لم تكن التقارير التي سربتها الوكالات الأميركية المتخصصة بالأمن القومي الى الصحافة الأميركية بشان بدء العد التنازلي لخسارة داعش للأرض والتمويل والحاضنات بنسب كبيرة تصل الى نحو 70% ناتجة عن فراغ.
وإستنادا الى تلك التقارير المعززة بالأرقام فإن هذه العصابات الإرهابية التي بدأت تخسر أبرز قياداتها بمن فيهم ما يسمى الرجل الثاني في تركيبتها "أبو مسلم التركماني” أو "العفري” مثلما يطلق عليه أيضا كانت قد خسرت محافظة ديالى التي حررتها القوات العراقية بمشاركة الحشد الشعبي فضلاً عن 80% من محافظة صلاح الدين وأجزاء واسعة من كركوك وبدء تلقي تلك العصابات ضربات موجعة في محافظة الأنبار يضاف الى ذلك الى خسائر كبيرة في أعداد مقاتليها وتمويلها سواء من خلال طردها من الأراضي التي تحتوي على آبار نفطية أو قطع طرق الإمداد.
هذه الخسائر والتراجعات أدت بداعش الى فقدان البوصلة التي كان يستطيع من خلالها المناورة في العمليات القتالية حتى على صعيد ما كان قد تميز به لفترة من الوقت وهم الإنتحاريون والقناصون.
وفي هذا السياق يقول ضابط كبير في القوات المسلحة العراقية (العميد م , ح) إن "المعارك التي خضناها ضد عصابات داعش في مناطق اليوسفية والزيدان والكرمة وصولا الى مشارف الفلوجة كانت بمثابة دروس مهمة للعسكرية العراقية لاسيما على صعيد معرفة حقيقة عصابات داعش وعلى ماذا تعتمد في المعارك”، موضحاً الى أن "أهم المسائل التي أود التطرق اليها هنا الى أن عصابات داعش لاتقاتل وجها لوجه وهو ما يعني إنها تحاول التعويض عن ذلك بما تملكه من قناصين وإنتحاريين”.
ويضيبف الضابط الكبير "في المعارك الأخيرة لاسيما الجارية الآن في محافظة الأنبار نلاحظ تقهقراً واضح للعمليات الإنتحارية وعمليات القنص وحيث إنهم منذ البداية لا يقاتلون وجها لوجه فإن هذا مؤشر على تراجعهم الكبير في كل المجالات وهو ما ينسحب على تلقيهم ضربات من الجو أدت في النهاية الى مقتل عدد من أبرز قياداتهم بمن في ذلك قيادات الخط الأول”.
من جانبه يرى الخبير الأمني الدكتور هشام الهاشمي في حديث إن "خسائر داعش على صعيد قياداته تزامنت في الواقع مع بدء العد التنازلي له على كل المستويات وبخاصة مع إستعادة زمام المبادرة في الجيش العراقي والتنسيق مع الحشد الشعبي ودخول أبناء العشائر في المناطق الغربية لقتال داعش ادى كل ذلك الى تغيير واضح في موازين المعركة يضاف الى ذلك جدية التحالف الدولي من خلال تكثيف الضربات الجوية”.
وأضاف الهاشمي إنه "فضلاً عن مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبو مسلم التركماني أو علاء العفري بغارة أميركية فإن المعارك التي جرت منذ آذار الماضي وحتى الآن أسفرت عن مقتل قيادات بارزة أخرى وهو ما أدى الى تفكك واضح في أساليب هذه العصابات القتالية التي تبدو الآن في تراجع واضح في مختلف جبهات القتال بسبب أن أي نقص سواء كان في الرجال أم الأسلحة أم التمويل بات من الصعب تعويضه بالنسبة لهم”.
الإسلوب البديل الذي تريد هذه العصابات إشاعته كجزء من حالة الإنتقام هي البدء بتنفيذ المزيد من حملات الأعدام ضد أبناء المناطق الغربية تحت ذرائع وحجج واهية.
الشيخ أبو فراس العبيدي من أهالي قضاء الحويجة يقول لأن "عصابات داعش وإن بدأت تخرج من الحويجة بإتجاه الشرقاط أو ربما اماكن أخرى تحسباً لمعركة قادمة لإستعادة القضاء من سيطرتهم لكنهم في مقابل ذلك بدأوا يمارسون عمليات إنتقام ضد المواطنين”.
ويلفت هنا الانتباه الى أن "عمليات الإنتقام هذه تأخذ أساليب شتى منها عمليات الإعدام التي تنفذ تحت ذرائع واهية مثل الإتصال بالقوات الأمنية أو بحق بعض منتسبي الدولة ممن يتولون الجوانب الخدمية والذين أبقوهم الدواعش في دوائرهم عند سيطرتهم على القضاء للحاجة اليهم في الأمور البلدية والكهرباء وغيرها الأمر الذي يدل على المدى الذي بلغه إنهيار المعنويات لدى عناصر عصابات داعشوالذين لم يبق لديهم سوى إسلوب الإنتقام من الناس”.
https://telegram.me/buratha