كمال خلف
تستعد سوريا للانتخابات على وقع الازمة التي عصفت بها خلال ثلاث سنوات ونيف وتكتسب هذه الانتخابات اهميتها من العديد من الظروف التي ترافقها فهي انتخابات الاولى منذ اكثر من نصف قرن وفق الدستور السوري الجديد الذي الغى نظام الاستفتاء على الرئيس وكان لافت ان هناك من ترشح مقابل الرئيس السوري بشار الاسد وحجز مكانا في الدعاية الانتخابية على صعيد الصور والمهرجانات في الطرقات في كافة المدن السورية عدا مدن الساحل السوري التي تخلو من اي لافتات او صور للمرشحين الاخرين حسان النوري وماهر الحجار يضاف الى ذلك الحملة الدولية التي وقفت ضد اجراء هذه الانتخابات في هذا الموعد بالذات فالقوى الغربية وتحديدا الولايات المتحدة كشفت عن موافقتها للتمديد للرئيس الاسد عامين او تاجيل الانتخابات الحالية لكنها تضغط تزامنا مع اجراء الانتخابات وتجلى ذلك في تقديم العديد من مشاريع القرارات ذات العناوين الانسانية وليس بطبيعة الحال القرار الفرنسي الذي سقط بالفيتو المزدوج هو المشروع الوحيد فالتحضيرات تجري في دمشق لتقديم مشروع بريطاني يعيد طرح ولو بصيغة معدلة مسالة الممرات الانسانية والسماح للمنظمات الدولية الوصول الى الاماكن المحاصرة بشكل مباشر وباشراف الامم المتحدة كما ان مشروع عربيا تتتبناه السعودية سيكون حاضرا امام جلسة خاصة للجمعية العامة للامم المتحدة يتعلق بالانتخابات الحالية وعدم شرعيتها حسب مسار مشروع القرار الجديد.
ورغم حالة الضغط التي بدات تطعى على المشهد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية السورية فان السلطات في دمشق مصرة على المضي قدما في هذه الانتخابات وانجاحها وارفاقها بانجازات عسكرية حصل اول تحقيق لها في السيطرة على سجن حلب المركزي واحاز تقدم في محيط السجن مع التحضر خلال يومين الاحد او الاثنين للاعلان عن حسم مؤكد في منطقة المليحة في الغوطة الشرقية التي استعصت على قوات الجيش خلال اكثر من شهرين من المعارك .
وتقول مصادر مطلعة في دمشق ان الانتخابات ستكون مفصل مهم لجهة العديد من التغيرات في السياسيات الداخلية ومن اهم عناوين تلك التغييرات هو تشكيل حكومة جديدة تاتي بعد اداء القسم الرئاسي للرئيس الفائز بالانتخابات وتقول المصادر ان القسم الدستوري سيكون بعد ايام قليلة جدا بعد اعلان نتائج الانتخابات
وحسب المؤشرات فان الحكومة الجديدة ستكون مختلفه كليا عن الحكومة السابقة حيث ستضم اسماء جديدة مع احتمال اشراك شخصيات معارضة فيها داخل سوريا وهذه الشخصيات قد تكون من ضمن خمسين شخصية معارضة عادت منذ مدة قصير الى البلاد بعد تسوية اوضاعها من قبل السلطات السورية كما ستضم الحكومة حسب التقديرات وزراء من المجتمع المدني والتكنوقراط وربما تكون نسبة هؤلاء في الحكومة الجديدة الثلثين مقابل الثلث لمحسوبين على حزب البعث.
الحكومة الجديدة ستكون عنوان التغيير الثاني بعد المفصل الاول وهو الانتخابات وستطرح رؤية جديدة للوضع القائم قد يشيع اجواء تفاؤلية في البلاد يتزامن ذلك مع مؤشرات محتملة لاندفاع بعض الدول الغربية والعربية لاعادة صياغة العلاقة مع دمشق وفق ظروف المرحلة الجديدة وهذا المسار يجري الان على خط ساخن .ويبدو ان الايام المقبلة ستحمل اخبار تصب في اطار تغيير المعادلة والدخول في مرحلة جديدة في الازمة السورية.
رأي اليوم
9/5/140524
https://telegram.me/buratha