مصعب قشمر
تجهد قناة "الجزيرة" القطرية في تسجيل انتصارات وهمية لمسلحي "جبهة النصرة" وأخواتها في سوريا وخصوصا على جبهة نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي. وكعادتها تحاول خرق الميدان السوري بكمية من الاضاليل والأوهام، وكان آخرها إيهام الرأي العام بأن "جبهة النصرة" سيطرت على 50 بالمئة من المدينتين، وقد أرفقت المحطة القطرية الخبر بمزاعم أن الاهالي "يطالبون بوقف الهجوم مقابل خروج قوات النظام"، فضلا عن حياكة روايات أخرى منقولة عن المسلحين لا علاقة لها بالواقع الميداني، في محاولة منها لشن حرب نفسية على الاهالي والرأي العام.
لكن هذه المحاولة التي اعتمدتها "الجزيرة" فشلت في تحقيق أهدافها، لأن خبر فشل الهجوم، والهجوم الاستباقي الذي شنته اللجان الشعبية في نبل والزهراء على مواقع "حبهة النصرة" في محيط البلدتين ذاع سيطه على وسائل الاعلام، وتكفلت الوسائل الاعلامية بنقل مجريات الهجوم ونتائجه، الذي ادى الى مقتل نحو سبعين مسلحا من "جبهة النصرة" بينهم قادة وأسر عدد منهم، وحرق عدة آليات والاستيلاء على 4 دبابات للتنظيم المذكور. ومن بين القتلى عدد من حاملي الاحزمة الناسفة، إذ ان الخطة كانت تقضي بتفجير الانتحاريين انفسهم بمراكز تابعة للجان الشعبية للدخول عبرها الى البلدتين. لكن لم يكتب للخطة النجاح بعدما فاجأت اللجان الشعبية العقول المخططة للجبهة وأفشلت الهجوم المنوي تنفيذه.
وقد وثّقت اللجان الشعبية إنجازها بالصور التي أظهرت قتلى "الجبهة" ودبابتهم المحترقة، فضلا عن الدبابات التي غنمتها اللجان.
الصور الموثقة التي لم تعترف بها قناة "الجزيرة"، وكابرت في تجاهلها، أرغمت المرصد السوري المعارض المؤيد "لجبهة النصرة" على الاعتراف بمقتل عدد من مسلحي"النصرة" خلال الاشتباكات مع اللجان الشعبية في محيط البلدتين المذكورتين، واعترافه أيضا بسيطرة اللجان على دبابات تابعة "للنصرة".
الانجاز الجديد للجان الشعبية لم يكن الاول، إنما سبق وان صدت هجمات مماثلة للمسلحين على البلديتن المحاصرتين منذ نحو عامين، وقد فشل المسلحون في تحقيق أي خرق في الميدان او الدخول الى نبل والزهراء بسبب صمود وبطولة مقاتلي اللجان الشعبية والاهالي، واستبسالهم في الدفاع عن مدينتيهما بوجه الموجة التكفيرية.
ففي 5-12-2014 أقرت "جبهة النصرة" بفشل هجومها على البلدتين، لكن هذا الاعتراف أرفق بتحميل تنظيم" داعش" مسؤولية فشل الهجوم، معللة ذلك بتقدم التنظيم الى نقاط قريبة من مقراتها.
وفي 23-11-2014 أفشلت اللجان الشعبية هجوما للمسلحين، أوقعت خلالها اللجان عشرات القتلى في كمين نصبته لهم في "معمل الموعد" شرق قرية "الزهراء" ومقالع "الطامورة" جنوبها.
وللتعويض عن خسائرها تلجأ "النصرة" الى قصف المدينتين بالصواريخ وقذائف الهاون لإلحاق أكبر ضرر بالمدنيين والمنشآت، لكن هذا كلها لم يفت من عزيمة الاهالي او دفعهم للاستسلام، إنما زادهم قوة وإرادة في التصدي لأي محاولة قد تجعل منهم لقمة سائغة امام التكفيريين، وقد برهن هؤلاء عن شجاعة وبطولة في الحفاظ على كرامتهم.
وإضافة الى الهجمات المتكررة يفرض التكفيريون حصارا قاسيا على المدينتين، فضلا عن النقص الشديد في المواد الغذائية والطبية.
قناة الجزيرة التي تحولت منذ بدء الازمة السورية الى منبر لنشر ثقافة القتل، تمجد مجازر المسلحين في سوريا تحت عنوان "الثورة" وتغض طرفها عن معاناة أهالي نبل والزهراء الذين رفضوا الاستسلام لتهديد ووعيد "النصرة" ومن لف لفهم.
يذكر أن "الجزيرة" التي تظللت بالعباءة العربية ضللت الرأي العام العربي عبر محاولتها لشق ثقافة المواطن العربي، ودفعه رويدا رويدا نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، من خلال إجراء مقابلات على شاشتها مع مسؤولين ومعلقين صهاينة.
30/5/150111
https://telegram.me/buratha