلغ قسم شرطة ثان أسوان بحدوث مشاجرة بشارع كلية التربية والمدارس بسبب بمعاكسة فتاة والتحرش بها لفظيًا.
وأضاف المسئول في بيان له من خلال الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" ا السبت – أنه بانتقال القوات والفحص تبين حدوث مشاجرة بين طلبة ينتمون إلى منطقة النوبة، وآخرين من قبيلة الهلايل بسبب معاكسة إحدى الفتيات، وقيام كل من الطرفين بكتابة عبارات مسيئة ضد الطرف الآخر.
وأوضح أن قوات الشرطة تمكنت من الفصل بينهم كما تم احتواء الموقف من خلال التنسيق مع القيادات الشعبية وكبار رؤوس العائلات من الطرفين، ولكنه بتاريخ4 أبريل رصدت المتابعات الأمنية قيام الطرفين بعقد جلسة عرفية بمنطقة غرب السيل حدثت خلالها مشادة تطورت إلى مشاجرة تبادلوا فيها إطلاق الأعيرة النارية؛ مما أسفر عن وفاة 4 وإصابة 9 وتمكنت قوات الشرطة من ضبط 3 من المتهمين.
وفي فجر اليوم تجددت أحداث المشاجرة وتبادل الطرفان إلقاء زجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية، نتج عنها وفاة 16وإصابة 3 من الطرفين، واحتراق عدد من المنازل، وانتقلت القوات وحالت دون تفاقم الأحداث كما تم الدفع بتعزيزات أمنية للحيلولة دون تجدد الاشتباكات فى ظل اقتراب وتجاور مساكن الطرفين، وتقوم الأجهزة الأمنية حاليا بتكثيف جهودها مع القيادات الشعبية وكبار رؤوس العائلات لاحتواء الأزمة.
الجيش يصل :
كشفت مصادر عسكرية مسئولة عن أن الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، صدّق على إرسال طائرة عسكرية إلى أسوان لنقل مصابى المعركة بين العائلة النوبية وعائلة بنى هلال، من ذوى الحالات الحرجة، إلى مستشفيات القوات المسلحة، فضلاً عن إرسالة طائرة محملة بمساعدات طبية، وقالت إن القوات المسلحة سترسل تشكيلات عسكرية لمساعدة قوات الشرطة فى وقف نزيف الدم بين النوبيين والهلايل.
وأضافت المصادر أن القوات المسلحة كلفت إحدى الشخصيات العسكرية فى أسوان بالتفاوض مع العائلتين، لوقف نزيف الدم، بالتنسيق مع الشرطة ومحافظ أسوان والمسئولين هناك، وتابعت: وزير الدفاع يتابع مجريات الحادث أولاً بأول، وأكد ضرورة وقف الدماء وإرسال ما يلزم من مساعدات طبية وإنسانية.
وأشارت إلى أنه جرت اتصالات بين قيادات مديرية أمن أسوان وإحدى الشخصيات العسكرية للتنسيق بهدف حماية المدنيين والأطفال من أى تداعيات ثأر بين الجانبين.
25/5/140406