التقارير

اللجوء إلى أوروبا يدخل خريفه

1860 08:11:35 2015-09-25

دعا وزير الداخلية الألماني ثوماس دي ميزيير الاتحاد الأوروبي إلى تحديد عدد المهاجرين الذين تقبلهم دول الاتحاد وإعادة الباقين إلى بلد آمن في منطقتهم. وتأتي تصريحات الوزير الألماني قبل يومين من اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي يليه الأربعاء اجتماع قمة لقادة الاتحاد لبحث أزمة اللجوء. ودخلت عملية اللجوء الإنساني إلى أوروبا مرحلة صعبة بعد التدفق غير المسبوق للاجئين (يشكل السوريون غالبيتهم العظمى: 28 ألف مهاجر خلال حزيران/ يونيو الماضي ونحو 33 ألف خلال الشهر الذي تلاه حسب المفوضية الأوروبية). وتشكل هذه الأرقام الكبيرة والمتزايدة مخاوف لدى الدول الأوروبية في ظل عدم وجود توافق بين دول الاتحاد على توزيع عادل للاجئين، وفيما أوشكت هنغاريا وكرواتيا وسلوفينيا على إغلاق أبوابها أمام المهاجرين، تتجه ألمانيا عمود الاقتصاد الأوروبي إلى اتباع الطريق ذاته. وحذرت برلين قبل أيام من أنها قد تدعو إلى تفعيل نظام الاتحاد الأوروبي للتصويت بالأغلبية لإجبار الدول الأوروبية المترددة على قبول اللاجئين، وبدأت ألمانيا والنمسا فعلا العمل بنظام التحقق من الهويات الشخصية على حدودهما، بينما تفكر بولندا وهولندا في القيام بالأمر نفسه. ومن المقرر أن يشكل اجتماع القمة المقبل الفرصة الأخيرة للقادة الأوروبيين للتوصل إلى تسوية بشأن توزيع اللاجئين، بعدما فشلت القمة السابقة في التوصل لاتفاق حول توزيع 120 ألف مهاجر متواجدين في إيطاليا واليونان وهنغاريا. وفي حال فشلت القمة في التوصل إلى اتفاق قد تتجه ألمانيا إلى تصعيد مواقفها تجاه الدول الرافضة لاستقبال مهاجرين، الأمر الذي سينعكس سلبا على المهاجرين أنفسهم، ولذلك لا يتعلق قرار الألمان إغلاق حدودهم بمسألة تزايد أعداد اللاجئين إليها، فهي تمتلك القدرة والتخطيط لاستيعاب أعداد كبيرة، وإنما يتعلق الأمر بتوجيه موقف سياسي لبعض الدول الأوروبية التي تستفيد من دعم الدول الأوروبية الغنية في تقوية اقتصادها.   خطط بديلة بدأ الاتحاد الأوروبي مؤخرا التفكير في إيجاد خطط بديلة تحد من الهجرة إليه، ومن هذه الخطط زيادة الدعم المالي لدول الجوار المحيطة بسوريا، كتركيا ولبنان والأردن التي تستضيف نحو 4 ملاين لاجئ سوري.   وقد بدت علامات الانهاك الاقتصادي واضحة في الأردن ولبنان مع أعداد اللاجئين الكبيرة التي لا تتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية لهذين البلدين من جهة، وتقليص برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مساعداته الغذائية إلى النصف من جهة ثانية. وزار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لبنان والأردن للاطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين وبحث السبل الكفيلة في تعزيز دعم اللاجئين. أما تركيا التي تستضيف وحدها نحو مليوني لاجئ، فقد بدت علامات الإرهاق عليها تظهر مؤخرا، مع إغلاقها لحدودها مع سوريا في وجه الهاربين من المعارك، ووقف منح فرص عمل للاجئين. ويتجه الاتحاد الأوروبي الذي أهمل قضية اللجوء في تركيا كثيرا، إلى تقديم دعم مالي لها لمساعدة اللاجئين وتوفير حياة معيشية أفضل للبقاء في تركيا، حيث اعترف الاتحاد الأوروبي أن تركيا التي تستضيف نصف إجمالي اللاجئين السوريين تتلقى أموالا أقل من جاراتها مثل لبنان والأردن. وتمكن الاتحاد الأوروبي من تأمين مليار يورو دعما لتركيا، لكن هذا المبلغ يشكل 30 % من الحاجة التركية للإيفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين، فيما تقول أنقرة إنها أنفقت 6.5 مليارات دولار على جهود الإغاثة الإنسانية التي شملت إقامة بعض أفضل مخيمات اللاجئين وتوفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. وعلى الرغم من هذه الخطوات، يبدو من الصعوبة بمكان أن تثمر في انخفاض وتيرة اللجوء إلى أوروبا، ذلك أن المساعدات المقدمة للاجئين في دول الجوار مهما ارتفعت، فإنها لن تصل إلى المستوى الذي تقدمه أوروبا، فضلا عن المزايا الاجتماعية والعلمية الأخرى. ولا يبدو الحل لمشكلة اللاجئين ممكنا إلا بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وهو ما بدأت كثير من الدول في إدراكه خلال الفترة الأخيرة، لكن تعقد الأزمة السورية، واستغلال بعض الدول أزمة اللاجئين لأغراض سياسية، قد يبقي هذه الأزمة مفتوحة دون حل.   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك