باشرت السعودية و قبيل الانتخابات الرئاسية في سورية بضخّ كميات هائلة من الأسلحة لمقاتلي "داعش" في الشمال السوري، وأمّنت عبر ضباط استخباريين سعوديين وفرنسيين نقل المئات من هؤلاء إلى داخل الحدود العراقية، وحسب هذه المعلومات فإن الضوء الأخضر السعودي لقياديي "التنظيم" بالبدء بالزحف نحو المناطق العراقية التي احتلها، أُعطي لهم عقب فوز الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في وقت كشف خبير عسكري "إسرائيلي" في حديث للقناة العاشرة العبرية، أن السعودية و"إسرائيل" نسّقتا "على درجة عالية" زحف مقاتلي "داعش" في العراق،
في وقت خطفت "غزوة" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الفجائية لأجزاء واسعة من العراق، أنظار العالم بأسره، أكد خبراء استراتيجيون أن ضوءاً أخضر سعودياً أُعطي للتنظيم "القاعدي" للقيام بزحفه في المناطق العراقية، عقب شحنات تسليحية هائلة تمّ تأمينها لمقاتليه قبيل الانتخابات السورية.
لتصبّ هذه الغزوة - حسب الخبراء - في خانة الرد السعودي على فوز المالكي - الأسد في الانتخابات، والإنجازات الميدانية اللافتة والمتسارعة التي حققها الجيش السوري في الجبهات الاستراتيجية، التي أحرقت بالتالي كل الأوراق السعودية في المنطقة، وسط تواتر معلومات استخبارية إقليمية أشارت إلى دور كبير لجهاز "الموساد الإسرائيلي" في مساندة ضباط بالمخابرات السعودية والفرنسية دعموا لوجستياً واستخبارياً "زحف" مقاتلي "داعش" العابر لمناطق هامة في العراق، وتعاون بارز من المسؤوليْن العراقييْن الفاريْن عزت الدوري وطارق الهاشمي، وضباط عراقيين كبار تم تجنيدهم لإتمام أهداف "الغزوة"، إلا أن حدثاً أمنياً سورياً خرق المشهد العراقي مباشرة، وتمثل باستعادة الجيش السوري لمدينة كسب بالكامل، عبر عملية عسكرية لافتة ومباغتة نسفت أحلام المقاتلين المتشددين بفتح منفذ بحري على المتوسط، بموازاة معلومات أمنية أخرى أشارت إلى "سلة" مفاجآت ميدانية قادمة في الميدان السوري، كما العراقي، ستكون بمنزلة رسالة "غير متوقَّعة" متعددة الرؤوس، أحدها باتجاه الرياض وتل أبيب، عقب إنجاز تنسيق أمني سوري - عراقي عالي المستوى، بالتشاور الحثيث مع طهران.
ووفق معلومات أكدها أكثر من مصدر غربي، فإن السعودية باشرت قبيل الانتخابات الرئاسية في سورية بضخّ كميات هائلة من الأسلحة لمقاتلي "داعش" في الشمال السوري، وأمّنت عبر ضباط استخباريين سعوديين وفرنسيين نقل المئات من هؤلاء إلى داخل الحدود العراقية، وحسب هذه المعلومات فإن الضوء الأخضر السعودي لقياديي "التنظيم" بالبدء بالزحف نحو المناطق العراقية التي احتلها، أُعطي لهم عقب فوز الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في وقت كشف خبير عسكري "إسرائيلي" في حديث للقناة العاشرة العبرية، أن السعودية و"إسرائيل" نسّقتا "على درجة عالية" زحف مقاتلي "داعش" في العراق، وأكدت معلوماته لاحقاً صحيفة "إندبندنت" البريطانية، التي أشارت أيضاً - وفقاً لتقارير استخبارية بريطانية - إلى دور بارز للبعثي الفار عزت الدوري في "غزوة التنظيم" المتشدد، وطارق الهاشمي المتواري في قطر، كاشفة أن الدوري يقيم في بلدة "حفر الباطن" على الحدود العراقية - السعودية، بإيعاز سعودي، كما لفتت الصحيفة - نقلاً عن الكاتب روبرت فيسك - إلى أن السعودية التي أقلقها بشدة انقلاب الموازين الميدانية بشكل كبير لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، والتقارب الجاري بين واشنطن وطهران، وما تخلله من انفتاح متبادل بين الأخيرة وسلطنة عمان والإمارات والكويت، ومؤخراً تركيا، ترجمت امتعاضها ببعث رسالة دموية متعددة الرؤوس "لمن يعنيهم الأمر" عبر "فزاعة داعش" من داخل العراق، وإيصال مقاتليه حتى الحدود الإيرانية.
وربطاً بالأمر، توقّف مراقبون دوليون أمام عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين "إسرائيليين" في هذا التوقيت اللافت بمواكبة "زحف" مقاتلي "داعش" في العراق، وما شابها من ضبابية في تبني العملية، ففي وقت سارع الأخير الى الإعلان عن مسؤوليته في اختطاف المستوطنين، اتهمت "إسرائيل" حركة "حماس" بالوقوف وراءها، في حين أعلنت كتائب "شهداء الأقصى" التابعة لفتح مسؤوليتها عن العملية، إلا أن المراقبين شكّكوا بما سموها "المسرحية الاستخبارية" التي حاكها الموساد "الإسرائيلي" بالتعاون مع الاستخبارات السعودية، ورأوا فيها رغبة "إسرائيلية" بتمرير ضربة تبدأ بقطاع غزة وتصل إلى جنوب لبنان، في ظل انشغال العالم بتداعيات "الاستعراض الداعشي" في العراق، وسط معلومات استخبارية أكدت أن المستوطنين الثلاثة أصبحوا داخل الأراضي الأردنية!
نعم، لا صوت يعلو الآن على صوت قرقعة سيوف مقاتلي "داعش" العابرة للحدود العراقية، في ظل تأكيدات لمحللين استراتيجيين مفادها أن رداً مضاداً بدأ الإعداد له للانقضاض على "الزحف الداعشي"، عبر غرفة عمليات تم استحداثها تضمّ قياديين أمنيين وخبراء عسكريين من سورية والعراق وإيران وروسيا، تُرجمت أولى إشاراته باستعادة القوات العراقية لزمام الأمور سريعاً على الأرض، مترافقة مع عمليات تصفية طالت ما يسمى "والي نينوى" الشيشاني محمد ميلادوف، بعملية خاصة ونوعية، أعقبت تصفية الرجل الثاني في "داعش"؛ أبو عبد الرحمن البيلاوي، في عملية مماثلة في الموصل، وما سيليها من عمليات نوعية أخرى لن تكون مغايرة لمفاجآت الكمائن التي هزت شباك التكفيريين في سورية - وفق ما أكدت مصادر غربية متابعة - ولعل كمين "العتيبة" في الغوطة الشرقية الذي سحق أكثر من 180 مسلحاً غالبيتهم من "جبهة النصرة"، ما زال كابوساً ماثلاً في أذهان رجال الاستخبارات السعودية "والإسرائيلية" حتى الآن.
................................
3/5/140621
https://telegram.me/buratha