التقارير

لغز انهيار الفرقة الثانية عشر ودخول البيشمركة إلى كركوك!..

9155 2014-07-13

حسن الخفاجي

الفرقة الثانية عشر  من الجيش العراقي هي فرقة مشاة تعداد جنودها بحدود اثنا عشر  ألف منتسب  مكان عملها ومقرها كركوك ومحيطها .

قائد الفرقة اللواء الركن محمد خلف سعيد الدليمي .

سمعنا كثيرا عن دخول البيشمركة  إلى كركوك ، لكن كيف تم ذلك ؟.

مسؤولية عمل الفرقة الثانية عشر كانت في الدفاع عن كركوك ومحيطها ، لم يجري بين الفرقة والدواعش أي احتكاك  بعد سيطرة الدواعش على الموصل .

بعد سقوط الموصل هرب قائد الفرقة الثانية عشر وترك جنوده وموجدات الفرقة من عجلات وأسلحة ومخازن عتاد ، دخلت قوات البيشمركة إلى كركوك واستولت على موجدات الفرقة كاملة من ضمنها خمسمئة عجلة مختلفة دون عناء  وربما باتفاق !.

ما قاله احد العسكريين الكبار من أن القوات العسكرية المدافعة عن كركوك تعرضت إلى خدعة من قوات البيشمركة ينفيه الواقع .

لا اخلي ساحة قادة البيشمركة من الاتهام ، لكن :

كيف لآمر فرقة برتبة لواء ان يقبل على نفسه اللجوء إلى من خدعوه ؟ .

حسب معلوماتي.. قائد الفرقة يعيش الآن بأمان في السليمانية منذ هروبه من كركوك !.

ان صدقنا انه خدع !!.

ثمة أسئلة إجابتها  أكثر من ضرورية للتوصل إلى حل اللغز الذي أحاط بدخول البيشمركة إلى كركوك .

هل تم ذلك  باتفاق شخصي بين قائد الفرقة والمسؤولين الأكراد ؟ .

إذا كان الجواب بنعم ،  كان من المفروض ان نجد اسم قائد الفرقة ضمن قائمة أسماء الضباط الذين تمت إحالتهم إلى التحقيق بموجب توصية  صدرت من مكتب السيد القائد العام للقوات المسلحة ، حتى وان كان هاربا ، يجب ان يحال إلى القضاء بتهمة التواطؤ هو ومن رشحه للمنصب.

وإذا كان الجواب بلا فان في الأمر ما يدعو إلى الشك والريبة وعلامات الاستفهام ، إن كان  قد تخاذل يجب أن يحاسب أيضا .

لماذا يستثنى من الحساب ولو غيابيا ؟.

هل تم دخول البيشمركة إلى كركوك باتفاق سياسي غير معلن ؟.

إجابة هذا التساؤل تضع بيدنا طرف خيط نعرف من خلاله ما حدث .

استثناء قائد الفرقة الثانية عشر من التحقيق هو وكبار القادة العسكريين المسؤولين عن الهزيمة والفضيحة العسكرية وتحويل التحقيق مع ضباط برتب صغيرة ككبش فداء هو قفز على الحقيقة وتعمية وتغطية مقصودة على ما حدث وما سيحدث وإساءة لدماء الشهداء وإساءة اكبر لمشاعر العراقيين .

السيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مطالب باتخاذ إجراء يزيل الإلغاز ويكشف الحقيقة كما هي للعراقيين ، الذين استرخصوا الدماء وهبوا يدافعون عن العراق ، ولهم الحق بمعرفة ما جرى و يجري .

درس قريب يمكن للعراق الاستفادة منه ، بعد تسلم أنور السادات الحكم في مصر ابعد اغلب الوجوه العسكرية ، التي كانت سببا في نكسة حزيران واعتمد على ضباط مهنيين مشهود لهم بالكفاءة لا بالحزبية والولاء الشخصي، منهم الفريق سعد الدين الشاذلي ، الذي عين رئيسا لأركان الجيش وكلف بإعادة هيكلة الجيش ووضع الخطط الكفيلة بهزيمة إسرائيل ،  حتى ان السادات تدخل شخصيا وابعد وزير الدفاع الفريق أول محمد صادق لتعارض أفكاره وخططه مع الشاذلي . وانتصر الجيش المصري بحرب السادس من أكتوبر سنة ثلاثة وسبعين واستطاع إيقاع اكبر هزيمة في الجيش الإسرائيلي ،حين تمكن خلال ساعات معدودة من تدمير خط بارليف اكبر حاجز دفاعي  وسحق  اغلب القوات المدافعة .

من هذا الدرس تكمن الاستفادة ، بان يتم إبعاد ومحاسبة الوجوه القديمة المسببة لكافة الانتكاسات الأمنية والهزائم والاعتماد على  ضباط مهنيين أبعدهم الضباط الفاشلين والفاسدين من دائرة صنع القرار العسكري والمسؤولية ، والإتيان بدماء جديدة .

لغاية ألان لم يحصل هذا ، كأننا ندور في حلقة مفرغة ، يبعد ضابط فاسد وفاشل ويستعان بآخر افسد وافشل - سبق وان ابعد اغلب الضباط الكبار الذين أعيدوا للخدمة قبل نكسة الموصل وبعدها  بسبب فسادهم -.

هؤلاء الضباط عرفوا كيفية تمشية الأمور مع المواقع العسكرية العليا!!.  سطر اغلبهم انتصارات وهمية عبر الإعلام والفضائيات فقط.

قبل الهزيمة في الموصل كنا نسمع يوميا عن انجازات عسكرية للقوات الأمنية في الموصل بطلها قائد عمليات الموصل الفريق صبيح الغراوي . نسمع عن :"ضربات استباقية  عبر الاستعانة بالجهد ألاستخباري" ،  تبين لاحقا أنها انتصارات وهمية.  الفضائيات هي من كانت تفبرك تلك الانتصارات ، حتى ان هؤلاء الضباط احترفوا التعامل مع إعلاميين افسد منهم لبث انتصاراتهم الوهمية ، إلى ان حصلت نكسة الموصل

نكسة الموصل تؤشر: لفشل استخباري واضح ومستمر، خطبة  "أبو بكر البغدادي" أو شبيهه في الموصل ، الاستعراض العسكري الأخير لداعش في الموصل استمرار لهذا الفشل !.

هل ناقش احد في القيادة العسكرية أسباب الفشل ألاستخباري ؟.

ما هو الإجراء الذي يجب ان نتخذه لتجنب الفشل والقصور ألاستخباري ؟.

يجب الاستعانة والاعتماد على أصحاب الخبرة ونبعد من تسببوا بالفشل .

حتى لا نضطر لان نردد  البيت الشعري:

رب يوم بكيت منه فلما    صرت في غيره بكيت عليه

لا تجتمع الشجاعة مع الفساد بشخص واحد .

"الريش الجميل يزين الطاووس المعرفة والقوة تزين الرجال "

24/5/140713

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عدنان الحاجي
2014-07-14
قائد الفرقة الثانية عشر من اقرباء سعدون الدليمي حسب ما سمعت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك