التقارير

أنتخابات الرئاسة السورية: السوريون يقترعون للإستقرار

1600 07:23:59 2014-06-04

تنحي الرئيس بشار الأسد لم يعد مطروحاً على الطاولة من الآن حتى العام 2021 (زينون النابلسي)

حسن عليق

يمكن كل الدول المشاركة في الحرب على سوريا ألا تعترف بالانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس. كذلك بإمكانها الصراخ للقول إن الانتخابات غير شرعية ومزورة ومهزلة وعار... لكن كل الضجيج لن يغيّر من واقع الأمر شيئاً. الانتخابات وضعت حداً للسعي الغربي إلى تحصيل مكاسب بالضغط السياسي. قال النظام كلمته مذكراً الجميع بأن له صفة تمثيلية، وأن جزءاً كبيراً من الشعب لا يزال يؤيده، وأن من شاركوا في الانتخابات أمس لا يرون في المعارضة بديلاً مغرياً، وأنهم في اقتراعهم يقولون «نعم» للاستقرار.

ما جرى أمس هو استكمال لأداء السلطة السورية في مؤتمر جنيف 2. الوقائع الميدانية تحول دون تمكين أعداء النظام من الضغط عليه ودفعه إلى تقديم تنازلات. هدّدت المعارضة طوال الأيام الماضية بتعطيل الانتخابات، بالقوة، لكنها عجزت عن ذلك. أمطرت دمشق وضواحيها واللاذقية وحلب و... بالقذائف والصواريخ، إلا أن ذلك لم يحل بين المقترعين والصناديق. وحيث يقاتل الجيش السوري، فتحت الحكومة مركزاً انتخابياً. من دير الزور والحسكة شرقاً، إلى الساحل غرباً. ومن إدلب وحلب شمالاً، إلى القنيطرة ودرعا والسويداء جنوباً، مروراً بحمص وحماه والعاصمة وريفها. كانت الجماعات المسلحة قد أعدّت العدة لتنفيذ هجمات تعدّل خطوط التماس: من مطار دير الزور، إلى تخوم العاصمة، وبينهما ريفا حمص وحلب. لم تقدر على تحقيق ما كانت تصبو إليه. فشل هجومها في دير الزور، وفي ريفي حمص ودمشق. وفي حلب، عكس الجيش الآية، متقدماً جنوبي المدينة. كانت القوات المسلحة السورية في أقصى درجات استنفارها أمس. الأجهزة الأمنية وسلاحا البر والجو في كامل الجاهزية. للمرة الاولى، تحلّق طائرات ميغ 29 بكثافة. استعراض عسكري للقوة ترافق مع قول النظام، بأوراق الاقتراع، إن الجيش لا يزال يقاتل على كامل الأرض السورية. مشهد صندوق الانتخاب في أحد أحياء مدينة نوى الحورانية بالغ الدلالة. أحوال الميدان والصناديق تهدف في أحد أوجهها إلى «تَيئيس» المعارضين وداعميهم من نجاحهم في الضغط السياسي. تنحّي الرئيس بشار الأسد لم يعد مطروحاً على الطاولة من الآن حتى عام 2021. ووصول هؤلاء إلى اليأس هو جزء من استراتيجية النظام وحلفائه. اليأس من الانتصار يدفع معارضين إلى إلقاء السلاح. واليأس الناتج من اللاإستقرار يفتح أبواب المصالحات بين بيئات حاضنة للمسلحين والجيش. واليأس مع دفع الأثمان يجبر رعاة الجماعات المسلحة على إعادة النظر في حساباتهم. لكن اليأس لم يجتز عتبة السياسة ليصل إلى الميدان. الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها والتابعون لها سيتصرفون كما المعارضة أمس. تقول إن النظام يسوق الناس بعصاه إلى مراكز الاقتراع. ولـ«تحرير» هؤلاء الناس، تُمطرهم بقذائفها. وعلى ذلك فليجر القياس. رعاة الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش وحلفاءه سيزجون بالمزيد من الأموال والأسلحة في ميدان الدم السوري. سيعقدون رهاناتهم على أحصنة جديدة كلما فشل رهان. سيبقون كذلك إلى أن ييأسوا من قلب موازين القوى في الميدان. النظام وحلفاؤه سيحاولون مساعدتهم على الوصول إلى هذه المرحلة. لكنّ دون ذلك حشداً كبيراً من العسكر. ودونه أيضاً ضرورة عدم الشعور بنشوة الانتصار قبل أوانها

9/5/140604

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك