تفجير انتحاري كانت حصيلته 32 شخصا في الأقل في بلدة حدودية تركية تدعى “سروج” , استهدف مجموعة من طلاب الجامعة ينتمون لجماعة حقوقية في أثناء تجمعهم قبل رحلة مقررة للإسهام في إعادة بناء مدينة كوباني الكردية السورية القريبة من الحدود التركية.
المشتبه بالتفجير الانتحاري يبلغ من العمر 20 عاماً، وهو كردي ينحدر من بلدة أديامان، ذات غالبية كردية. كما أنه ذو صلة بمهاجم آخر نفذ هجوماً على مسيرة سياسية موالية للأكراد قبل أيام من إجراء الانتخابات العامة في السابع من حزيران.
بعض المراقبين بعد الحادث الاخير الذي تعرضت له هذه البلدة يرى “إن تركيا اليوم بدأت تدفع ثمن موقفها المساند لداعش الإرهابي وخاصة بعد تصديرها أعداداً كبيرة من المقاتلين إلى سوريا والعراق، وهو ما حصل بعد التفجير الإرهابي في مدينة سروج التركية، وبحسب البعض فهذه الجماعة وبعد الإجراءات الخجولة، التي قامت بها الحكومة التركية بسبب الضغوط الدولية ربما ستسعى إلى توسيع عملياتها الانتقامية في تركيا، التي قد تتحول إلى ساحة حرب جديدة خصوصاً مع وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين والمتعاطفين مع الجماعة في تركيا التي يوجد فيها أكثر من 3 آلاف تركي على علاقة بالجماعة.”
كما أشاروا إلى أن الحكومة التركية في الآونة الاخيرة واجهت الكثير من الانتقادات بخصوص دورها في الحرب ضد داعش الإرهابي، بل إنها قد اتهمت بشكل مباشر من قبل الكثير بدعم ومساندة هذه الجماعة, الذين أكدوا على أن تركيا أسهمت بقوة في صناعة داعش وسعت إلى تسليحها وتمويلها وإمدادها بالمقاتلين، هذا إضافة إلى رفضها المشاركة في التحالف الدولي لمحاربتها.
وبحسب رأي المراقبين الذين اعتمدوا على مصادر إعلامية سابقة أكدوا أن “أسباباً كثيرة تقف خلف استراتيجية تركيا لدعم ومساندة هذه الجماعة المتطرفة، بغض النظر عن حقيقة أهدافها المرحلية والبعيدة المدى. هذه القوة، برأي العديد منهم تمثل حاجة أمنية وسياسية واقتصادية لأنقرة، تسهم في تحقيق أهدافها في المنطقة وعلى الصعيد الدولي.”
الجنرال العميد المتقاعد ” كرين دانيال” ذكر في تصريح خص به الموقع أن ” تركيا سعت منذ البداية إلى تحضير ودعم قوة ضاربة تمكنها من لعب الدور البارز في إسقاط الدولة السورية، ومن ثم الاستفادة إلى أقصى درجة من داعش لمحاربة الكرد داخل العراق وسوريا، كما سعت إلى البناء اقتصادياً وتجارياً ومالياً على أنقاض الدور الاقتصادي والتجاري لسوريا والعراق، والاستفادة إلى الحد الأقصى من نفطهما بالوسائل غير الشرعية”.
الجنرال دانيال أكد على أن “الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين حثت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) على بذل المزيد من الجهد لتشديد الإجراءات الأمنية على حدودها مع سوريا والبالغ طولها 900 كيلومتر.”
كما أشار إلى أن ” تركيا قامت مؤخرا بالكثير من الاعتقالات في صفوف الإرهابيين بمجموعة من المدن. ويبدو أن تركيا، وإثر تعرضها لضغوط دولية ووسط اتهامات تلاحقها بالتساهل مع الإرهابيين، قررت تعزيز دورها في الحرب ضد “داعش” بعدما أدركت الخطر الذي يشكله على أمنها, وخلال الأسابيع الماضية، أطلقت تركيا سلسلة من المداهمات ضد المشتبه بهم بالانتماء إلى الجماعة في مدن عدة في البلاد، من أزمير على بحر إيجه إلى غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية. وقال مسؤول تركي إن المداهمات استهدفت خلايا وشبكات نائمة تابعة للجماعة المتطرفة في البلاد.”
في حين يجد الجنرال دانيال أنه “منذ انطلاق الأزمة العراقية قامت تركيا بفتح المعابر الحدودية أمام المجاميع الإرهابية، وهذا ما أدلى به رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر عن قيام السلطات التركية بتسهيل عبور الإرهابين الأجانب من الأراضي التركية إلى السورية والعراقية في إقرارٍ من أعلى سلطة أمنية أميركية بالمزيد من الأدلة الدامغة عن تورط نظام اردوغان في دعم جماعة داعش الإرهابية وتمويلها وتسليحها، كما “أن الإرهابيين الراغبين في الانضمام إلى جماعة “داعش” يدخلون إلى سوريا عبر تركيا، مستعملين الرحلات البحرية.”
وأضاف ” أن أجهزة الاستخبارات التركية استأجرت حافلتين استخدمتا في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2014 لإدخال عشرات المسلحين الإسلاميين المناهضين للنظام في دمشق إلى سوريا بطريقة غير شرعية من معبر ريحانلي الحدودي (جنوب غرب). ودعماً لمعلوماتها، نشرت “جمهوريت” صوراً لمركبتين اعترضتهما قوات الأمن التركية في أعقاب العملية، حيث تم العثور على أسلحة وذخائر.
مراقبون يرون أن “تركيا” ربما لم تكن مضطرة للذهاب بعيداً للإتيان بمقاتلين يأتمرون بأمرها، ويكرسون تواجدها على الأرض السورية والعراقية . إذ كانت، كما يرى أولئك، لها علاقة وطيدة مسبقة بجماعة داعش الإرهابية التي كانت تمولها وتسلحها لإثارة المتاعب للحكومة العراقية التي لم ترغب “تركيا” بأن تراها حكومة مستقرة بسبب علاقتها الوثيقة بـ”إيران”.
ترجمة: سناء البديري .. عن موقع السانداي تايمز البريطاني