التقارير

السعودية في قلب العاصفة أين الاستقرار؟

1409 06:35:28 2014-07-09

علي ال غراش ( كاتب من مملكة آل سعود

المنطقة العربية تشهد وضعا غير مستقر بسبب الأحداث في زمن الحــــراك والثورة العربية، وبروز الحراكات التكفيرية الدموية، وأصرار الأنظمة الحاكمة على استخدام أبشع الأساليب القمعية للشعوب؛ السعودية قــــادت الثورة المضادة للثورة العربية والحراك الشعبي وقامت بكل ما تستطيع لوأد روح الثورة ومحاربة الثوار، وحماية الدول الملكية والحليــفة لها من السقوط، ودعم التيارات والاحزاب والجماعات، وبالخصوص الدينية التي تخدم مصالحها في بعض الدول.

السعودية «في قلب العاصفة» بين المناطق التي تشهد حالة عدم استقرار – بل هي تشهد حالة عدم استقرار حقيقي داخلي، ولا أحد يعلم إلى أين تتجه الأحداث. ولا شك ان الحكومة السعودية تراقب الأحداث عن قرب وبخوف شديد، ولهذا تتدخل في تلك الدول بما تراه يصب في مصلحتها. دور السعودية في الدول المحيطة بها معروف للجميع، فهي تحاول ان تحمي مصالحها، فعلى سبيل المثال هي موجودة في الشأن العراقي الداخلي – كما صرح بذلك رئيس الوزراء العراقي وكبار المسؤولين، ووجهوا اصابع الاتهام المباشر للسعودية بدعم الإرهابيين وتقديم الأموال لهم، وقدم العراق شكاوى للأمم المتحدة والدول الكبرى – فالعراق شهد خلال شهر يونيو/حزيران 2014 أصعب المراحل واخطرها منذ خروج القوات الأمريكية، من خلال سيطرة قوات داعش الإرهابية على محافظات في العراق وقيامها بمجازر وفرض فكرها التكفيري، والتهديد بأسقاط الحكومة في بغداد وملاحقة الشعب العراقي على الهوية المذهبية، عبر استهداف الشيعة، ما أدى إلى اعلان الجهاد من قبل المرجعية الدينية الشيعية لأول مرة، والتعبئة الشعبية والتطوع في الجيش. العراق يمر بأخطر المراحل حاليا، وستكون لذلك نتائج وردود افعال كبيرة وقوية على العراق والمنطقة كلها، وحتما سيفرض الواقع الجديد تغيرات كبيرة داخل العراق، وطرق التعامل مع الدول المحيطة ومنها السعودية، فلقد عانى العراق منذ اسقاط النظام البعثي السابق، من استمرار دوامة الدم والتفجيرات الإرهابية شبه اليومية والحكومة العراقية تتهم السعودية مباشرة بدعمها.عدم استقرار العراق وما يحدث وما سيحدث ليس في صالح دول الجوار.

السعودية موجودة بسياستها وملياراتها بل بجيشها في الدول المحيطة كالبحرين التي تشهد ثورة شعبية كبقية الدول العربية التي شهدت ثورة شعبية لطلب التغيير والاصلاح، منذ فبراير/شباط 2011، وجود الجيش السعودي هو لدعم حكومة البحرين في وجه شعبها الثائر الذي يحمل الحكومة السعودية المسؤولية عما يقع في بلاده، والمسؤولية عن دماء شهداء الثورة. وفي اليمن الوضع واضح للمراقبين فهو على حافة خروج الأمور عن السيطرة، وللسياسة السعودية دور في ذلك، وقد منيت السياسة السعودية بخسائر فادحة في الساحة اليمنية، وهناك واقع جديد بعد ثورة الشعب اليمني، والسعودية لن تنسى جماعة الحوثي الذين فضحوا قواتها العسكرية خلال الحرب مع الحوثيين. وسياسة العداء مع الحوثيين الذين ازدادوا قوة حتما مزعج للسعودية، مما يتطلب التعامل عبر سياسة جديدة.سوريا تعيش وضعا خطيرا جدا على المنطقة والعالم وليس على سوريا فقط، والسعودية لها دور في وصول الأمور في سوريا إلى هذا الوضع الكارثي عبر إصرارها على دعم أستخدام القوة والسلاح والتسليح، ومطالبتها للمجتمع الدولي التدخل بنفس الطريقة التي تم بها اسقاط نظام القذافي فيليبيا (القوة العسكرية) ما جعل الأمور تتفاقم هناك.

اما مصر فشهدت وضعا غير مستقر ومستقبلها يعتمد على طريقة وسياسة الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي المدعوم من قبل السعودية، وقد قامت السعودية بدور كبير في اسقاط الرئيس المعزول مرسي، واعتبار الاخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهناك تصعيد سعودي وتوتر مع قطر، بالاضافة إلى استمرار العلاقة غير المستقرة مع إيران. هذه العوامل وغيرها تجعل السعودية في حالة عدم استقرار حقيقي، والاستقرار القائم بفضل القوة الاقتصادية النفط، وعندما يتأثر الاقتصاد سينهار كل شيء؛ واستمرار الحال الاقتصادي في ظل عدم التخطيط الناجح والاستفادة من الطفرة والتبذير والإسراف، وبالخصوص من قبل الأسرة المالكة ودعم الحلفاء على حساب الشعب المحروم من حقوقه سيكون له نتائح سلبية كارثية على استقرار الوطن.

هل ستقوم السعودية بإعادة النظر في الملف السوري والعراقي والبحريني ومحاولة الابتعاد عن الجماعات المتطرفة والمتشددة والمتهمة بالإرهاب، والجماعات التي احترقت وأصبحت عبأ ثقيلا عليها، وأصبحت أعمالها تحسب على الرياض، والتقليل من الخسائر الفادحة على الصعيد العسكري والسياسي والشعبي، وإعادة أكبر عدد من الشباب السعودي الموجود في سوريا والعراق باسم الجهاد، وسحب الجيش السعودي من البحرين وترك البحرين للبحرينيين لايجاد الحل بصورة سلمية كما يريد شعبها، وفتح صفحة جديدة من التعامل بمسؤولية مع الواقع القائم الجديد والدعوة لحل الازمات في دول الجوار بالحوار واحترام الارادة الشعبية وصناديق الانتخاب بعيدا عن السلاح والتصعيد، والأهم أن تبادر الحكومة السعودية بتطبيق ذلك في بلادها بدستور يمثل الإرادة الشعبية وانتخابات مباشرة عبر صناديق الاقتراع وتطبيق العدالة والحرية والتعددية.

10/5/140709

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك