تونس ـ روعة قاسم
تتواصل الإستعدادات حثيثة للإنتخابات الرئاسية في الجزائر ويشتد التنافس بين مختلف المترشحين الذين يدركون قبل غيرهم بأن التغيير لن يحصل في الجزائر. فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيواصل الإقامة في قصر المرادية لولاية رابعة هي الأصعب بالنسبة له وفقا لأغلب الخبراء والمحللين والمختصين في شؤون المنطقة.
وبالتوازي مع الحملة الإنتخابية التي يقوم بها سي عبد القادر المالي (الاسم الحركي لبوتفليقة أيام كفاحه ضد الإستعمار الفرنسي من أجل استقلال بلاده)، فإن ساكن المرادية بصدد ترتيب الأوضاع لممارسة الحكم خلال "العهدة الرابعة". فقد قام بوتفليقة بتطويق نفسه بثلة من الحرس القديم ممن عملوا معه في السابق وحضوا بثقته ولديهم رصيد لا يستهان به من التجربة والخبرة.
بلخادم أم أويحي؟
لقد أعاد بوتفليقة عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني السابق والذي شغل منصب رئيس للحكومة، إلى دائرة الأضواء بعد أن عينه وزير دولة مستشارا لدى رئيس الجمهورية. كما تم تعيين أحمد أويحي رئيس الوزراء الأسبق وأمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي (حزب موالاة) مديرا للديوان الرئاسي برتبة وزير دولة. وكلا المنصبين يضمنان احتكاكا مباشرا ويوميا بالرئيس بوتفليقة.
الجزائر
ويرى عدد من المحللين أن بوتفليقة بصدد التحضير لتعديل دستوري قد يقوم به بعد إعادة انتخابه يحدث من خلاله منصب نائب للرئيس. ومن المرجح أن يتم تعيين أحد رئيسي الوزراء السابقين عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحي في هذا المنصب. ويشار إلى أن الضرورة، والمتمثلة في تدهور صحة الرئيس بوتفليقة، هي التي اقتضت إحداث هذا المنصب الذي سيضمن، بحسب المدافعين عن إحداثه، عدم دخول الجزائر في الفوضى في حال تدهورت صحة الرئيس أكثر وحالت دونه ومواصلة الحكم.
رئاسة الحكومة
كما أقدم بوتفليقة على إعفاء رئيس حكومته عبد المالك سلال من منصبه ليتفرغ لإدارة الحملة الإنتخابية للرئيس، وهو تغيير لم يفاجئ المراقبين باعتبار الثقة العمياء للرئيس بوتفليقة في وزيره الأول، الذي تحدث البعض في وقت سابق، عن فرضية ترشيحه لرئاسة الجمهورية بدل بوتفليقة في حال تراجع الأخير عن ترشيح نفسه. ويجوب سلال المدن الجزائرية للدعاية لرئيسه ويلاقي انتقادات من قبل جهات تعارض خلافة ساكن لنفسه.
يشار إلى أن وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي هو الذي خلف عبد المالك سلال في رئاسة الحكومة. لكن جهات عديدة تؤكد أن هذا التعيين مؤقت لأن بوتفليقة سرعان ما سيسعى إلى إعادة سلال إلى موقعه إثر الإنتخابات أو تعيين من لم يسعفه الحظ من بين عبد العزيز بلخادم أو أحمد أويحي ليكون نائب الرئيس، في هذا المنصب الرفيع الذي قد يمنحه التعديل الدستوري المرتقب صلاحيات إضافية.
حظوظ وافرة
ومن المؤكد أن بوتفليقة سيفوز مجددا بعرش المرادية نظرا لعدة أسباب من بينها أن منافسيه، وإذا تم استثناء رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، ليسوا من الحجم الثقيل وغير قادرين على هزمه. كما أن بوتفليقة يحظى بدعم المؤسسة العسكرية ذات النفوذ القوي في البلاد وبطبقة رجال الأعمال المرتبطين بهم وبالمركزية النقابية الجزائرية وكثير من الأحزاب التي تصنف في خانة الموالاة.
كما أن الإسلاميين، وبعد فشل تجربة الإخوان في مصر وعدم نجاح حركة النهضة في تحقيق ما انتخبت من أجله في تونس المجاورة، تبدو حظوظهم ضعيفة في الفوز بهذه الإنتخابات، لذلك قاطعتها أهم أحزابهم منذ البداية. كما أن الأحزاب اليسارية تبقى نخبوية في العالمين العربي والإسلامي وحظوظها في الفوز ضعيفة ولا يتصور عاقل أن تتمكن المرشحة اليسارية لويزا حنون من هزم الرئيس بوتفليقة برصيده الهائل كمقاوم ضد الإستعمار الفرنسي وكوزير خارجية في العصر الذهبي للجزائر زمن الرئيس بومدين وكرئيس جمهورية أعاد للجزائر استقرارها بعد عقد دموي كادت الدولة تكون قاب قوسين أو أدنى من أن تندثر.
4/5/140412
https://telegram.me/buratha