مهدي محمدي
تتحمل حكومة الرئيس روحاني مسؤولية تاريخية في كشف الحقائق وفضح مؤامرات المتصيدين في الماء العكر، حيث ان واشنطن تطالب طهران بما لا يعقل ولا تقدم لها أي شيء.
اختتمت المحادثات النووية بين الجمهورية الاسلامية والمجموعة السداسية دون التوصل الى حل شامل ونهائي ولم يتمكن الجانبان من تحقيق تفاهم سياسي وكل ما تمخض عنها هو تمديدها الى سبعة اشهر اخرى وبعد شد وجذب هناك حديث عن اتفاق غامض.
في الساعات الأخيرة من اليومين الاخيرين وصلت المحادثات الى نقطة حساسة للغاية تجسدت في عدم الاتفاق على المقترحات المطروحة على الطاولة وهذا الامر ان دل على شيء، انما يدل على عدم انسجام الرؤى. وهناك تسريبات فحواها تحقيق اتفاق هام حول بعض القضايا في الساعات الاخيرة من المحادثات، مما ادى الى تمديد المحادثات، حيث انحرف حوار الجانبين من الاتفاق النهائي الى اطار شامل. وفي ظهر الاثنين اتضحت الصورة تقريباً واعرب الخبراء السياسيون عن عدم جدوى المحادثات، وذلك اثر عدم انسجام الرؤى حول العديد من المواضيع الاساسية التي هي جذور الخلافات من قبيل تخصيب اليورانيوم ورفع الحظر الجائر وتفتيش منشأتي فردو واراك النوويتين. والامر الوحيد الذي لم يختلف فيه هو تعيين مهلة جديدة وذلك لاجل هدفين، هما:
1 – التغطية على ان الاطماع الاميركان هي سبب فشل المحادثات.
2 – عدم القدرة على العودة الى الوراء في المستقبل من قبل الجانبين، بحيث ان الجانبين يضطران الى التفاهم على النقاط الشاملة حتى مارس/ آذار القادم، والاتفاق على نص شامل قابل للتنفيذ حتى اليوم الاول من يوليو /تموز المقبل.
ويرى المراقبون ان العراقيل الاميركية وعدم اتزان سياستها الخارجية ولا سيما فيما يتعلق بالملف النووي الايراني ستكون عقبة لا يمكن تجاوزها بسهولة، حتى وان طالت مدة المحادثات، اذ لا يمكن لاحد ان يضمن وفاء البيت الابيض بوعوده او التزامه بالقوانين والاسس الدولية والانسانية. وحتى لو فرضنا ان الجمهورية الاسلامية ستتنازل عن حقوقها القانونية في الطاقة النووية السلمية، فلا يمكن البت بسير الامور في مجراها الطبيعي، وذلك لعدم امكانية الاعتماد على المواثيق الاميركية، اذ ان ساسة واشنطن لا يتبعون اي اسلوب منطقي في التفاوض ولا احد يضمن التزامهم في ما يتم البت به من مقررات، فضلاً عن ذلك فانهم يطالبون ايران بتقديم تنازلات غير معقولة، في حين انهم لا يريدون تقديم اي شيء يذكر، لانهم يطالبون طهران بالتخلي عن ثرواتها الاستراتيجية النووية مع ابقاء الحظر الجائر الذي لا مسوغ له! فيا ترى الى اين وصلت المحادثات؟! لقد حان الوقت ان تفصح المنظمة الدولية للطاقة الذرية عن حقيقة الامر، وكيف ان حقوق الشعب الايراني راحت ضحية لمخططات سياسية خبيثة وتحت ذرائع واهية. وبكل تاكيد فان حكومة الرئيس روحاني تتحمل مسؤولية تاريخية في كشف الحقائق وفضح مؤامرات المتصيدين في الماء العكر.
12/5/141128
https://telegram.me/buratha