التقارير

هل يسعى اوباما لتتويج عهده بانجاز تاريخي عبر التطبيع مع ايران ؟!

1652 08:42:08 2014-11-11

علي عوباني

التناغم الايراني الاميركي بدا واضحاً في الآونة الاخيرة في العديد من ملفات المنطقة وهو مرشح لان يستمر حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية بعد سنتين. تناغم لم يصل الى حد تطبيع العلاقات بين البلدين، فـ"الستاتيكو" القائم اوجد معادلة جديدة جعلت كل طرف يحتفظ بموقفه من الطرف الآخر، مع تغيير تكتيكي استبدل اسلوب المواجهة والصدام بالدبلوماسية الناعمة، لذا لم يكن غريباً ان يجري الحديث في الاروقة الاميركية عن قرب توقيع اتفاق نووي نهائي، او تسريب مضمون رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما لآية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي.

 فالتقارب حاصل، وثمة مستفيدون منه ومتضررون ايضاً، علا صراخهم مؤخراً في محاولة لحجز مقعد لهم في تركبية المنطقة الجديدة، خصوصاً وان ثمة قناعة لدى الجميع بأن اتفاقاً نووياً من هذا النوع من شأنه ان يغير وجه المنطقة ويكرس نفوذ ايران فيها. "اسرائيل" اولى المتضررين فلطالما استخدمت شماعة الملف النووي لمحاصرة ايران، والسعودية ثانيهم، ومن هنا يبرز سعيها الدؤوب لاجهاض اي تقارب ايراني اميركي، لان من شأن ذلك ان يعني انها اصبحت خارج المعادلة الاميركية في المنطقة. وفي هذا السياق فسّر البعض خفض سعر النفط مؤخراً على انه خطوة سعودية موجهة ضد اميركا وايران تحديداً في خضم التفاوض النووي الجاري بين الطرفين والسخط السعودي من الاجواء الايجابية التي بدأت تلوح في الافق.

حتى الآن وبانتظار الحسم النووي المرتقب في 24 تشرين الثاني، لا تزال الادارة الاميركية تلعب لعبة الانفتاح على جميع الاطراف لا سيما السعودي والايراني، وهي تحاول الامساك بالعصا من نصفها عبر ادارة التوازنات في المنطقة. يأتي ذلك غداة محاولات اميركية حثيثة لاجتذاب ايران واخراجها من المحور الروسي ربطاً بالتطورات الدولية المتسارعة، ويعود ذلك بشكل اساسي لحاجة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتتويج عهده الثاني بانجاز تاريخي يتمثل بالتطبيع مع ايران لا سيما بعدما اظهرت الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي تراجع حزبه الديمقراطي امام الحزب الجمهوري.

الاميركيون يربطون الملف النووي بملفات المنطقة والدبلوماسية الايرانية تصر على فصل الملفات

اما الجانب الايراني فيسعى من جهته للاستفادة من هذا التقارب لتحقيق عدة اهداف منها تفادي المردود السلبي لاي اشتباك مذهبي على عدد من ساحات المنطقة، وتطويق الفكر "الداعشي" الهدام والذي يتناقض مع شعار الوحدة الاسلامية الذي ترفعه الجمهورية الاسلامية الايرانية واعادة البوصلة نحو القضية المركزية فلسطين المحتلة، وتجاوز بعض الصعوبات الاقتصادية جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها.

اما مصاديق التناغم الاميركي الايراني فهي واضحة على مستوى ملفات المنطقة في العراق واليمن عبر تشكيل الحكومة في كلا البلدين، وفي مسار الملف النووي الذي تظهر منه بوادر التفاؤل ايضاً، لكن هذا التفاؤل يبقى حذراً لجهة وصوله الى حد رفع العقوبات بالكامل عن ايران، او الى حد توقيع اتفاق نهائي وشامل، لا سيما وان سياسة "الاوعية المتصلة" التي ينتهجها الاميركي دفعته الى ربط اي تقدم بهذا الملف بملفات المنطقة، وهو ما حصل في آخر جولات تفاوض نووية، حيث حاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري طرح موضوع العراق وسوريا في المفاوضات لكنه اصطدم بالموقف الايراني الذي يصر على فصل المسار النووي عن مسارات التفاوض حول ازمات المنطقة.

التقارب الايراني الاميركي يبدو ماثلاً سواء في الدفع الايراني باتجاه التدخل الاميركي ضد "داعش" دون تبنيه او المشاركة فيه، والسعي الايراني ليكون هذا التدخل جدياً وليس شكلياً، ويبدو ايضاً في اقتراب الموقف الاميركي من الموقف الايراني لجهة المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد، وابتعاده عن الموقف التركي والسعودي الذي يسعى جاهداً لتغيير الاسد.

وفي هذا الصدد، تشير المعلومات الى ان المعركة الدائرة حالياً في عين العرب ستشكل منعطفاً استراتيجياً في الحرب الدائرة في المنطقة وهي ستحدث فرزاً في اوساط الجماعات المسلحة على الارض السورية وتؤدي الى قيام معسكرين: معسكر الصحوات (الجيش الحر والاكراد) كما هو حاصل اليوم في عين العرب "كوباني" الذي يقاتل باوامر ووفق اولويات التحالف الدولي الذي تقوده اميركا وتحت مظلته ومعسكر "داعش" والجماعات المتطرفة في الجانب الآخر وهو سيكون الهدف الاول لقوات الصحوات والطائرات الاميركية.

اذاً ما يحصل اليوم في سوريا هو بداية احياء منظومة الصحوات السورية من قبل الاميركي، لتشكل تلك الصحوات القوة البرية الضاربة للتحالف الدولي، بدعم مباشر من السعودية ومصر، مقابل الدعم التركي الواضح لـ"داعش" في الطرف الآخر. واذا كان الاميركي بات مقتنعاً بصعوبة اسقاط النظام السوري

صحوات اميركية في سوريا لمحاربة "داعش" والضغط على الرئيس الاسد

ويتعايش مع فكرة بقائه، لكنه ليس في وارد ان يسلم جميع اوراقه فهو يتجه للضغط على النظام عبر استخدام الصحوات الجديدة كورقة للتفاوض مع النظام لاحياء الحل السياسي وتقديم تنازلات. وفي هذا السياق يمكن تفسير المحاولات الجارية لاعادة احياء المسار السياسي انطلاقاً من مؤتمر "جينف" عبر المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا على قاعدة تجميد النزاعات بدءاً من حلب، وصولاً الى تعميم التجميد على باقي المناطق السورية.

وفي سياق متصل، تتحدث معلومات مؤكدة عن حصول اكثر من لقاء ايراني مصري خلال الشهر الاخير فيما يخص الازمة السورية، ظهر من خلالها ان الموقف المصري من النظام السوري اكثر تمايزاً عن غيره مع تفهم حاجته الاقتصادية التي تجعله يدور في الفلك السعودي. ومن هذا الموقع هو يحاول اليوم أن يلعب دور الوساطة لاعادة ترتيب العلاقات الايرانية السعودية والتوصل الى تقارب ايراني سعودي في ملفات المنطقة.

وفيما تشهد العلاقات المصرية الايرانية تحسناً طفيفا، لوحظ في المقابل ان العلاقات الايرانية التركية التي حرصت ايران على ابقاء خطوطها مفتوحة رغم الموقف التركي من الازمة السورية، شهدت تراجعاً كبيراً مؤخراً، ويعود تغير الموقف الايراني من تركيا لعدة اسباب:

*تجاوز اردوعان مؤخراً الخطوط الحمراء لاول مرة بالعلاقات بين البلدين وتهجمه المباشر على آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي دون تسميته على خلفية دعم الرئيس الاسد.

 مصر تتمايز في الملف السوري وتلعب دور الوساطة بين طهران والرياض

*الدور التركي المكشوف والمفضوح والذي بات يصرح به المسؤولون الاتراك علناً والذي يقايض ما بين القضاء على "داعش" واسقاط النظام السوري.

*تراجع حاجة الايراني للمنفذ التركي اقتصادياً مع رفع العقوبات الجزئية عن ايران وتوقع توقيع اتفاق نووي مستقبلاً يتضمن رفعا كاملا للعقوبات عن ايران.

اما تركيا في المقابل فهي بحاجة لايران للعودة الى المنطقة من جديد اذا ما تم القضاء على مشروعها فيها والذي تمثل حالياً "داعش" رأس حربة" له، فهي تعتبر ان ايران ستكون بوابتها للمنطقة اذا ما انهارت الامبراطورية التي تراهن عليها فيما يبدو واضحاً ان عودة تركيا للمنطقة ستكون وفق الاجندة والحسابات الايرانية ومشروطة بتنازلات .

28/5/141111

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك