التقارير

عن كذبة تصدي واشنطن للإرهاب الداعشي

2174 09:50:24 2014-10-02

محمد الحسيني

صرح جورج بوش في العام 2001: "إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهابيين"..هذه هي حقيقة سياسة الشيطنة التي اعتمدتها واشنطن لتبرير غزوها للدول.. اليوم تشيطن واشنطن كل المنطقة.. على صهوة إرهاب صنعته.. و"داعش" أحد مفرداته.

استعاد الرئيس الاميركي باراك اوباما خطاباً سبق أن استمع إليه العالم، وتعمّد إجراء محاكاة خطاب لسلفه الرئيس جورج بوش الابن منذ 13 عاماً، والعنوان واحد: الحرب على الارهاب.. لم يختلف شيء منذ العام 2001 وما قبله حين أعلنت واشنطن "حرب الخليج الثانية" أو ما أسمته عملية "عاصفة الصحراء" أو "حرب تحرير الكويت" في كانون الثاني 1991، وفي كل هذه المحطات قادت الادارة الأميركية تحالفاً دولياً أطلقت فيه الرصاصة الأولى، وشحذ فيه العرب نصال أموالهم.

من بوش إلى أوباما.. سيناريو مكرّر

لا نتحدث عن محطات تطال أعماق التاريخ، بل حدّدنا عرض التاريخ منذ مؤتمر مدريد مطلع التسعينيات وحتى اليوم، ولو أن هذا التاريخ ما فتئ يكرر نفسه في ظل "أميّة" مدقعة ارتضى العرب اعتناقها حتى يبرّروا عمالتهم بعجز مقصود عن فك حروف المعادلات السياسية والاستراتيجية.. إنه العنوان ذاته والهدف ذاته والأدوات ذاتها والسيناريو ذاته..

في ذكرى 11 أيلول/ سبتمبر أعلن أوباما الحرب على إرهاب تنظيم "دولة البغدادي"، النسخة المطوّرة عن تنظيم "قاعدة أسامة بن لادن"، ودعا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير قوية للحد من تجنيد أو إرسال مقاتلين لهذا التنظيم إلى سوريا والعراق، معلناً قيام تحالف غربي – عربي لضرب الإرهاب يستثني روسيا وإيران وسوريا، وعلى رأس الدول العربية الحليفة، السعودية وقطر والإمارات والبحرين والأردن وتركيا..

العرب تمويل.. وتمويل

دعا قرار مجلس الأمن الدول الأعضاء إلى "قمع تجنيد وتنظيم ونقل وتجهيز وتمويل المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، وشدد المجلس على "الحاجة الخاصة والملحة لتنفيذ هذا القرار في ما يتعلق بهؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يرتبطون بتنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" وفروعها ومشتقات تنظيم القاعدة.. وبدأت غارات "التحالف" تضرب مواقع "داعش" والنصرة" والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.

ولكن أليست هذه الدول - الحليفة دوماً لأميركا - هي نفسها التي عملت نيابة عن الولايات المتحدة على "تجنيد وتنظيم ونقل وتجهيز وتمويل المقاتلين" أنفسهم من أجل تحرير سوريا، وتالياً إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد"؟! أليسوا هؤلاء هم أنفسهم الذين برّروا قطع الرؤوس وأكل القلوب والأكباد ونبش القبور وارتكاب المجازر؟! وماذا تفعل مجموعات "داعش" في الجولان باحتضان إسرائيلي؟! لا جديد في هذا الجواب.

حرب طائفية تحرق المنطقة

ليس جديداً أيضاً أن تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" ومشتقاتهما من صنيعة أجهزة الاستخبارات الأميركية في إطار استنبات مشروع "خلافة إسلامية متطرفة"، وهذا المشروع، وباعتراف الأميركيين أنفسهم، يشكّل هدفاً أساسياً ويندرج في صلب المخطط الأميركي لتفتيت منطقة الشرق الأوسط بذريعة ضرب "مشروع الاسلام الجهادي".. وليس جديداً أن رؤوس مجموعات هذا التنظيم هم من الذين تدرّبوا وتخرّجوا من السجون والمعتقلات الأميركية في أعقاب الحرب على العراق، وخلاصة أعمال تجنيد مدروسة لرموز الجماعات التكفيرية المنتشرة في دول أوروبا.

يجب أن يكون منع "الارهاب" من أن يغزو الأرض – بحسب تعبير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند - بتشريع الحدود للأميركي ليغزوها - بالأصالة أو بالوكالة - بدلاً من "داعش"، ويبدو أن كذبة التصدي الأميركي لمشروع "الخلافة الاسلامية" و"استعراض" الضربات الأميركية لمواقع "الارهاب الداعشي" تهدف إلى حرب طائفية لحرق كل دول المنطقة التي أعلن "داعش" امتداد خلافته على أراضيها، وتشكّل المحور فيها كل من سوريا والعراق.. ولبنان.

15/5/141002

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك