التقارير

السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تقترض: عجزٌ في الإنفاق نتيجة الحرب على اليمن

2033 13:11:54 2015-07-26

لا شك أن السعودية تتحمل المسؤولية الى جانب العبء الأكبر، من تكاليف الحرب على اليمن في ظل انخفاضٍ لأسعار النفط وزيادةٍ في نفقات التسلح جراء إستمرار العدوان.

لكن الخطر الأكبر لن يقف عند حدود الإنفاق وإرتفاعه بل سيؤثر على مجال الإستثمار في المنطقة لا سيما الدول الخليجية. وهو الأمر الذي يجري الحديث عنه اليوم، فيما يتعلق بمستقبل الوضع الإقتصادي للمنطقة. فكيف يمكن وصف واقع التزايد في نفقات الحرب على اليمن؟ وما هي التبعات المحتملة لهذه الحرب على الدول الخليجية والتي تعتمد بشكلٍ أساسيٍ على مصادر الطاقة في إقتصادياتها؟

تقريرٌ حول حقائق وأرقام:

نقل موقع العربي الجديد، أن السعودية وعلى الرغم من أنها المُصدِّر الأكبر للنفط في العالم، إضطرت للإقتراض بعد دخولها في عجزٍ بلغ ١٠٦ مليار دولار. وهو ما يأتي في سياقٍ متصل، بما سبق أن أفادت به، بيانات مؤسسة النقد العربي السعودية، بأن الحكومة السعودية قامت بسحب ما يزيد على ٢٥ مليار دولار من حساب رصيدها الإحتياطي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام ٢٠١٥. وبالعودة الى العام الماضي، فقد زادت السعودية حجم إنفاقها العسكري بشكل كبير، حتى وصل خلال العام ٢٠١٤ إلى أكثر من ٨١ مليار دولار. ليشكل بالتالي، ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم بعد ميزانيتي أمريكا والصين.

وعندما تغيرت الأولويات، وأصبحت الأولوية للإنفاق العسكري، قامت السعودية بسحب إحتياط النقد الأجنبي، وصرف الأموال المسحوبة، في زيادة الرواتب ومواجهة عجز الموازنة نتيجة انخفاض أسعار النفط. كما تم إستخدامها لزيادة الإنفاق العسكري والتحضير للحرب، والتي كان من ضمنها تقديم المساعدات للدول المشاركة فيها، من خارج دول مجلس التعاون وبالتحديد مصر والمغرب والأردن والسودان. فيما تعتبر فرنسا أحد المستفيدين الأكبر من الحرب، إذ أن السعودية سعت الى جانب قطر والإمارات إلى شراء طائرات فرنسية مقاتلة، بقيمة تزيد على ١٥ مليار دولار خلال العام الجاري ٢٠١٥.

فبحسب خبراء فإن تكاليف الحرب على اليمن، تتضمن تشغيل ما يقارب ١٧٥ طائرة مقاتلة وتزويدها بالذخائر الى جانب تكاليف ١٥٠ ألف جندي سعودي، تم وضعهم في حالة استنفار تحسباً لإحتمالات توسيع نطاق الحرب. فالسعودية كما أصبح معلوماً تشارك لوحدها بمئة طائرة مقاتلة مما يجعلها تتحمل التكلفة الأكبر، كما أنه وعلى طول حدودها مع اليمن، تدفع ثمناً باهظاً للمواجهات العسكرية التي تؤدي لوقوع خسائر مادية تعتبر من تكاليف الحرب أيضاً.

وخلال مسح أجرته وكالة رويترز للأنباء مؤخراً، تراجع النمو في الإقتصاد السعودي من ٣.٦ خلال العام الماضي ٢٠١٤ إلى ٢.٦ خلال العام الجاري ٢٠١٥. وحسب تقرير الوكالة، فإن نسبة العجز في الميزانية السعودية سترتفع إلى نحو ١٥ بالمائة خلال العام ٢٠١٥ مقابل ١١ بالمائة خلال العام الماضي ٢٠١٤. مما يعني زيادة في التبعات السلبية، لا سيما ابتعاد الإستثمارات الأجنبية خاصةً في المشاريع طويلة الأمد، الى جانب تراجع السياحة وارتفاع تكاليف النقل الداخلي والخارجي وكذلك تكاليف التأمين والخدمات الأخرى.

تأثير الحرب على المدى الطويل:

لا شك أنه باستمرار الحرب، لن يكون الأثر السلبي فقط على ارتفاع حجم الإنفاق العسكري، بل سيكون الأثر كبيراً على مجالات الإستثمار لا سيما في الدول الخليجية. فالإستقرار يعتبر العامل الأهم في تحقيق جذب الإستثمارات. فيما يعني إستمرار الحرب، إنعداماً لحالة الإستقرار في الدول الخليجية، لأن إنعكاسات الحرب ستطال المنطقة، في وقتٍ أصبحت الحروب تخرج فيه عن السيطرة لا سيما فيما يتعلق بالنتائج.

بين التكلفة والنتائج: لم تحقق السعودية شيئاً:

على الرغم من هذا الإرتفاع في الإنفاق إلا ان السعودية لم تستطع تحقيق شيء من أهدافها. وهو الأمر الذي زاد عليها التكلفة بالمجمل. وهنا نقول التالي:

- لم تحقق السعودية أي إنجازٍ عسكريٍ أو سياسي في حربها على اليمن. لكنها أيضاً أدخلت نفسها في أزمةٍ مالية وإقتصادية، بسبب تكاليف الحرب العالية، وهو ما أصبح يؤثر عليها بشكلٍ كبير. مما أدى بالنتيجة الى خسارتها ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والعسكري بل أيضاً على الصعيد الإقتصادي. وهو ما أدى بشكلٍ غير مباشر الى إنتشار تهديدات الحرب على اليمن بأبعادها السياسية والأمنية والإقتصادية، في المنطقة بأكملها لا سيما الدول الخليجية.

- وهو الأمر الذي جعل السعودية العارفة بإخفاقاتها تعاني من أزمة الخروج من الحرب دون إنتصارات، مما سيجعلها تفقد الكثير على الصعيد الإقليمي والدولي. فالسعودية ومنذ بداية الحرب وضعت عدداً من الأهداف العسكرية والسياسية، والتي يعرف الجميع أنها لم تحقق شيئاً منها، بل خسرت في تأييد عددٍ من الدول لها، وجعلت من نفسها كدولة مجرمة حربٍ وفق كل المعايير الدولية. مما أغرقها في مشكلة إيجاد طريقة للخروج أصبحت أصعب بكثير.

- ولأن القرار بالحرب مستمر على الرغم من عدم تحقيق الإنجازات، زاد على التكلفة المعنوية للحرب، التكلفة المادية التي تعني إنفاقاً كبيراً على المعلومات والتكنولوجيا والأسلحة المتطورة، في ظل عجزٍ كبير على الصعيد المالي وتحديات إقتصادية تواجه العديد من الدول المشاركة في الحرب لا سيما السعودية.

تدفع السعودية ثمن خيارها اليوم على الصعيد الإقتصادي بعد أن دفعت الثمن على الأصعدة الأخرى. فيما لم تكتف الآثار السلبية للحرب في الوقوف عند السعودية لتطال المنطقة بأسرها لا سيما الدول الخليجية. وهو ما سيؤدي لمشاكل داخل البيت الخليجي الواحد. فهل ستكون الخسائر الإقتصادية بداية إنهيار المصلحة الخليجية المشتركة؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك