التقارير

العالم من ثنائية الرأسمالية والاشتراكية إلى ثنائية موالاة ومعارضة الأسد

1525 11:49:20 2015-10-11

جاح روسيا بمحاربة الإرهاب في سوريا سيترجم تقدما على طريق بناء عالم مختلف لا تهيمن عليه واشنطن، عالم يحترم القانون الدولي وسيادة الدول وحقوق الشعوب.

واشنطن تعاود الحديث عن تسليح المعارضة "المعتدلة"، وحسب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك، تنوي الولايات المتحدة تقديم معدات وأسلحة لمجموعة مختارة من القادة المعارضين، ليستطيعوا مع وحداتهم لاحقا دخول الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".

جاء هذا الإعلان من البنتاغون بعد إنهاء البرنامج الخاص بتدريب المعارضة السورية "المعتدلة"، البرنامج الذي فشل فشلا ذريعا، حتى اعترفت واشنطن أن عدد "المعارضين المعتدلين" لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

طائرات روسية في سماء سورياRIA NOVOSTI RIA NOVOSTIطائرات روسية في سماء سوريا

 

من جهة أخرى اتهمت الولايات المتحدة روسيا باستهداف "المعارضة السورية المعتدلة" تلك المعارضة التي امتنعت واشنطن عن تسليحها خلال كل سنوات الأزمة، أكثر من استهدافها لـ"داعش"، لكن حملة الأمريكيين وحلفائهم ضد "داعش" فشلت بعد مرور أكثر من سنة، وهناك شكوك حول إفشالها المتعمد، بحيث واصل التنظيم توسعه في سوريا والعراق وظهر في بلدان أخرى، وبررت واشنطن هذا الفشل بعدم وجود قوة على الأرض تستطيع مواجهة "داعش".

لكن هذا التبرير يجعل النظرة الأمريكية للمعارضة متطابقة مع الموقف الروسي، فموسكو تشك في وجود المعارضة "المعتدلة" وتعلن استعدادها للتباحث مع "الجيش الحر" إن كان موجودا، وواشنطن لا تجد قوات يمكن الاعتماد عليها على الأرض، أي أن "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" و"الفتح" وكل الجيوش التي مولتها دول "المحور المناهض للأسد" لا تصنف أمريكيا كـ"معارضة معتدلة".

على صعيد آخر تناقلت مواقع سورية معارضة نبأ تمدد جديد لتنظيم "الدولة الإسلامية" الأسبوع الماضي على حساب "الفصائل المقاتلة والفصائل الإسلامية" حسب المصادر، في ريف حلب الشمالي، لكن هذا التمدد الذي شمل الاستيلاء على مدرسة المشاة والمنطقة الحرة وسجن الأحداث، وقرى تل قراح، تل سوسيان، معرته، كفرقارص، فافين، وعدة بلدات ومرتفعات، جرى وفق مصادر المعارضة السورية دون أي مقاومة، ذلك أن مسلحي "الجبهة الشامية" (المدعومة من قبل تركيا) ينتقلون إلى صفوف "داعش" و"النصرة" و"أحرار الشام"، وتجري الإشارة إلى توجه تركي لتحويل "داعش" جنوبا كي يصطدم بصورة مباشرة مع الجيش السوري في حلب.

أما القصف الأمريكي في ريف حلب فلم يؤذ "داعش"، بل دمر محطة لتوليد الكهرباء وقطع التيار عن منطقة واسعة. وتعود واشنطن للحديث عن تسليح المعارضة بدلا من تدريبها، أي أن الفشل في محاربتها للإرهاب لم يحفزها على تغيير استراتيجيتها، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات إلا إذا كانت الأهداف الحقيقية تختلف عن المعلن!.

لم يعد سرا أن الأزمات السياسية والاقتصادية والثورات الملونة إضافة إلى حروب دامية جرت في العقود الأخيرة بإخراج أمريكي ماكر، استغل غياب الاتحاد السوفيتي لفرض هيمنة الدولة العظمى الوحيدة، وواشنطن ستسعى على الأقل لعرقلة تحقيق نجاح روسي في سوريا، ذلك أن هذا النجاح سيترجم تقدما على طريق بناء عالم مختلف لا تهيمن عليه واشنطن.                              

لا أظن أن واشنطن معنية بحياة أو موت السوريين، لكن نجاح سوريا وأصدقائها في محاربة الإرهاب يجرد الولايات المتحدة من "حقها المقدس" في إملاء إرادتها على العالم، ويسحب من تحت أقدامها البساط الأممي الذي شرعن في السابق تدخلها.

إذا ليس غريبا أن يصبح الرئيس السوري بشار الأسد رمزا لعالم القطبين قيد التكوين، وأن ينقسم العالم إلى موالاة ومعارضة، كما كان في السابق رأسماليا واشتراكيا.

رائد كشكية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك