التقارير

لا تضايقوا روسيا في حربها على الإرهاب..!

1793 08:35:40 2015-10-06

الغارات الروسية في سوريا أظهرت كيف يمكن إحراز النجاح في معركة حقيقية مع الإرهابيين في بضعة أيام.

المقاتلات الروسية نفذت 15 طلعة مستهدفة 10 مواقع للإرهابيين في سوريا

فقد دمرت الطائرات الروسية منذ 30 أيلول/سبتمبر الماضي العشرات من مواقع البنى التحتية للإرهابيين: نقاط القيادة، ومخازن الذخيرة، ومراكز الإشارة، وورش صنع متفجرات الإرهابيين- الانتحاريين ومعسكرات إعداد المقاتلين. وبنتيجة الأمر، وكما يقول العسكريون، "تسنى تقويض قاعدة الإرهابيين التقنية-المادية، وإضعاف قدراتهم القتالية بشكل ملموس"، وبدأ الذعر يدب في صفوفهم وأخذوا يهربون من ميدان المعارك.

طائرات مقاتلة تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطنReutersطائرات مقاتلة تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن

 

في المقابل، وبدءا من شهر أيلول/سبتمبر من عام 2014، شنت قوات الناتو الجوية وعلى رأسها البنتاغون أكثر من 7000 غارة بغرض القضاء على البنى التحتية لتنظيم "داعش"، لكن الجنرالات الأمريكيين وبعد عام كامل من القصف الجوي لم يحرزوا نجاحا له قيمة على الجبهة السورية، حيث لم يواجه الإرهابيون صعوبات في الاستيلاء على مناطق جديدة يوما بعد يوم في العراق وسوريا. وهذه المعطيات أوردها تقرير للكونغرس الأمريكي قبل يوم واحد من إعلان موسكو عن بدء العملية الجوية في سماء سوريا.

ويؤكد الخبراء العسكريون أن الطائرات لم تقصف مواقع إرهابيي "داعش" بقدر ما ساعدتهم في صراعهم الدموي مع السلطة القائمة في دمشق، وإلا لكان من الممكن وبهذا العدد الضخم من الغارات الغربية القضاء بكل سهولة على هذا التنظيم الإرهابي.

وبالتالي، يبقى خياران، حسب هؤلاء المحللين: إما أن طائرات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كانت تساعد الإرهابيين في صراعهم مع عدو الغرب اللدود الرئيس السوري بشار الأشد، أو أن جنرالات القوات الجوية في أوروبا وأمريكا أظهروا استهتارا واضحا بواجباتهم، وأظهر طياروهم إعدادا مهنيا ضعيفا.

وإضافة لذلك، نجد أحيانا في الصحافة الغربية تلميحات إلى أن مشاركة العسكريين الأمريكيين والأوروبيين في الأزمة السورية هو "بيزنس" مربح، لا يريد "المناضلون" من أجل الديمقراطية في بلدان الغير إنهاءها بسرعة لأنهم ينفقون هناك نقودا كبيرة من الميزانية لا ينفقونها في بلادهم. وتزداد مطالبهم بتوريد أسلحة وتقنيات عسكرية جديدة إلى ميدان المعارك (والتي تقع أحيانا في أيدي المقاتلين). ولا يستبعد الخبراء وجود لوبي ضخم في الولايات المتحدة، يجني أموالا كبيرة على حساب "المخصصات" الضخمة التي تنفق على العملية الحربية في سوريا، ولا سيما أن الدول الأوروبية تشارك في تمويلها.

تدمير هدف لـ"داعش" في سوريا من قبل المقاتلات الروسيةRIA NOVOSTIتدمير هدف لـ"داعش" في سوريا من قبل المقاتلات الروسية

 

لهذه الأسباب ولغيرها لم تستطع واشنطن تسوية النزاعات الأخرى في العراق وأفغانستان وليبيا. وعزز تدخل الأمريكيين الفوضى في هذه البلدان، ما أوصلها إلى التفكك والانهيار. و"أصبح واضحا أن الغرب لن يستطيع حل الأزمة في الشرق الأوسط" كما تكتب الصحيفة الألمانية "هاندلسبلات". وكان مجبرا على الاستكانة لخطوات موسكو الحازمة، والتي جاءت في الوقت المناسب.

ومن المهم جدا الآن أن لا يحاول حلفاء الولايات المتحدة (وبخاصة في المنطقة) وضع العصي في العجلات الروسية الدائرة، وألا يحاولوا المزايدة بشكل خاص على العامل الديني، والقول إن موسكو "تغزو أرض الإسلام"، وأنها تريد مواجهة الدول الإسلامية، لأن من يحارب ضد الإسلام في سوريا هم إيديولوجيو ومقاتلو "الدولة الإسلامية"، الذين يشوهون الدين الحنيف. أما روسيا فهي تحارب ضد الإرهابيين، الذين لا دين لهم ولا قومية، وتدافع في سوريا عن المسلمين ولا تفرق بين شيعي وسني، وتدافع كذلك عن المسيحيين وممثلي الديانات الأخرى.

حبيب فوعاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك