خففت كوبا من اضطهادها للدين الذي كانت تمارسه على مدى الـ23 سنة الماضية، ولكن كان هناك القليل من المؤشرات على أن يجد مسؤولون كبار في الدولة إيمانهم.
هذا الأمر تغير الأحد، عندما قال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بأن تعاليم البابا فرانسيس، أقنعته ليس فقط لتخفيف القيود على الدين، ولكن بالطبع للعودة إلى الكنيسية الكاثوليكية، وبدء الصلوات مجددا كما فعل عندما نشأ في المدارس اليسوعية.
وقال بأنه "أبلغ مجلس مستشاريه، بأنه قرأ كل خطب البابا.. وإذا ما بقي البابا مستمرا في مثل هذا الحديث، فإنني سأعود إلى الكنيسة الكاثوليكية، ولم أقل ذلك من باب المزاح."
وخلال ظهوره مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي، بعد مقابلته الأولى مع البابا، قال كاسترو بأنه سيكون من بين الحشود المتدفقة لحضور كلمة البابا خلال زيارته المقبلة إلى كوبا، في شهر سبتمبر/ أيلول.
وقال كاسترو "أعد بأنني سأكون بين تلك الحضور، وبرضى تام، غادرت الاجتماع المؤثر هذا الصباح، وأنا شديد الإعجاب بمعرفته، وحكمته، وبساطته، وبكل الطهارة التي نعرف أنها لديه,"
وكان فيدل كاسترو، شقيق راؤول، قد جاء إلى السلطة في كوبا من خلال ثورة عام 1959، وأعلن عام 1961 بأنه "ماركسي-لينيني وأنه سيكون كذلك حتى نهاية حياته" في إشارة إلى الفكر الذي طرحه كارل ماركس وفلاديمير لينين، الذي قاد روسيا بين عامي 1917 و 1924، والذي كان يعتبر بأن الدين هو أفيون الشعوب.
وكان كاسترو قد حكم في بداية عهده مجتمعا من الكاثوليكيين وأتباع الديانات الأخرى، الذين وجدوا أنفسهم مضطهدين بشدة، حيث منعت إقامة الصلوات واصبح المصلون مستهدفين وفي بعض الأحيان بأعمال عنيفة، وتمت مصادرة أملاك الكنيسة، وأرغم القساوسة والكهنة على النفي أو ألقي بهم في السجن، ومنع الآباء من تنشئة أطفالهم تنشئة دينية.
وفي عام 1992 تم تعديل الدستور ليحظر التمييز الديني، ولكن وزارة الخارجية الأمريكية أفادت في تقريرها السنوي العام الماضي بأن الحكومة ما تزال تفرض قيودا على الأنشطة الدينية.
وزار البابا يوحنا بولص الثاني كوبا في عام 1998، كما قام البابا بنيدكت السادس عشر بزيارة بابوية علام 2012، وأعلن المسؤولون بأن أول كنيسية كاثوليكية ستقام في عهد الأخوين كاسترو في ساندينو، البلدة التي يقطنها 39000 شخص في غرب الجزيرة.
وأوضح راؤول كاسترو الأحد "أنا شيوعي من الحزب الشيوعي الكوبي .. الحزب لم يكن يسمح بالمتدينين، والآن نسمح للمؤمنين ونحن جزء منهم. وهذه خطوة مهمة." وأضاف بأنه يسوعي "لدرجة ما"، بسبب المدرسة التي ارتادها في شبابه. كاسترو أكد كذلك على أنه بلاده تسعى باتجاه الإصلاح السياسي والاقتصادي، ولكنه قال بأن الأمر أصعب مما يمكن تصوره "لأننا لا نريد أن نتخذ إجراءات تضر بالشعب، ولا نريد اتباع سياسة الصدمة، ولا نريد لأي شخص أن ينتهي به المطاف في الشارع."
وكان البابا فرانسيس رقما مهما في التغيرات الأخيرة التي طرأت في كوبا، وفي ديسمبر، شكر راؤول كاسترو البابا على انخراطه في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا، حيث توسط الفاتيكان والحكومة الكندية في هذا المسار الذي بدأ منذ عام 2013.
وحث فرانسيس وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في رسالة عام 2014 وبعد ذلك في لقاءات شخصية، على السعي لعلاقات أقرب مع الجزيرة المجاورة للولايات المتحدة، وتخفيف القيود التجارية المفروضة عليها منذ الستينيات، وهو ما اعترف به كاسترو في ديسمبر، حيث وجه الشكر للبابا على دعمه لجهود تطوير العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة.
5/5/150511
https://telegram.me/buratha