في فواصل زمنية قصيرة قام الرئيسان المصري والتركي بزيارة السعودية وهناك ايضا زيارة محتملة لامير قطر الى الرياض ايضا وهذا ما يظهر حدوث تغيير في العلاقات بين الدول المذكورة وكذلك النظام الاقليمي في المنطقة مع احتمال ظهور محور سعودي تركي مصري قطري لمواجهة أقوى مع التطورات الجارية بالمنطقة وتشكيل ائتلاف في وجه ايران وحلفائها الاقليميين.
ورغم ان مفاوضات هذه الاطراف تمحورت في الرياض حول العلاقات الثنائية والتعامل الاقتصادي والمساعدات الاقتصادية والقضايا الاقليمية مثل الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش لكن المحللين والباحثين في شؤون المنطقة يعتقدون ان الهدف الاساسي من هذه الزيارات هو تشكيل محور للتعامل بشكل افضل مع تطورات المنطقة ومنها القدرة على الرد على تحركات ايران في المنطقة.
وتعمل السعودية بشكل اكبر من غيرها على تشكيل هذا المحورالمختلف مبدئيا حول موضوع دعم جماعة الاخوان المسلمين وذلك بهدف التخفيف من آثار التطورات في المنطقة وكذلك جعل الرياض مركزا للحراك الدبلوماسي في المنطقة، وما هو اهم من الهدفين اللذين ذكرناهما هو رسم محور لاحتواء ايران وابعاد مصرعن ايران بعدما ابدت طهران رغبتها في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع القاهرة.
ولتركيا ومصر وقطر غايات واهداف من الانضمام الى هذا المحور، فتركيا قامت خلال السنوات الاخيرة بدعم الاخوان المسلمين واحياء العثمانية الجديدة وهو ما أثار تحفظ الدول العربية وخاصة السعودية ودول مجلس التعاون وان تلطيف الصورة التركية يمكنه تخفيف شعور العرب بالتهديد من قبل تركيا.
ان افساح تركيا للمجال امام تجمع الاخوان المسلمين في اراضيها وعقد اجتماعات وايجاد وسائل اعلامية لهم قد دفع الدول العربية الى خفض مستوى علاقاتها مع تركيا وسحب قسم من استثماراتها من تركيا كما ان الدول العربية كانت ممتعضة من جعل اردوغان عدائه مع سوريا امرا شخصيا وهذا ما سعى اردوغان الى تخفيف وطأته خلال زيارته الى الرياض.
اما مصر فانها تسعى الى كسب المساعدات الاقتصادية من السعودية وقطر وهذا سبب مهم لانضمام مصر الى المحور الجديد، كما يسعى السيسي ايضا الى العودة الى العالم العربي بالاضافة الى سعيه لتغيير موقف تركيا وقطر اللتين اتهمتا السيسي بتدبير انقلاب على الرئيس الاخواني محمد مرسي.
وتسعى قطر التي كانت قد حاولت خلال سنوات الربيع العربي الى كسب دور ومكانة اقليمية لنفسها ان تستفيد من المحور الجديد لايجاد مكان لقوة صغيرة بين القوى الاقليمية وخلق فرصة جديدة لطموحات قادة هذه الدولة، كما ان امير قطر ايضا يريد تخفيف حدة التنافس والتوتر مع السعودية من خلال زيارته المحتملة الى الرياض.
ورغم هذا كله يعتقد المراقبون ان امكانية تشكيل المحور الجديد هي مستبعدة قبل ان تقوم السعودية بتغيير موقفها واخراج الاخوان المسلمين من قائمة المنظمات الارهابية وقبل ان تقوم تركيا وقطر في المقابل باعادة النظر في دعمهم الصريح للاخوان المسلمين.
28/5/150306
https://telegram.me/buratha