التقارير

خفايا تقارب السيستاني وميلادينوف..!

1679 09:35:20 2015-03-09

واثق الجابري

"لديَّ شعور لا يُمكِن أن أصفه وأنا أغادِر العراق، أفكـِّر في ما يجمع بين مَن يعرفون العراق، وقلة من هؤلاء الذين يعرفون العراق لن يتمكـَّنوا من نسيانه، فالعراق جزء من ذاكرة العالم، والعراق من خلال مَن يُتابعون السياسة، والسياسات الدوليّة، وفي الحياة بشكل عامِّ العديد منهم كانوا يتساءلون: هل كان يجب أن يُطرَد صدّام من الحكم، هل المُسلِمون والعرب قادرون على الديمقراطيّة، وهل المُسلِمون والعرب يجب فرض الدكتاتوريّة عليهم"؟!

بهذه الكلمات ودع المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف العراق.

إنتهت فترة المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف العراق، وهو بلغاري مولود في صوفيا عام1972م، وغادر بعد تعينه للضرورة الدولية، وحين التطلع له تجده كأنه عراقي يتواجد في معظم المحافل والنشاطات السياسية والإجتماعية؛ يتنقل بين القادة لدعم المصالحة الوطنية، وحتى صفحته في التواصل الإجتماعي باللغة العربية، ومعظم أصدقاءه من العراقيين.

زار ميلادينوف ضريح الإمام علي عليه السلام، والمرجع السيد السيستاني قبل أن يودع العراق، وإلتقى قادة الإعتدال والوسطية، ورئاسة الوزراء والبرلمان والجمهورية، وأكد على توصيات المرجع السيستاني، التي تقول: لا بديل للعراقيين؛ إلا المصالحة الوطنية، وفق الدستور ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، وأن داعش يسعى لتدمير العراق.

شكر مبعوث الأممي السيد السيستاني؛ لما له من دور النصح والتوجيه، والحث على إحلال السلام، والإلتزام بالحوار لحل الخلافات السياسية، وتعاون الكتل لسن التشريعات، ومعالجة الفقر، والإهتمام بالنازحين، وحصر السلاح بيد الدولة، والسماح للعوائل بالعودة بعد إنتهاء العمليات العسكرية، وأن العراقيين متساويين بالحقوق والواجبات.

أشار ميلادينوف مثلما قلنا مبكراً لساسة الداخل والعالم، أن تدمير العراق أرض الحضارات ومهبط الأنبياء؛ يُراد منه بناء دولة الإرهاب والفكر المنحط، ولا سبيل للمواجهة؛ إلاّ بوحدة الكلمة وتشخيص العدو، وحشد المواطنيين للدفاع عن مصير مشترك ولا حياد في المعركة، ونجحنا في حشد المجتمع الدولي وفرض قيود تسهم في إيقاف الريح السوداء، وتم تدويل الجرائم البشعة وأهمها جريمة سبايكر، ودور الأمم المتحدة يأتي بعد تحرير وتطهير المناطق، بأيادي عراقية.

ليس غريب أن يكون وباء الدكتاتورية قد أصاب من يعتقد أنه في مركب الديموقراطية، وجربنا التعتيم يأتي بالنتائج العكسية، وحين مُنعت مواقع التواصل الإجتماعي بعد أحداث الموصل، فُتحت صدورنا لتلقي الضربات، وأيادينا مكتوفة بسياسة غير مدروسة، واليوم صارت جزء من المعركة، ويشارك الكبير والصغير، سواء بنشر صورة، مقطع بطولي، بيت شعر أو حتى بإعجاب، ونقطة إستقطاب لشحذ الهمم الوطنية، وجزء من الممارسة اليدموقراطية.

العراق والد الحضارات، ورحم لكل القيم الإنسانية، وصرح شامخ منحوت في ذاكرة الشعوب الحية.

يخطأ من يتصور أن سياسة تكميم الأفواه؛ تنفع في كبح جماح الشعوب الحية، وفشلت نظريات قمع الإرادة والفهم الحقيقي لمعنى الوطن، وحري بشعب نالته سياط الدكتاتورية؛ أن ينتج أبطال شجعان لا يهابون الوغى، ولا يهمهم وجود شراذم بقايا حركات مشوهة فكرياً، وأن الإسلام الحقيقي لا يقبل الإعتداء على المدنيين، أو قطع شجرة لا تقف في الطريق، وللمرجعية منهج، من علي صوت العدالة الإنسانية، وحشدت شعب لقضية سلام إنسانية، وأن لم يكن ميلادينوف أخ لدنا في الدين، فهو نظير لنا في الخلق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك