وشدد الكاتب على أن عبد العزيز استخدم الوهابية، ودعم القوى الاستعمارية في مواجهة منافسيه المحليين في الجزيرة العربية، مؤكدا أن الأبناء استفادوا منهما في مواجهة أعدائهم على امتداد الوطن العربي.
واتهمت الدراسة حكام المملكة بأنهم حرصوا دائما على إضفاء صبغة دينية على حكمهم، مشيرة إلى أن ماكينة الدعاية السعودية عملت منذ انطلاق ربيع المحافظين الموسوم زورا بالربيع العربي على تصوير حكام المملكة كمدافعين عن حرية الشعوب، وهو أمر مثير للسخرية، وفق الدراسة. وشددت الصحيفة على أن مواقف حكام المملكة الفعلية في السنوات الأربع والنصف الأخيرة، وليس مزاعم أبواقهم الدعائية، كانت في الغالب ضد مصالح الشعوب.
وأشارت إلى أن المملكة استضافت الرئيس التونسي الفار، وكانت تسعى لتأمين الدعم الأمريكي للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لإبقائه في الحكم حتى انتهاء مدته الرئاسية على الأقل، أما في البحرين فقمعت القوات السعودية بوحشية إحدى أكثر الانتفاضات العربية سلمية، وفق الصحيفة.
وأضافت الدراسة إن المملكة لعبت دوراً رئيسياً في استدعاء حلف الأطلسي لتدمير ليبيا، وفي سورية لم تكتف بتجييش آلتها الدعائية لاختلاق فتنة مذهبية بل حشدت العصابات الوهابية، وسلحتها بهدف إسقاط الدولة السورية.
وتابعت الصحيفة: "حتى عندما ساندت المملكة تحرك الشعب في مصر لإسقاط حكم الإخوان المسلمين، فإن ذلك لم يكن لإيمان حكامها بحقه في اختيار ممثليه السياسيين، وإنما لإدراكهم أن هذا التحرك أنقذهم من أن يقعوا بين مطرقة إيران وسندان التحالف القطري -التركي- الإخواني، المدعوم من إدارة باراك أوباما"، على حد وصفها. وتابعت الدراسة أن فئات غير قليلة من المجتمعات العربية قد انطلت عليها الدعاية السعودية السوداء، بسبب التعتيم الإعلامي على الدور السعودي في تدمير العديد من الدول العربية، وهو ما يظهر بوضوح في تغطية هذا الإعلام للعدوان السعودي على اليمن من خلال إخفاء الكثير من الحقائق، كما لا يتم التطرق إلى وجود مقاتلي القاعدة الذين يقاتلون إلى جانب التحالف السعودي، وفق الدراسة.
واستطرد باسم أحمد حسن أنه كان بإمكان المملكة أن تكون داعماً أساسياً لحركات التحرر العربية، وأن تكون قاطرة التنمية العربية المشتركة، ولكن حكام المملكة اختاروا أن يجندوا شباب العرب والمسلمين لا لتحرير فلسطين، وإنما للقتال بالوكالة عن الولايات المتحدة في أفغانستان، كما يعملون اليوم على تمزيق المجتمعات العربية بينما يطبعون علاقتهم مع الكيان الصهيوني بما يخالف حتى مبادرتهم التي تبنتها الجامعة العربية في عام 2002، التي ما زال الصهاينة يتجاهلونها، وأهدروا المليارات بسببها، بينما الشباب العربي، بمن فيهم الكثير من مواطني المملكة، يعاني من الفقر والأمية وارتفاع معدلات البطالة والعنوسة، بينما تضخ عوائد النفط في الاقتصاديات الغربية.
واتهم المقال المملكة بأنها لم تصدر إلى الوطن العربي إلا الوهابية بتعصبها، والاستهلاك الترفي، وما يصاحبه من تدمير للذوق والإبداع، والمال السياسي المفسد لذمم العاملين في المجال العام وشراء للمواقف السياسية.
وأضاف إن هذا النهج نجح حتى الآن في تثبيت سلطة الأسرة الحاكمة، وإن جاء ذلك على حساب مصالح مواطني المملكة أنفسهم، والأمن القومي العربي، حتى أصبح مصير المشرق العربي اليوم خاضعا لتسويات سياسية هي بالأساس بين لاعبين إقليميين ودوليين من غير العرب.
واختتم المقال بالقول: "إن العمل على بناء مستقبل عربي جديد، بغض النظر عما ستنتهي إليه الحروب الحالية، والتسويات التي ستترتب عليها، يتطلب إزالة آثار العدوان السعودي على وعينا وذاكرتنا، وبناء وعي نقيض للوهابية، ولقيم النفط حتى نصبح أمة، وليس مجموعة من الطوائف والقبائل المتناحرة، كما يريدنا حكام المملكة وحلفاؤهم".
https://telegram.me/buratha