قال مسؤولون أمريكيون بأن الادارة الامريكية كانت تخطط منذ أسابيع في العراق للقيام بعمليات عسكرية داخل اراضي سورية لضرب مجمع تابع لتنظيم داعش التكفيري الذي كان يتواجد فيه قائد بارز للتنظيم وهو مسؤول مالي .
بعد أسابيع من التخطيط والمراقبة التي تركزت على مجمع قرب حقول النفط بشرق سوريا حصلت القوات الخاصة الأمريكية أخيرا على الضوء الأخضر للانقضاض على هدفها وهو قائد بتنظيم داعش يعتبر "المسؤول المالي للجماعة".
ووصلت قوات من الوحدة التي تعرف باسم (دلتا) من العراق تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح يوم السبت في طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك وطائرات أوسبري لتشن هجوما نادرا في سوريا .
وقال مسؤولون أمريكيون إن هدف القوة كان إلقاء القبض على القيادي التكفيري التونسي المولد أبو سياف حيا والذي يعتقد أنه مسؤول عن الإشراف على مبيعات النفط والغاز في السوق السوداء لحساب داعش وعن عمليات مالية أخرى للمساعدة في تمويل حملة التكفيريين .
وحين هاجمت قوات العمليات الخاصة الأمريكية المجمع الذي توجد به قيادة داعش في بلدة العمر تصدى لهم المسلحون تابعون للتنظيم . تبادل الجانبان اطلاق النار بضراوة مما اثار مشاهد من الفوضى.
وقال مسؤول أمريكي "كانوا على مسافة قريبة من بعضهم البعض. كان قتالا مباشرا ".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن أبو سياف "اشتبك" مع مهاجميه الأمريكيين ولقي حتفه مع نحو 12 تكفيريا.
وألقي القبض على زوجته التي قال مسؤولون إنها ضالعة ايضا في "أنشطة إرهابية" لداعش ونقلت إلى العراق لاستجوابها.
وتأمل السلطات الأمريكية أن تتمكن من الحصول على معلومات مفيدة منها ومن أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف النقالة التي ضبطتها.
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "نعمل ايضا على تحديد اي معلومات ربما تكون لديها بخصوص رهائن".
وربما يكون المسؤولون الأمريكيون قد عقدوا العزم على الحصول على اي معلومات ممكنة بشأن ما حدث لعاملة الإغاثة الأمريكية كايلا مولر التي لقيت حتفها في وقت سابق من العام الحالي حين كان داعش يحتجزها رهينة في سوريا.
ووصف البيت الأبيض استهداف أبو سياف بأنه "ضربة كبيرة" لتعطيل التمويل لداعش وإن كان الهجوم ربما يظهر أن لدى أوباما استعدادا اكبر للمجازفة بعمليات برية محدودة في سوريا بعد الاعتماد على الضربات الجوية إلى حد بعيد.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "اعتبره المسؤول المالي لداعش ".
وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم التخطيط للعملية بعناية وإن أفراد القوات الخاصة الأمريكية أمضوا أسابيع في العراق بين التدريب ودراسة مقاطع الفيديو التي تسجلها طائرات استطلاع بلا طيار.
وكانت واشنطن تأمل في عدم تكرار العملية الفاشلة التي قامت بها القوات الخاصة في شمال شرق سوريا العام الماضي لإنقاذ رهائن أمريكيين وأجانب احتجزهم داعش التكفيري .
وقال مسؤول أمريكي إن أوباما وافق على تنفيذ العملية حين توفرت "معلومات موثوقة" عن وجود الهدف.
ومع بدء الهجوم نحو الساعة الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي حين حلقت الطائرات الحربية الأمريكية فوق الموقع سادت حالة من الهرج والمرج في المجمع الأشبه بالقرية والذي يضم حوضا للسباحة وملاعب تنس.
وكان داعش قد طرد بعض عمال النفط السوريين من أجل إقامة تكفيريي التنظيم وعائلاتهم.
وقالت مصادر سورية إن القوات الخاصة استعانت بكلاب مدربة في العملية وإن هذه الكلاب عضت امرأة بينما أصيبت أخرى برصاصة في كفها وهو ما تطلب علاجا بالمستشفى.
وقال مسؤولون أمريكيون إن العملية لم تسفر عن إصابات بين المدنيين لكنهم قالوا إنه تم انقاذ امرأة يزيدية كان أبو سياف وزوجته يحتجزانها.
وقال مجاهد الشامي وهو ممثل جماعة مناهضة لداعش تلقى تقارير من أشخاص كانوا داخل المجمع إن التنظيم حاول إرسال تعزيزات شملت مقاتلين في عدة شاحنات لكن حين وصلوا كان قد فات الأوان.
وقالت مصادر محلية إن التكفيريين بدوا مذهولين من مدى معرفة القوات الأمريكية الجيدة بالمكان بحيث تمكنت من تحديد موقع ابو سياف بدقة.
وقال الشامي إن التنظيم أجلى فيما بعد كل المدنيين من المباني وأقام نقاط تفتيش .
وأضاف أن المجمع يتكون من نحو 50 مبنى كان يعيش فيها نحو ألف شخص. وكانت الحكومة السورية أقامت المجمع من أجل عائلات الموظفين بحقل العمر النفطي القريب في محافظة دير الزور وهي معقل لداعش وتربط بين أراض يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق .
...................
19/5/150519
https://telegram.me/buratha