كشفت وثيقة استخباراتية يمنية عن ما أسمته «مخططا ضخما للمنطقة»، يبدو فيه أن نصيب الأسد من الصراع سيغدو في المملكة السعودية ومصر خلال مدة وجيزة، مشيرة إلى أن الخطة الامريكية تقضي بنقل أرض المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية إلى أجزاء من السعودية.
وتحدثت الوثيقة التي قالت صحيفة «رأي اليوم» أنها حصلت على نسخة منها ولم تنشرها، عن أن اليمن تسير على خطى النموذج العراقي والسوري، وأن المخطط الحاصل في المنطقة العربية أكبر بكثير من جزئية صراع يمني يمني أو غيره.
الوثيقة التي شارك بإعدادها خبراء أمنيون وإعلاميون يمنيون وفق الصحيفة، لم تذكر الطريقة التي ستتورط بها مصر في المخطط الامريكي، إلا أنها ذكرت تفصيلا مصير المملكة السعودية المفترض.
وبحسب الوثيقة فإن الصراع الحاصل في المنطقة العربية يهدف إلى إسقاط أكبر دولتين عربيتين هما السعودية ومصر، وأن الخطة بدأت منذ مخطط تقسيم العراق طائفيا.
وتتحدث الوثيقة عن أن «داعش»، كانت جزءا من المخطط، كـ «قوة غير متخيلة ومنحها قدرة السيطرة على مناطق واسعة من العراق والسعي لأجل تهديد المناطق الشيعية دون إسقاط الكثير منها وبينها العاصمة بغداد».
المخطط المذكور والذي عدّته الوثيقة أمريكيا، تضمن «جر السعودية لتمويل حروب طائفية طويلة الأمد»، معتبرة أن «المخاطر الموجودة في العراق ستلزم السعودية بدفع ضريبة هذه الحرب من الميزانية السعودية».
وتقول الوثيقة: إن «الولايات المتحدة ستدعي أنها ستحارب تنظيم داعش وهي في الحقيقة تعمل خلاف ذلك، مدللة على ذلك بكون قوات داعش لا تزال حتى اليوم تهاجم المدن بقوات ضخمة ولا تتعرض لعملية قصف أمريكية واحدة ومن أبرز الأمثلة هجوم داعش على بلدة البغدادية في الـ 12 فبراير 2015».
وأضافت: إن «الحرب ضد داعش في العراق ستستمر لسنوات قادمة ولن تنتهي ولن تحسم والهدف من كل ذلك إنهاك المملكة العربية السعودية ماليا وزيادة الضغط عليها ونقل المعركة إلى أراضيها لاحقا».
وأشارت الوثيقة إلى أن اليمن ستسيطر القاعدة على عدد من محافظاتها (الوسطى والجنوبية) وهي: «شبوة وأبين والوادي بحضرموت والمهرة من الجنوب ومأرب والبيضاء وأجزاء متفرقة من إب، وستبقى عدن وحيدة والمكلا بيد الحكومة ولن تسمح أمريكا بسقوط هذه المناطق كونها مهمة لحركة الملاحة الدولية».
وستدعي أمريكا أنها ستحارب القاعدة في اليمن وستقنع السعودية بتحمل تكاليف نفقات الحرب وستبدأ الغارات الجوية وسنشاهد نفس الفيلم العراقي السوري في اليمن، وفق الوثيقة ذاتها.
من جانب المجتمع الدولي، فسينقسم على النحو الموجود في النموذج العراقي وستناصر روسيا دولة الحوثيين في الشمال وستحول دون أي إجراء سياسي حقيقي لوقف القتال في اليمن وستواصل أمريكا الادعاء بأنها تحارب القاعدة وستطلب دعما أكبر من السعودية.
الوثيقة تضيف إن «روسيا ستذهب لادعاء أنها تبحث عن تسوية حقيقية في اليمن مثلما في العراق وستبيع أطنانا من السلاح إلى القوى المتحاربة في اليمن وستقبض أمريكا تكاليف الضربات الجوية من السعودية وهنا سيكون كل طرف (أمريكا وروسيا) مستفيدا مما يدور».
ومع مرور الوقت ستجد السعودية نفسها محاصرة وفق «سياسة الكماشة» الخطر الداهم من الناحية العراقية والخطر الداهم من الناحية اليمنية وستدفع مليارات الدولارات على أمل انتهاء الحرب لكن دون جدوى حينها ستكون نار الحرب أضخم من أن تطفئها أي جهود.
السيناريو المذكور في الوثيقة، يتحدث عن تعزيز جهات محسوبة على أمريكا دعمها الإعلامي لتنظيم داعش في اليمن مثلما تعمل الآن في العراق ولأجل ضمان رفده بالآلاف من المقاتلين وستتحرك ماكينات إعلامية ضخمة في هذا الإطار.
وتابعت الوثيقة: «رويدا رويدا ستصل نار الحرب في العراق وفي اليمن إلى الأطراف السعودية وستستنجد المملكة بالحليفة الكبرى “أمريكا” لكن دون جدوى حيث سنرى نموذجا مشابها لما حدث في العراق واليمن يندلع في المنطقة الشرقية بالسعودية وغيرها من المناطق وحينها سيتم الإجهاز على السعودية».
المرحلة الثالثة من المخطط الأمريكي ستتضمن نقل المعركة إلى الأراضي السعودية وستغرق المملكة في الفوضى القادمة من خلف الحدود، كما ستستمر هذه الحروب سنوات قادمة ولن يكون فيها منتصر سيقتل الناس بعضهم بعضا سيقتل مئات الالاف من السنة ومئات الالاف من الشيعة وسيختلط الحابل بالنابل ولن تقوم للعرب قائمة بعدها وستخرج أمريكا وحيدة منتصرة من هذه الحرب، وفقا للوثيقة.
14/5/150221
https://telegram.me/buratha