التقارير

’البنتاغون’... حينما يخلط الأوراق ويقلب الحقائق! مغالطات وأكاذيب أميركية قديمة ـ جديدة!

1631 09:16:30 2015-01-30

بغداد ـ عادل الجبوري  أثار آخر تقرير أصدرته وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" حول الوضع الميداني في العراق، ومستوى قوة تنظيم داعش الارهابي، لغطا واسعا في أوساط سياسية وامنية وعسكرية عراقية، لان الارقام والمعطيات التي تضمنها التقرير بدت بعيدة عن الواقع الى حد كبير، ومجافية للحقائق على الارض، حتى ان من يطالع التقرير بدقة وعناية يقرأ ما بين السطور اهدافا ودوافع سياسية معيّنة يراد الوصول اليها.
ومن بين ما جاء في التقرير هو، ان تنظيم داعش خسر حتى الآن سبعمئة كيلومتر مربع من الأراضي التي سيطر عليها في العراق، أي ما يعادل 1% فقط من مجموع خمسة وخمسين الف كلم، وقد وصف تقرير البنتاغون هذه المساحة بالضئيلة، وان ما استرجع من المساحات التي في قبضة داعش، تم في مجمله بواسطة قوات البيشمركة الكردية.
اللافت أن تقرير وزارة الحرب الاميركية صدر في وقت حققت قوات الحشد الشعبي انتصارات مهمة للغاية على عصابات داعش في مدن ومناطق عديدة، من بينها الضلوعية وبلد وسامراء وديالى، فضلا عن الانتصارات التي تحققت في اوقات سابقة بجرف النصر ومناطق حزام بغداد من جهتي الشمال والجنوب، وصدر في وقت ارتفعت نبرة الاصوات المنتقدة لواشنطن من فضاء المكون السني بسبب المماطلة والتسويف في المساعدة على تهيئة الظروف والامكانيات اللازمة للقضاء على داعش في الانبار ونينوى وصلاح الدين. ولعل ما تسرب من تصريحات على لسان بعض اعضاء الوفد العشائري السني الذي زار واشنطن مؤخرا يعكس حقيقة التعاطي السلبي للولايات المتحدة الاميركية مع مجمل الشأن العراقي، وليس مع المكون السني فحسب، ونقل عن عضو في الوفد الزائر لواشنطن قوله "تحدثنا معهم وشرحنا لهم بالتفصيل كل شيء، واوضحنا ما نحتاجه لمواجهة داعش، لكننا لم نسمع منهم شيئا، سوى هز الرؤوس"!.
وكذلك صدر التقرير تزامنا مع ضغوط وانتقادات واسعة لادارة الرئيس باراك اوباما من قبل الجمهوريين في الكونغرس، وعموم تيار المحافظين الجدد الذي يعتبر السناتور جون ماكين احد ابرز اقطابه.
وهؤلاء يأخذون على اوباما ضعفه وتردده في التعاطي مع الملفين السوري والعراقي، ففي الاول يرون انه لا بد من الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد، ولو اقتضى الامر اللجوء الى القوة العسكرية، وفي الثاني، يعتقدون -بل يجزمون- بان الانسحاب الاميركي الكامل من العراق كان خطأ كبيرا، ولو لم يحصل ذلك لما تمكن تنظيم داعش من بسط سيطرته على مناطق واسعة من الجغرافيا العراقية، ولمعالجة واحتواء ذلك التمدد، فإنه ينبغي أن تبادر الولايات المتحدة لارسال قوات برية الى العراق وادارة المعركة ضد داعش مباشرة.
بعبارة اخرى يمكن القول إن تقرير البنتاغون صدر في خضم اجواء ارتباك وتوتر وتخبط اميركي واضح، على صعيد التخطيط والتنفيذ معا، والا هل يعقل ان يجهل "البنتاغون" المجريات على الارض، ام ان واقع الامر هو انه يريد خلط الاوراق وقلب الحقائق، للتغطية على اخفاقات صناع القرار وفشلهم، وتوجيه الامور بما ينسجم مع مصالحهم وحساباتهم.
وبعد مرور اكثر من سبعة شهور على سيطرة داعش على نينوى ومناطق في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك، فضلا عن الانبار، بات "الحشد الشعبي" يشكل رقما صعبا في ميدان المواجهة، رغم ضعف الامكانيات التسليحية واللوجيستية، وحملات التشويه الاعلامي، ومن يتردد او يرفض التعامل والتعاون معه، فليس انطلاقا من عدم الثقة بقدراته، وانما استنادا الى مخاوف وهواجس في مجملها ذات صبغة طائفية لا مبرر لها.
إنتصارات متلاحقة
ولانه حقق انتصارات مهمة وحاسمة في صلاح الدين وديالى، وشكل دعما وسندا قويا لقوات الجيش، وجدنا ارتفاع الاصوات المطالبة بالاستعانة به لتطهير محافظة الانبار من داعش.
ولان مثل ذلك الواقع لا يحلو لواشنطن ولا للاطراف الاقليمية التي تدور في فلكها، لذا فإنه من الطبيعي ان تضع العصي في دواليب مسيرته، ومن الطبيعي ان تتعمد تجاهله وتجاوزه، بيد ان ذلك اذا كان ممكنا في تقارير البنتاغون ومؤسسات اخرى، فإنه غير ممكن على الارض.
واذا كانت هناك اراض قد تحررت من تنظيم داعش، فإنها بلا ادنى شك اكثر بكثير مما اشار اليه التقرير الاميركي، وان لقوات الحشد الشعبي الدور الاكبر في تطهيرها الى جانب قوات الجيش والبيشمركة الكردية وابناء العشائر.
ويقول المتحدث الرسمي باسم قوات الحشد الشعبي احمد الاسدي "ان تقرير الوزارة الاميركية، والذي افاد بأن تنظيم داعش لم يخسر من الاراضي التي احتلها سوى 1% ، مثير للسخرية، ولا يأتي منه الا منفعة للعدو". ويؤكد انه خلال فترة سبعة اشهر حررت قوات الحشد الشعبي ما يقارب 90% من محافظة ديالى وما يقارب 75% من محافظة صلاح الدين ونسبة ليست قليلة من اراضي الانبار وكذلك تحرير اقضية ونواحٍ وقصبات في كركوك.
وباتجاه مماثل يؤكد النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني عزيز كاظم العكيلي أن وزارة الحرب الامريكية لم تكتف بتقديم الدعم العسكري لتنظيم داعش عبر انزال السلاح بشكل مقصود على مناطق وجوده، بل راحت تقصف العراق بقنابل اعلامية كاذبة لرفع معنويات الارهابيين، وان الولايات المتحدة ادركت جيدا ان فتوى المرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني، وأبناء الحشد الشعبي والبيشمركة والقوات المسلحة العراقية سحبوا البساط من تحتها بعد الانتصارات الأخيرة وطرد عصابات داعش الارهابية من محافظات ديالى وبابل ومناطق في صلاح الدين والرمادي والموصل.
ومثلما يقول خبراء في الميدان، انه لو كانت قد تشكلت في المحافظات الغربية، كالانبار ونينوى، تشكيلات مماثلة لقوات الحشد الشعبي، فما كان لها ان تبقى حتى الان في قبضة داعش، وان الولايات المتحدة تسعى الى التضييق على قوات الحشد الشعبي، وتقليل واضعاف ثقة الاخرين بها، وفي ذات الوقت عدم مساعدة ابناء المحافظات الغربية، في مقابل عودتها-اي الولايات المتحدة- الى العراق عبر انشاء القواعد العسكرية، واستقدام الخبراء والمدربين، والتنسيق والتواصل مع الاكراد، ومع شخصيات سياسية وعشائرية سنية قد لا تحظى بالقبول والشعبية في بيئتها الاجتماعية والسياسية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك