التقارير

لماذا تغذي دول الخليج الحرب السورية.. وتوصد أبوابها بوجه اللاجئين؟

1622 13:20:35 2015-09-09

في خضم الانتقادات المتصاعدة للدول العربية الغنية على خلفية تغذيتها المستمرة للحرب السورية منذ أكثر من 4 أعوام، وصفت مسؤولة بمنظمة "العفو" الدولية موقف دول الخليج من اللاجئين السوريين بـ"الشائن" تماماً.

        لاجئون سوريون

لاجئون سوريون في أوروبا

ووجهت سارة حشاش، المسؤولة الصحفية بالبرنامج الإعلامي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "العفو" الدولية لقطر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات انتقادات لأنها ترفض رسميا إستقبال أي لاجئين.

وفي أجواء تدفق آلاف اللاجئين السوريين على أوروبا عبر تركيا واليونان وانطلاقا من ليبيا نحو إيطاليا، ظهرت تصريحات في مختلف الأوساط تنتقد عدم فتح دول الخليج الغنية حدودها أمام هؤلاء، وتبدى امتعاضها من أن يجد اللاجئون السوريون مأوى لدى الغرباء في أوروبا فيما توصد الأبواب في وجوههم من "أشقائهم" القريبين الميسورين.

بطبيعة الحال، تبدو صورة تدفق اللاجئين السوريين غربا نحو الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا وانقطاع طرق هؤلاء بشكل تام "شرقا" نحو دول الخليج غريبا ولافتا، ولا ينسجم مع الأواصر التي تربط شعوب المنطقة ناهيك عن القرب الجغرافي.

وكانت دول الخليج التي تموّل بمعظمها ولا تزال الفوضى في ليبيا ومصر وسوريا ودول أخرى، وقدّمت المال والسلاح للتكفيريين، قد شددت من إجراءاتها حيال اللاجئين من بعض الدول العربية ومن بينها سوريا خوفا من انتقال "العدوى" إليها. وعلى الرغم من تعالي أصوات بعض المثقفين الخليجيين في مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بأن تفتح بلدانهم أبوابها أمام اللاجئين لاعتبارات قومية وثقافية ودينية وإنسانية، إلا أن أصواتا أخرى حاولت تبرير عدم استضافة دول الخليج للاجئين السوريين بذرائع وحجج واهية.

فرئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية عبد الله العذبة قال إن " قطر بلد صغير يقدم تبرعات للاجئين في الأردن وتركيا وشمال العراق"، مضيفا أن بلاده لا تستطيع، لأسباب وصفها بـ"اللوجستية"، أن تقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين ولذلك تفضل تقديم دعم مالي، على حدّ زعمه.

أما الإمارات، فأجمل أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله ظروف بلاده المانعة لاستقبال اللاجئين في تساؤل يقول إن: "أعداد الأجانب كاسحة هنا لدينا 90% فهل تريد أن تحول السكان المحليين إلى أقليات في بلادهم؟ هم بالفعل كذلك"، وهو يشير إلى الأعداد الكبيرة من الأيدي العاملة في بلاده ومعظمها من دول جنوب شرق آسيا.

وذهب البعض بعيدا في محاولة الدفاع عن حجج دولته، إذ رأى المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي أن اللاجئين السوريين يعانون من "مشاكل عصبية ونفسية" وأنهم من "بيئة أخرى مختلفة"، مضيفا أيضا أن تكلفة المعيشة في الكويت تتطلب أموالا من اللاجئين أكثر من دول أخرى، في إهانة واضحة للشعب السوري.

         

مهاجرون سوريون في قارب مطاطي قرب السواحل اليونانية

الصحافة الأوروبية بدورها وجهت انتقادات حادة للدول الخليجية لعدم استقبالها لاجئين سوريين، وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن جميع دول هذه المنطقة لم توقع على اتفاقية اللاجئين لعام، 1951 بل إنها لم توقع أي اتفاقية رئيسة خاصة باللاجئين.

وهاجم الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك بشدة دولا خليجية، وتساءل في مقال نشر في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عن سر حرص كثير من السوريين على اللجوء إلى القارة الأوروبية، بدلاً من التوجه إلى دول الخليج الغنية، رغم أن كثيرين منهم ينظرون إلينا كـ"كفار".

ورأى فيسك أن اللاجئين السوريين يتوجهون إلى أوروبا لأنهم يعرفون أن "فكرة الإنسانية لا تزال حية في أوروبا"، مهاجما السعودية في معرض توضيح موقفه بالقول إن "اللاجئين لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر، مطالبين باللجوء والحرية في البلد الذي دعم طالبان وخرج منه أسامة بن لادن".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك