التقارير

نحو تفكيك العراق!

1280 12:35:23 2014-06-16

تييري ميسان صحافي وناشط سياسي فرنسي. له كتابات عديدة وتحقيقات جريئة

ما جرى في العراق ليس إلا إعادة إطلاق لمشروع هيئة الأركان الأميركية الرامي إلى تجزئة «الشرق الأوسط الموسع» وإعادة تشكيله في دول متجانسة.

ففي أسبوع واحد تمكنت داعش من السيطرة على ما يفترض أن يصبح نواة إمارة لها، في حين بسطت البشمركا الكردية سلطات أربيل على كامل التراب العراقي المخصص ليكون نواة الدولة الكردية المستقلة.

وهكذا يبدو أن بعض عناصر الجيش العراقي منحوا نينوى لداعش وكركوك للبشمركا. ولم تجد واشنطن التي دربت هذا الجيش أي عناء في شراء ذمم بعض الضباط الذين حثوا جنودهم على الفرار.

كما أن أعضاء مجلس النواب لم يصوتوا على فرض حالة الطوارئ بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، تاركين حكومة المالكي دون أي إمكانية للرد على الهجوم.

في شهر أيار الماضي، اشترى آل الفيصل مصنعاً للأسلحة في أوكرانيا شحنوا منه عبر الجو إلى مطار عسكري في تركيا مخزونات من الأسلحة الثقيلة التي تولى جهاز الاستخبارات العسكرية التركي نقلها بوساطة قطارات خاصة وتسليمها إلى داعش. وطبعاً، من غير المعقول أن يجري تنفيذ هذه السلسلة اللوجستية من دون حلف ناتو.

على أي حال، لم تكن ردود الفعل الدولية حيال الأزمة العراقية مفهومة: كل الدول، ومن دون استثناء شجبت ما قامت به داعش في العراق وأدانت الإرهاب، في حين أن بعض الدول، ولاسيما الولايات المتحدة وحلفائها، يعتبرون داعش في نفس الوقت حليفاً موضوعياً ضد الدولة السورية، بعضهم أيضاً يرعى هذا الهجوم الولايات المتحدة، السعودية، فرنسا، إسرائيل، وتركيا.

لماذا أقدمت داعش على احتجاز 15 دبلوماسياً تركياً مع عائلاتهم إضافة إلى عشرين عنصراً من القوات الخاصة التركية في قنصلية بلادهم بالموصل، وإثارة غضب أنقرة؟

من المحتمل أن تكون واشنطن قد أوقعت أنقرة في هذا الفخ.

تذكرنا هذه القضية بقيام الجيش الأميركي بتاريخ 4 تموز 2003 باعتقال عناصر من القوات الخاصة الأتراك في منطقة السليمانية بالعراق والتي جسدها فيلم وادي الذئاب-العراق.

الفرضية الأكثر ترجيحاً هي أن أنقرة لم تكن مستعدة للمشاركة في هجوم واسع النطاق، وأنها اكتشفت في منتصف الطريق أن واشنطن تخطط لإنشاء كردستان.

لذا، وفقاً للخريطة المنشورة عام 2006، من المفترض أن يضم الكيان المحدث أجزاء واسعة من الأراضي التركية، لأن الولايات المتحدة لا تقتطع أراضي من أعدائها فقط، بل من حلفائها أيضاً. تأسيساً على ذلك فقد كان احتجاز الدبلوماسيين وعناصر القوات الخاصة التركية وسيلة لمنع أنقرة من تخريب العملية.

لدى وصولها إلى أنقرة قادمة من عمان يوم الخميس الماضي، شجبت الممثلة الخاصة للولايات المتحدة في مجلس الأمن، السفيرة سامنتا باور، بنفاق واضح تصرفات الدولة الإسلامية في العراق والشام.

إن وجود من يتملقون التدخل الأخلاقي لواشنطن في الشرق الأوسط، يجعلنا نعتقد أن ردة فعل الولايات المتحدة كانت متوقعة ضمن سيناريو العملية.

إن الإطاحة بالدولة العراقية الحالية، يصب بلا شك في مصلحة السعودية، الخصم الإقليمي الأكبر لطهران، التي سبق أن دعاها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل (شقيق الأمير عبد الرحمن الفيصل، القائد الفعلي لداعش) إلى التفاوض.

14/5/140616

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك