زيارة الوفد الفرنسي لدمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد والتصريحات التي صرح بها وزير الخاريجة الأمريكي جون كيري ليلة البارحة حول ضرورة الحوار مع بشار الأسد على أنه الحل الوحيد المتبقي كل ذلك يعتبر بمثابة اعتراف بتغيير الموقف الرسمي حيال سيناريو الإطاحة بالأسد. وفي الواقع خلال خلال حوار جون كيري وزير الخارجية الأمريكي مع تلفزيون سي بي سي الأمريكي بعنوانه ممثلاً عن بلاده وعن الائتلاف قال لايوجد أي خيار لدينا غير التفاوض مع بشار الأسد والذي كانوا قد أنفقوا مليارات الدولارات على تجهيز وإعداد الارهابيين منذ عام 2011 وقد تطور ذلك في صيف عام 2013 إلى درجة العد العكسي للقيام بعمل عسكري للإطاحة بالنظام السوري. في حوار قامت به CBS مع جون كيري کممثل عن البلاد والتحالف قال الأخير ليس لدينا خيار سوى "التفاوض مع بشار الأسد" الذي تم انفاق مليارات الدولارات منذ عام 2011 لتجهيز الارهابيين وفي عام 2013 ذهبت الأمور إلى حد العد العكسي للقيام بعمل عسكري من أجل "الإطاحة بالنظام السوري". بحسب تقرير لوكالة أنباء فارس الدولية؛ لم يشير وزير الخارجية الأمريكي أبداً إلى عدم مشروعية الرئيس السوري بشار الأسد وذلك للمرة الأولى خلال السنوات الأربع الماضية ضمن حوار أجراه تلفزيون سي بي اس الأمريكي معه، حيث قال: في النهاية يجب علينا التفاوض معه". وأضاف جون كيري: "لقد أردنا دائماً التفاوض في إطار ماجاء به مؤتمر جنيف". حيث كان اتفاق جنيف قد توقع نقل السلطة بشكل سلمي من دون عنف وبمشاركة الشعب السوري. إن حديث وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء على غير العادة يحدد طبيعة الموقف الرسمي لرئيس الدولة، والذي انتخب من قبل شعبه في وألقي عليه مهمة مكافحة الارهاب ووضع مسألة تأمين أمن الدولة السورية على رأس أولوياته. وتعتبر مواقف جون كيري هذه بمثابة اعتراف رسمي من قبل مسؤول أمريكي بفشل المشروع الارهابي للإطاحة بالنظام السوري في عام 2011 ميلادي إلى الآن. وقد جاءت مقابلة جون كيري وتصريحه عن أن واشنطن قد دعت دائماً لنقل السلطة في سوريا بشكل سلمي في الوقت الذي كان البيت الأبيض ومنذ أوائل عام 2011 قد أنفق ميليارات الدولارات من أجل تجهيز وإعداد الارهابيين وإرسالهم إلى سوريا للإطاحة بالنظام في البلاد من خلال العنف وارهاب الدولة. وكانت أمريكا لاتزال ذاهبة في هذا الطريق حتى ساعة الصفر من الحرب على سوريا (صيف عام 2013) والتي تخلت بالنهاية عنه بعد حساب الأرباح والخسائر وانسحبت من أي عمل عسكري يهدف للإطاحة بالنظام الحاكم في سوريا. لكن لماذا قد غيرت أمريكا مواقفها بشكل رسمي تجاه سوريا في ظل هذه الظروف؟ الحقيقة أنَّ أمريكا وحلفائها يجربون ظروف الخسارة، فقد فشل في العراق مشروع (الارهاب للبقاء طويل الأمد في المنطقة) وقد فشلت آفاق هذا المشروع من خلال مبادرة الجيش العراقي والقوى الشعبية العراقية. كما أن النظام السوري هزم الارهاب الغربي وذلك ومن خلال تواجدا لقوى الشعبية للبلاد وقوات المقاومة في المنطقة في ساحة المعركة. كما أن تقييم الغرب للمستجدات السورية يقوم على أنها تهديد للأمن والوجود الاسرائيلي. وينبع هذا التقييم من خلال تواجد قوى المقاومة في الجولان والقنيطرة. وفي هذا السياق فإن الامريكيين وحلفائهم الذين يعتبرون الراعي الرئيسي لجماعة داعش الارهابية في سوريا يسعون إلى التخلص من الهزيمة والخزي بأقل تكلفة ممكنة. ويعتبر تخصيص المساعدات الجديدة لما يعرف بالجماعات المعتدلة مثال واضح للهروب من تكلفة هذه الهزيمة والتي لم يجدوا فرصة للتخلص من هذه التكاليف. ووفقاً لذلك فإن زيارة الوفد الفرنسي لدمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد والتصريحات التي صرح بها وزير الخاريجة الأمريكي جون كيري ليلة البارحة حول ضرورة الحوار مع بشار الأسد على أنه الحل الوحيد المتبقي كل ذلك يعتبر بمثابة اعتراف بتغيير الموقف الرسمي حيال سيناريو الإطاحة بالأسد. وفي الواقع خلال خلال حوار جون كيري وزير الخارجية الأمريكي مع تلفزيون سي بي سي الأمريكي بعنوانه ممثلاً عن بلاده وعن الائتلاف قال لايوجد أي خيار لدينا غير التفاوض مع بشار الأسد والذي كانوا قد أنفقوا مليارات الدولارات على تجهيز وإعداد الارهابيين منذ عام 2011 وقد تطور ذلك في صيف عام 2013 إلى درجة العد العكسي للقيام بعمل عسكري للإطاحة بالنظام السوري. واذا أضفنا إلى هذه الخسارة نجاح المقاومة التي تقف في وجه مصالح الغرب الاستعمارية في اليمن فإن ذلك سوف يكون بمثابة أمر مميت للمعسكر الغربي الموت الذي يجعل من فضيحة الزحف باتجاه دمشق لإدارة الخسارة في هذه الأرض أمراً سهلاً.
14/5/150330
https://telegram.me/buratha