نشرت صحيفة التلغراف البريطانية مقالا يسلط الضوء على عواقب الحوادث الإرهابية التى شهدتها 3 قارات امس الجمعة، تبناها عناصر "داعش" الوهابية مجددا خطاب التهديد للعالم الغربي ومستمرا فى تصفيته لأبناء الطوائف الأخرى فى المنطقة.
ويرى المقال الذي تابعته وكالة انباء براثا اليوم أن التهديد الأكبر الذى يواجه أوروبا اليوم هو تطرف الجماعات الأصولية المتأسلمة، مشددا على ضرورة مواجهة هذا التهديد بشكل عسكري، وإرسال الجنود إلى الشرق الأوسط للتخلص من شبح الأصولية الذى أصبح يضرب فى عمق القارة، أو يقتل أبناءها بالخارج.
وأوضح المقال أن المواجهة العسكرية ستحمي مبادئ أوروبا التى اكتسبتها بعد الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى زيارة الملكة البريطانية إليزابيث إلى ما كان أحد معسكرات التعذيب بألمانيا النازية لوضع إكليل من الورود لذكرى أرواح من قضوا نحبهم داخل ذلك المعسكر الذي يسمى (يرجين بيسلسين)، حيث قتل ما لا يقل عن 70 ألف فرد فى أربعينيات القرن الماضي.
وافاد أن الزيارة تعيد إلى الأذهان ذكرى الحرب العالمية الثانية التى أكلت القارة العجوز في منتصف القرن الماضي ماحية حياة الملايين من أبنائها، لتصل القارة بعدها إلى اتفاق نهائي وحاسم بعدم تكرار تلك الماساة أو السماح بظهور العوامل التى قد تؤدى إليها، وكانت أولى خطوات هذا الاتفاق تدشين ما يعرف اليوم بالاتحاد الأوروبي.
ويقول المقال ايضا إن أوروبا حرصت على أن تصبح الديمقراطية الليبرالية وحرية الرأي وحقوق الإنسان وثقافة السلام جزءا لا يتجزأ من وعي مواطنها، مغلقة الأبواب على أي محاولة لظهور الأفكار الفاشية والنازية العنصرية
ويتطرق المقال إلى المتاعب التي تواجه القارة متمثلة فى الأزمة الاقتصادية لليونان، ومن قبلها حرب البوسنة والهرسك، وموجات الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط، التى أعطت الفرصة لانتعاش أحزاب أوروبا اليمينية العنصرية، التى اتخذت من خوف المواطنين من الأجانب ذريعة للحصول على الأصوات بالانتخابات المختلفة.
واضاف إن هجمات التيارات الأصولية داخل القارة أو على مواطنيها بالخارج تمثل صدى لروح العنصرية والفاشية التى تحلت بها النازية الألمانية، وعلى أوروبا مواجهة هذا التهديد حفاظا على مبادئ الحرية.
https://telegram.me/buratha