التقارير

مأزق ’داعش’... اقتتال داخلي وهزائم أمام قوات الجيش العراقي والمتطوعين

3198 19:27:16 2014-06-22

 

بغداد ـ عادل الجبوري

لم يستمتع تنظيم داعش الارهابي طويلا بما بدا له وكأنه انتصارات استراتيجية في محافظة نينوى ومدن عراقية اخرى، فلم تمر سوى ايام قلائل حتى راحت الموازين تختل لغير مصلحته، ففضلا عن فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف بوجوب الجهاد وحمل السلاح بوجه الجماعات الارهابية المسلحة، تلك الفتوى التي ألهبت حماسة اعداد هائلة من العراقيين ودفعتهم الى التوجه للمشاركة في التصدي للارهاب، وجد تنظيم داعش نفسه في مأزق كبير وخطير، لا يختلف كثيرا عن المأزق الذي واجهه في سوريا.

يتمثل هذا المأزق ببعدين، البعد الاول، الخلافات الحادة التي وصلت بحسب مصادر عديدة الى استخدام القوة المسلحة، بين جماعات داعش من جهة، وما يسمى بالمجلس العسكري الموحد الذي يضم عددا من التنظيمات المسلحة، من جهة اخرى.

تمحورت الخلافات بين الجانبين حول جملة من القضايا، من بينها التنسيق المشترك، وعدم القيام بأية خطوات واجراءات بصورة منفردة، وهذا ما لم يلتزم به تنظيم داعش، اذ انه يريد ان يكون تابعا لا متبوعا.

ويقال ان مكونات المجلس العسكري الموحد المدعوم من المملكة العربية السعودية، ترفض بعضا مما يقوم به داعش المدعوم من تركيا وقطر، من قبيل فرض اجراءات قاسية على خروج النساء، وعلى مشاهدة التلفاز واغلاق الكثير من الاسواق والمحلات واماكن الترفيه، التي يعتبر ان وجودها يتنافى مع احكام الشريعة الاسلامية.

بيد ان نقطة الخلاف الرئيسية تمثلت بطريقة توزيع الاموال التي تم نهبها من المصارف والمؤسسات الحكومية في محافظة نينوى، فداعش يعد تلك الاموال والممتلكات غنائم حرب خاصة به، بينما يعتبر المجلس العسكري ان له حصة فيها.

وتؤكد مصادر ان مواجهات مسلحة حصلت بين عناصر من داعش والمجلس العسكري في احياء بنينوى انتهت الى مقتل عدد منهم، وبعضهم قياديون مهمون.

وفي هذا السياق يشير شهود عيان من الموصل الى ان عمليات تسقيط متبادل شاعت بين الطرفين، بحيث انه بات من المرجح جدا تصاعد التأزم فيما بينهما، وكل طرف يراهن على اوراق وادوات قوة يعتقد انها يمكن ان تمنحه الغلبة على الاخر.

تشرذم وتشتت

خبير امني عراقي، يكشف بدوره ان لديه معلومات ومعطيات تثبت ان مشهد الصراع بين الجماعات الارهابية في سوريا، سيتكرر في العراق، وهنا فان على صناع القرار والماسكين بزمام الامور استثمار هذا الواقع، من خلال تعزيز الجهد الاستخباراتي، وتوجيه المزيد من الضربات المركزة لاوكار وتجمعات الارهابيين.

والبعد الاخر لمأزق تنظيم داعش يتمثل في نجاح القوات العسكرية والامنية العراقية باستعادة زمام المبادرة، والتمكن من مسك الارض وعدم السماح لتشكيلات داعش من تحقيق مكاسب ميدانية اخرى، ناهيك عن اضعافهم في المناطق التي تمركزا وتحصنوا فيها، عبر توجيه ضربات لهم بواسطة قوات طيران الجيش.

فالايام الاربعة الماضية شهدت معارك كر وفر بين جماعات داعش والقوات الامنية والعسكرية الحكومية العراقية، بدا انها راحت تستنزف ما بحوزة الاولى، فضلا عن محاصرتها وقطع طرق الامداد اللوجيستي لها.

وفي الواقع ان الحشد الشعبي الواسع، ساهم الى حد كبير في تعديل المسارات، وتغيير الموازين، وكان بمثابة الدواء الحقيقي لداء انهيار المعنويات لدى اعداد من منتسبي القوات الامنية والعسكرية الحكومية بفعل حرب الشائعات الكثيرة التي تبنت الترويج لها وسائل اعلام عربية وحتى عراقية معادية للعراق، ولا تريد له الامن والاستقرار والازدهار.

وتؤكد تقارير ميدانية دقيقة ان دخول سرايا المتطوعين بمسمياتها المختلفة اعطى دفعة معنوية مؤثرة للجيش العراقي، في ذات الوقت الذي اربك تنظيم داعش، الذي كان يأمل الزحف على بغداد واسقاطها خلال وقت قصير.

ولعل توجه حوالي مليوني مواطن عراقي الى مراكز التطوع لتسجيل اسمائهم، بعضهم مسيحيون وبعضهم من ابناء المكون السني، ومن ثم تلقي التدريب او الذهاب مباشرة الى ميدان القتال، مثل رسالة بالغة الاهمية وبليغة في دلالاتها ومعانيها موجهة الى كل المساندين والداعمين للارهاب من الاطراف الخارجية والداخلية على السواء، جعلتهم يعيشون حالة من الارتباك والتخبط والقلق، هذه الرسالة مفادها ان المرجعية الدينية هي الرقم الاقوى والاصعب في المشهد العراقي العام، وان الغالبية العظمى من العراقيين يدينون لها بالولاء والطاعة، وهم مستعدون للتضحية بكل شيء من اجل معتقداتهم ووطنهم.

قد لا تحسم المعركة مع الارهابيين خلال وقت قصير، بيد ان مجمل المؤشرات تذهب الى ان مأزق داعش ببعديه الاثنين راح يتعمق ويتسع يوما بعد اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك